مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

جعل الله التّوالد والتّناسل سنّة إلهيّة في عباده يسعى النّاس لتحقيقها وطلبها, وهذا يبيّن لنا أنّ فكرة تحديد النّسل غير صحيحة على الإطلاق, وتمثّل خطورة بالغة على المسلمين بالذّات, ويعتبر السّيد أنّ من لديه اهتمام بدين الله, وبالجهاد في سبيل الله, ويحمل الروحيّة القرآنيّة والجهاديّة سيكون حريصاً على موضوع تكاثر الأولاد والإنجاب, ويفرح بذلك, لأنّ القضيّة مرتبطة بموضوع الصّراع والجهاد في سبيل الله, فتكون هذه القضيّة مسيطرة على مشاعره, وهو يباشر زوجته, ويطلب ويبتغى ما كتب الله له من الذريّة والأولاد, يقول السيد: (إذاً فإن الله قد جعل سُنة، سُنة التوالد هذه، سُنة التناسل يمكن أن يكون منك أنت خمسة، ستة، عشرة رجال، وأنت تفرح بواحد من هنا، وواحد من هنا, فإذا الإنسان لديه اهتمام بدين الله، سيكون بالشكل الذي يفرح، يفرح بأن يكون له أولاد، وعلى أقل تقدير سيكون أولادك يتوجهون لك، إذا كان هناك آخرين لا يتوجهون لك إلا بصعوبة حتى يصلح لك واحد، ربما خمسة، ستة أولاد يصلح لك ولو أكثرهم على الأقل، أليست أنعماً كبيرة؟.

كان العرب في أيام الصراع القبلي فيما بينهم حريصين جداً على الأولاد متى ما جاء له ولد يبشرونه [ويهنيك الفارس] لأن واحد يعتبر مكسباً كبيراً، ماذا في ذهنيته؟ عندما يصارع قبيلة أخرى وعندما يغزوا قبيلة أخرى.

فالإنسان الذي لديه اهتمام بدين الله، وعنده روح جهادية يفرح بأن يكون له أولاد، فتكون القضية مسيطرة على مشاعره وهو يباشر أهله، يباشر زوجته أنه يطلب ما كتب الله، ما سهل الله، وما يسر من أولاد) سورة البقرة الدرس التاسع.

ويضيف السّيد أنّه لا ينخرط في مشروع تحديد النّسل, ويتضايق من كثرة الأولاد إلاّ من لا يكون لديه اهتمام في نفسه بدين الله, والجهاد في سبيل الله, وإلاّ فالحقيقة أنّ الأولاد وكثرتهم يعتبر مكسباً كبيراً للرّجل, ولهذا أباح الله للإنسان الزّواج بأربع من النّساء, من أجل الحصول على العدد الكبير من الأولاد, يقول السّيد: (لا يحصل التضايق من الأولاد، لا يريد واحد أولاد إلا عندما لا يكون هناك اهتمام في نفسه بدين الله وإلا ما هو الولد بالنسبة لك؟ فارس أليس فارساً؟ مجاهداً في سبيل الله؟ أليس المفروض أن تفرح؟ ولهذا أبيح للناس أن يتزوج الواحد بأربع عسى يجيء لك من أربع خمسة عشر رجلاً يجاهدون في سبيل الله، يعبدون الله، مكسب كبير لك أنت) سورة البقرة الدرس التاسع.

