مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الإمامُ زيدٌ عَلَـيْـهِ السَّـلَاْمُ كانت ثورتُه وكان قيامُه وكانت حركتُه امتداداً لقيام وثورة وحركة جَدِّه الإمام الحسين عَلَـيْـهِ السَّـلَاْمُ، امتداداً كلياً، امتداداً في الجوهر والمضمون، في الروح والهدف، امتداداً في الموقف، امتداداً في التوجه، امتداداً في طبيعة الظروف والدوافع.
هي امتدادٌ لحركة الإسْـلَام، حركة الإسْـلَام في حقيقته في مبادئه في جوهره في قيمه في أَخْلَاقه، امتدادٌ لحركة الإيمان بالاستجابة لله سُبْحَـانَهُ وَتَعَالَـى، ونحن حينما نُحيي هذه الذكرى نحيها بعدة اعتبارات كواقعة وحادثةٍ تأريخية مهمة لها تأثيرُها الكبير، وامتد هذا التأثير في الأُمَّـة جيلاً بعد جيل، لها أهميتها في كُلّ شيء، في مضمونها، في أسبابها، في مستوياتها، في أهدافها، في تأثيرها، فيها من العِبَر والدروس التي نحتاج إليها اليوم، نستفيدُ منها كواقعة تأريخية لها صلة بالتأريخ الذي امتدَّ تأثيرُه إلَـى الحاضر، فما حاضرُها اليوم بكل ما فيه إلا امتداد لذلك الماضي.
نُحييها باعتبارها ذكرى لعَلَمٍ عظيمٍ من أعلام الهدى، من رموز الإسْـلَام، رجلٍ عظيمٍ حمل رايةَ الإسْـلَام في الأُمَّـة، ورفع صوت الحق في زمن السكوت، وتحَـرّك في أوساط الأُمَّـة كُلّ الأُمَّـة؛ بهدف إنقاذها من الضلال والظلمات والظلم والقهر والطغيان، فهو باعتباره رمزاً من رموز الإسْـلَام، وعَلَماً من أعلام الهُدى، هو في موقع القدوة، وفي موقع الأسوة، نتطلع إليه، إلَـى جهاده، إلَـى سيرته، إلَـى مواقفه، إلَـى أقواله، إلَـى علومه، إلَـى كُلِّ ما قدمه للأُمَّـة، وما قدمه إنما قدمه من خلال ما اهتدى به وما التزم به وما تحلّى به من مبادئ الإسْـلَام وقيم الإسْـلَام وأَخْلَاق الإسْـلَام وتعاليم الإسْـلَام، فهو رمزٌ إسْـلَاميٍ نرتبطُ به في الدين قدوةً وعَلَمَ هدى، وهو أيضاً رمزٌ للأُمَّـة فيما قدمه للأُمَّـة، لقد جرى في العُرف الإنساني أن تحتفلَّ الشعوبُ وتحتفلَّ الأمم بذكرى أمجادها، وبذكرى عظمائها، وأن تخلّدَ لعظمائها ذكراهم الذين أسهموا في أُمَمِهم بما قدموه لها على مستوى الإنقاذ لها الدفاع عنها، النهضة بها، الإصلاح في واقعها، جرى عُرف البشرية أن تمجد عظماءها وتخلد ذكراهم، وأن تجعل منهم فيما كانوا عليه وفيما قدموه أن تجعل منهم القدوة التي ينجذب إليها الجميع ويقتدي بها الجميع ويتأثر بها الجميع، فيكون للذكرى ويكون لذلك الارتباط الوجداني والنفسي والثقافي أثَرُه الكبيرُ في حياة الأمم، في نهضة الأمم، في نشاط الأمم، في تحمل الأمم للمسؤولية، وفي استعدادها لتحمُّل أعباء المسؤولية.
الإمامُ زيدٌ عَلَـيْـهِ السَّـلَاْمُ قدّم للأُمَّـة الكثير الكثير، مَن يقرأ التأريخ يعرف ذلك، من يقرأ التراث الإسْـلَامي يعرف ذلك.
وعلى كُلٍّ نحن عندما نُحيي هذه الذكرى نحيها من واقع نحن في أمسِّ الحاجة فيه إلَـى الاستفادة من الإمامِ زيدٍ عَلَـيْـهِ السَّـلَاْمُ، من الاستفادة من أعلام الهُدَى ومن رموز الإسْـلَام، إلَـى الاستفادة من حركة التأريخ بكله، فيما يزيدُنا وعياً ويزيدنا بصيرة ويزيدنا همة ويزيدنا فهماً للمسئولية وفهماً لما علينا أن نقدم ويزيدنا عزماً وصبراً وثباتاً في مواقفنا.
الإمامُ زيدٌ عَلَـيْـهِ السَّـلَاْمُ تحَـرّكَ بكل ما يحمله من مبادئَ وقيمٍ وبكل تلك الأهداف العظيمة والمهمة التي أعلن عنها ونادى بها في أوساط الأُمَّـة واستشهد مظلوماً وكانت مظلوميته أيضاً مظلوميةً سطرّها التأريخ مؤلمةً جداً تقدم بذاتها وبنفسها الكثيرَ من الحقائق والدروس والعبر، استشهد الإمامُ زيدٌ عَلَـيْـهِ السَّـلَاْمُ، أُخرج بعد الاستشهاد من قبره، صُلب لسنوات عديدة، عُرّي جسده الشريف وبقي مصلوباً، في نهاية المطاف، أنزلوا جسدَه الشريف من على العود الذي كان مصلوباً عليه وقاموا أيضاً بإحراقه، ثم ذروه في نهر الفرات حتى لا يبقى منه أي أثر، ولا يبقى له أي ذكر، لكن مع كُلّ ذلك بقي الإمامُ زيدٌ عَلَـيْـهِ السَّـلَاْمُ في أوساط الأُمَّـة بقي منهجاً، بقي ثورة بقي موقفاً بقي درساً كبيراً للأُمَّـة، بقي في الوجدان مشاعرَ حُبٍّ وإعزاز، وبقي في التراث عَلَماً ومعرفة وهداية، وبقي موقفاً يذكر وموقفاً يعتبر وموقفاً يؤثر في إحياء الأُمَّـة وتحريك الأُمَّـة واستنهاض الأُمَّـة.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

من خطابُ السيّد / عبدالملك بدرالدين الحوثي / حفظه الله - في ذكرى استشهاد الإمام زيد 1438هـ.

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر