لاحظوا كيف أولئك الذين كانوا يعيشون مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كانوا في قضية واحدة، قضية أدب مع الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ} (الحجرات: من الآية2) تحبط أعمالكم، ما هي أعمالهم؟ صلاة بعد رسول الله، أليست الصلاة بعد رسول الله أفضل من أي صلاة بعد أي شخص آخر؟ وحضور مع رسول الله وجهاد معه في الميادين، كل هذه الأشياء التي تبدو عظيمة قد ينسفها موقف تبدو معه قليلَ أدبٍ مع النبي (صلوات الله عليه وعلى آله) {أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ} فكيف إذا ما كنت قليل أدب مع الله، تقدمه عاجزًا عن أن يحقق ما وعد به أولياءه، وهذا ما نحن عليه؛ ولهذا أصبحنا في وضعية سيئة جدًا جدًا، لا يستطيع الإنسان أن يتصورها، كلنا علماءنا وزعماءنا وحكومات وجيوش وأفراد كلهم في الحضيض، في أحط مستوى، تحت من ضرب الله عليهم الذلة والمسكنة وباءوا بغضب من الله.
كلمة من (بوش) ترعبهم جميعًا، لا يستطيعون حتى أن يعلقوا عليها كما يعلق عليها الأوربيون فيقولون: (كلمة جيدة ومتوازنة إنما تحتاج إلى شيء من الإيضاح) كما قال عرفات ومبارك وأشباههم، بينما هناك في أوروبا ينقدها الفرنسيون ينقدها الآخرون. هكذا أصبحوا إلى درجة كلمة من (بوش) تهزهم أكثر مما يهزهم وعيد القرآن الكريم، يبحثون عن حل من هناك ولا يلتفتوا إلى القرآن، ولا يرون أنه يمكن أن يكون لديه حل، لا يمكن أن يكون لديه حل أبدًا.
عندما تهتز ثقة الإنسان بالله نتيجة لمعرفته المغلوطة بالله أو ضعف كثير في معرفته بالله سيصل إلى هذه الحالة بدلًا من أن يكون قويًا على أولياء الشيطان يصبح عبدًا لأولياء الشيطان، بدلًا من أن يتشرف بأن يهتدي بهدي الله، وتكون قوته امتدادًا لقوة الله يصبح هو من يبحث عن الحلول من عند أولياء الشيطان، ليقدموا لـه حلولًا، وهل يمكن للشيطان أن يقدم حلًا للإنسان المؤمن؟ لا يمكن أبدًا، {إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِير} (فاطر: من الآية6) حزبه الذين قد والوه وأطاعوه ودخلوا معه، هل هو يريد أن يجعلهم على أرقى مستوى ويسوقهم إلى أفضل غاية؟ لا. {إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِير} فأصبح أولئك هم الملجأ للناس، للعرب، للمسلمين بدلًا من الالتجاء إلى الله.
أضعنا الله، أضعنا رسوله، أضعنا ولايته فأصبح الموضوع نبحث عن كيف نتولى، ويتسابق الزعماء، يتسابق الأحزاب على من هو الذي يحظى بصداقة أمريكا وبالقرب من أمريكا، وبوُدِّ أمريكا، هكذا حتى داخل اليمن أصبحت الأحزاب في اليمن -فيما نقرأ- بعضها يتهم بعض بأن مواقفه هي محاولة لأن يكون أقرب إلى أمريكا، ويتودد إلى أمريكا؛ لأنه ربما تأتي أمريكا فتجعله هو من يصل إلى السلطة، وهكذا.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن
الثقافة القرآنية
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي
بتاريخ: 4/8/2002م
اليمن - صعدة