ويوضّح السّيد أنّ هذه الرّوحيّة كانت مسيطرة على ذهنيّة ونفسيّة نبيّ الله إبراهيم وولده إسماعيل صلوات الله وسلامه عليهم, فدعوا الله أن يجعل من ذريّتهم أمةً مسلمة, لأنّ الشخص الذي يحبّ الله, ويهتمّ بدين الله, تكون هذه هي روحيّته ونفسيّته, فيفرح أن يكون له الكثير من الأولاد, فيعمل على أن ينشئوا عبّاداً لله, ومجاهدين في سبيل الله, ويوضّح السّيد أنّ هذه القضيّة مرتبطة بالصّراع, والجهاد في سبيل الله, لأنّ الحرص على التّناسل يؤدّي للتّكاثر, فتكون هناك أمّة, وأعداداً كبيرة جدّاّ من المسلمين الذين يمثّلون عباداً لله, ومجاهدين في سبيله, ولهذا تعتبر هذه الآية مهمّة جدّاً في هذا الموضوع, وتصحيح الرّؤية, والثّقافة, والنّظرة لدى النّاس تجاه موضوع الأولاد, والتّناسل, والتّكاثر, لأنّ اليهود يسعون لأن يجعلوا من المسلمين أقليّة فيسهل استهدافهم, والقضاء عليهم, يقول السّيد: (عندما قال نبي الله إبراهيم: ﴿رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ﴾[البقرة: من الآية128] إجعلنا، وهما إثنان، يتمنى أن يكون هناك مسلمون لله كثير، لحبه لله، يتمنى أن يكون هناك عُبّاد كثيرون لله، وعاملون كثيرون في سبيل الله، وفيما يرضي الله، تجد أنت مثلاً تحب شخصاً معه عمل معين، ألست ترغب أن تبحث عن أحد معك في مجال يرضي الشخص الذي أنت تحبه؟ الإنسان الذي يحب الله، الذي يهتم بدين الله، تكون روحيته هكذا، يفرح أن يكون له أولاد، ولا يصدق واحد المحاولات التي يطرحونها لتقليل النسل، هذه عملية المقصود منها تقليل نسل المسلمين، تَبَيّن في نفس الوقت أهمية مثل هذه الآية بالنسبة للمسلمين ﴿وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ﴾[البقرة:187]، أليس الآخرون يريدون أن يضربوا، يقطعوا ما كتب الله لنا؟ لأنه إذا قل النسل أمكن أن يقضوا على الحاصلين بأعمال كثيرة حتى يصبحوا أقلية، لكن قضية النسل هذه قضية عندهم مزعجة، وموضوع النسل لا يكون عندك أنه مثلاً في هذا الشهر قد يأتي مثلاً زوجتك تبدأ تحمل في الشهر الفلاني، في الشهر الذي أنت فيه، يمكن بعد خمسة عشر سنة! أحيانا قضايا الصراع يجلس الناس يتصارعون ثلاثين سنة، خمسة عشر سنة ما تدري إلا وهذا رجال وفي نفس الميدان.

الآن الفلسطينيون كم صراعهم؟ كم من السنين صراعهم مع إسرائيل؟ أليس الآن الذين هم يقاتلون ربما هم أبناءُ أبناء الذي شاهدوا دخول اليهود هؤلاء العصابات اليهودية أبناء أبنائهم أحفادهم خمسون سنة من الصراع) سورة البقرة الدرس التاسع.

ويبيّن السّيد أنّ كلّ ما يطرح تربويّاً واقتصاديّاً حول تكاثر الأولاد والشّعوب, وأنّه يؤدّي للكثير من المشاكل التربويّة والاقتصاديّة غير صحيح على الإطلاق, فالمشكلة ليست في التّكاثر والتّناسل, بل هي تكمن في القائمين على النّاس, والأنظمة والحكّام, فيكون الخلل فيما يقدّمونه من خطط, ومناهج, وبرامج تربويّة, وتعليميّة, وثقافيّة, واقتصاديّة, وإلاّ فإنّ المعادلة الصحيحة هي أنّ التّكاثر والنموّ السكانيّ يساعد الشّعوب على تحقيق النموّ الاقتصاديّ, يقول السيد: (عندما يقولون: هذا يشكل مشكلة، تغذيتهم وتربيتهم وأشياء من هذا، لا. المشكلة كلها من عند القائمين على الناس، من عند من يحكمون الناس، هم الذين يكونون بشكل يجعل الفساد ينتشر فتقل البركات، تكون خططهم الاقتصادية فاشلة، ليس عندهم اهتمام بالناس، ليس عندهم خبرة في رعاية الناس، لا تربوياً، ولا غذائياً، وإلا فالله سبحانه وتعالى قد جعل الأرض واسعة، جعلها واسعة، ثم إنه بالنسبة للشعوب، بالنسبة للأمم، غير صحيح بأنه إذا ازدحم الناس، أصبح شعب من الشعوب عدده عشرين مليون بأنه سيكون شعباً ضعيفاً. لا. بل يقولون فيما يتعلق بالنمو الإقتصادي: أن الشعوب الكبيرة تصبح هي سوق، هي سوق لنفسها، سوق استهلاكية هي، إذا أنت شعب صغير مثلاً عدده مليون أو مليونين ونصف، وعندك قدرات رأس مالية، عند أفراد فيه رؤوس أموال كبيرة، يُصَنِّع قليلاً واكتفى السوق التابع له، يحتاج يحاول كيف يبحث عن أسواق أخرى، لكن لاحظ [الصين] مثلاً مما ساعد الصين على نهوضها ما هو؟ سوق عالمية في نفس البلد، مليار وزيادة يعني: سوق استهلاكية كاملة، تنهض الشركات، وتنهض المصانع، وتنهض رؤوس الأموال، وتحرك رؤوس الأموال بشكل كبير) سورة البقرة الدرس التاسع.

 

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

 

ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر