مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

العــدوان الإســـرائيلي الغـــادر على الجمهوريــة الإسلاميـــة في إيـــران: الذي بدأ من الساعة: (3:26)، قبل فجر يوم الجمعة، السابع عشر من شهر ذي الحجة، فهو تطورٌ خطير على مستوى المنطقة بكلها.

ما قبل هذا العدوان الإسرائيلي على الجمهورية الإسلامية في إيران، قام الأمريكي- وبأسلوب الخداع- بالدخول في مفاوضات مع الجمهورية الإسلامية في إيران، بواسطة عمانية، حول موضوع (الملف النووي)، الذي عادة ما يُكَرِّر الغرب الأخذ والرد والنقاش حوله، ويجعل منه مشكلةً كبيرة، ويجعل منه ذريعةً في مواقفه العدائية ضد الجمهورية الإسلامية في إيران، مع أن كُبريات الدول الغربية: أمريكا، وفرنسا، وبريطانيا... ودول أخرى أيضاً في بقية العالم: الصين، روسيا، الهند... بلدان أخرى، والعدو الإسرائيلي أيضاً، كلهم يمتلكون السلاح النووي، وينتجون السلاح النووي، في مقابل أن الجمهورية الإسلامية تؤكِّد مراراً وتكراراً أنها لا تريد إطلاقاً أن تنتج السلاح النووي، ولا أن تمتلكه، ولا أن تستخدمه، وأن ذلك محظورٌ في رؤيتها الدينية، وفي موقفها الشرعي، في اعتبارات تتعلَّق بالشريعة الإسلامية، وتؤكِّد على ذلك، وأتاحت المجال للرقابة على منشآتها النووية، الرقابة القوية، وكذلك حملات التفتيش... وغير ذلك من الإجراءات، التي حرصت بها أن تطمئن مختلف البلدان والدول أنها لا تسعى إطلاقاً لامتلاك سلاحٍ نووي، ومع ذلك لم ينفع كل ذلك؛ لأن المسألة هي غير ذلك بالنسبة للموقف الغربي.

الموقف الغربي يزعجه من الجمهورية الإسلامية عِدَّة نقاط مهمة وجوهرية، وذات أهمية لكل بلدان أُمَّتنا الإسلامية؛ لأنه موقفٌ من أي بلدٍ إسلامي:

  • يزعجه من إيران في المقام الأول: التحرر الإيراني، أن إيران ليس بلداً خانعاً وخاضعاً للغرب؛ بل هو بلدٌ متحرِّرٌ مستقلٌ، ويبني نهضةً إسلاميةً على أساسٍ من استقلاله، فليس كبعض الأنظمة والبلدان التي هي في حالة تبعية وخنوع وخضوع للغرب، في توجُّهاتها السياسية، في مواقفها؛ بل تجعل كل نشاطها، وكل سياساتها، وكل توجُّهاتها، تحت سقف ما يريده الغرب؛ وهـذا أمرٌ مزعجٌ للأعداء.
  • أيضاً من أهم الدوافع العدائية للغرب ضد الجمهورية الإسلامية في إيران، هو: الموقف الداعم للشعب الفلسطيني وللقضية الفلسطينية، والذي ثبتت فيه الجمهورية الإسلامية بشكلٍ مستمر ولم تتراجع عنه إطلاقاً، وهو مبدأ من مبادئها الإسلامية؛ وهـذا مقلق بالنسبة للأعداء: تبنيها لقضايا الأُمَّة، لقضايا المظلومين والمستضعفين، وهذا من أكبر أسباب الحقد ضد الجمهورية الإسلامية في إيران.
  • ثم عوامل أخرى: تتعلَّق بنهضتها العلمية، سنتحدث عنها بالتفصيل.

ولـذلك فعادةً ما يجعل الغرب عنوان (الملف النووي) كعنوان وذريعة، لكن هناك أسباب أخرى؛ لأنه- كما قلنا- الجمهورية الإسلامية تُقَدِّم كل الضمانات، تُقَدِّم كل الآليات المتاحة، التي يمكن من خلالها الاطمئنان إلى أنها لا تسعى إلى امتلاك سلاحٍ نووي، ولا تعمل لإنتاج سلاحٍ نووي، مع أنَّه- في واقع الحال- لو جئنا إلى مسألة بعيدة عن الاعتبارات التي تأخذ بها الجمهورية الإسلامية: الاعتبارات الشرعية والإسلامية والقيمية، لكن من حيث امتلاك السلاح النووي، لماذا يتاح لأمريكا أن تمتلك السلاح النووي وتستخدمه؟ من يشكِّل خطراً على المجتمع البشري، ومن ليس أميناً في أن يمتلك مثل هذا السلاح، هو الأمريكي في المقدِّمة والإسرائيلي.

الأمريكي استخدم السلاح النووي والذرِّي لإبادة المجتمعات البشرية، حصل هذا في اليابان، ومعروف ما فعله الأمريكي في اليابان، فتلك الدول هي التي يشكِّل امتلاكها للسلاح النووي خطراً على المجتمعات البشرية.

إذا كان التعاطي مع هذه المسألة، من باب ما يشكِّله هذا السلاح من تهديد للمجتمعات البشرية، فأول من ينبغي أن يُمنَع من امتلاك السلاح النووي، هو العدو الإسرائيلي؛ لأنه عدوٌ متوحش، متفلت من كل القيم، والأخلاق، والقوانين، والمواثيق، ومن كل الاعتبارات، يرى الناس جميعاً ما يفعله ذلك العدو من إجرام ضد الشعب الفلسطيني، وما يفعله في قطاع غَزَّة من استهداف حتى للأطفال، قَتَل الآلاف من الأطفال عمداً، بل إنه يجعل الأطفال حتى الرُّضَّع، من أهدافه الأساسية للإبادة الجماعية، لقتلهم، يسعى لذلك، ويجعلهم هدفاً للقتل بتعمُّد.

فبهذه الحسابات: حسابات منع أي بلد من امتلاك السلاح النووي؛ لما يمثله- مثلاً- من خطورة، فالخطر هو أن يمتلكه العدو الإسرائيلي، أن يمتلكه الأمريكي، الذي استخدمه لإبادة الناس في اليابان، إبادة المدنيين، ضد المدن الآهلة بالسكان، وليس ضد معسكرات، أو جبهات قتال... وهكذا بلدان أخرى ليس لديها ضوابط شرعية، ولا إيمانية، ولا أخلاقية.

فالأعداء هم قلقون من أن تمتلك إيران القدرة، القدرة النووية، بعيداً عن مسألة السلاح النووي، وأي قدرة في أي مجال: القدرة العسكرية، القدرة العلمية، طالما وهي تتَّجه الاتِّجاه المتحرر، المتبنِّي لقضايا الأُمَّة والمظلومين والمستضعفين، تتَّجه الاتِّجاه الإسلامي، على أساسٍ من الانتماء الإسلامي، هذه هي الحقيقة، هم يعادون الجمهورية الإسلامية كل هذا العداء لهذه الأسباب.

العدوان الإسرائيلي الغادر، الذي أتى- كما قلنا- وهناك سياق مفاوضات، والأمريكي يبشِّر بأنها مفاوضات متقدِّمة، حتى اللحظة الأخيرة التي قدَّم فيها غطاء للعدوان، فحاول أن يصوِّر أنَّ هناك مأزقاً في هذه المفاوضات، أو تعثراً.

 

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

من كلمة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي

حول آخر التطورات والمستجدات الأسبوعية

الخميس23 ذو الحجة 1446هـ 19يونيو2025م


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر