دروس من هدي القرآن الكريم.
ملزمة الاسبوع=درس اليوم:
درس الإثنين
تابع... معرفة الله ... وعده و وعيده الدرس التاسع
ألقاها شهيد القرآن السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه
🌳 نقاط هامة للمراجعة و ربطها بالواقع
🌴 ذكر الله سبحانه و تعالى الجنة و النار بتفاصيلهما في القرآن الكريم حتى نؤمن بهما هنا في الدنيا لنستقيم هنا في الدنيا.
🌴 الإيمان بأن الله غفور رحيم فقط دون شديد العقاب هو إيمان ناقص وله سلبيات كثيرة.
🌴 حتى نستقيم فتستقيم الحياة أرسل الله الرسل بروحيتهم العالية و حرصهم على هداية الناس.
و لكن أكثر الناس كانوا يتجهون إلى جهنم بإعراضهم عن الهدى.
💐 مع الدرس نسأل الله الهداية
جهنم، أليست جهنم هي لدينا وقدمت في القرآن الكريم هي العذاب الشديد؟ فعلاً نعوذ بالله من جهنم، جهنم هي مستقر غضب الله سبحانه وتعالى وسخطه، جهنم جعلها الله عذاباً شديداً فوق ما يمكن أن يتصور الناس {وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ}(الزمر: من الآية47).
الجنة هي النعيم العظيم، النعيم الذي وصفه الرسول (صلوات الله وسلامه عليه) بعبارة موجزة: ((فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر)) كيف نؤمن بهما؟ وما هو الأثر الذي يتركه الإيمان بهما؟ وكيف نؤمن باليوم الآخر بتفصيلاته تلك المهولة، بتلك الأهوال التي تأتي في ذلك اليوم؟ ما علاقته بمعرفة الله؟ الإيمان باليوم الآخر،الإيمان بالجنة، الإيمان بالنار، يجب أن يكون إيماناً بالشكل الذي يترك أثره في نفوسنا, إيماناً يشدنا إلى الله سبحانه وتعالى؛ لأن الجنة بيده والنار بيده، وهو من يبعث عباده ويحشرهم ويحاسبهم وهو من يصنع كل تلك الأهوال في ذلك اليوم.
أوليس من أسمائه الحسنى سبحانه وتعالى: الجبار، شديد العقاب، ألم يصف نفسه سبحانه وتعالى بأنه شديد العقاب؟ أن نؤمن بأنه جبار، جبار على من يتمردون عليه، على من لا يهتدون بهديه، على من يعاندون ما أنزله على أنبيائه من الهدى، من الآيات البينات؟ شديد العقاب لا أحد غيره يمكن أن تصل عقوبته إلى معشار، معشار العقوبة من الله سبحانه وتعالى، هذا نفسه سيربطنا بالله سبحانه وتعالى، بالجبار بشديد العقاب، يربطنا به فنعرفه بهذا سبحانه وتعالى بأنه جبار وشديد العقاب، فيدفعنا ذلك إلى أن نخشاه، إلى أن نخاف على أنفسنا من مخالفة ما هدانا إليه وأرشدنا إليه.
الإيمان السائد بالله سبحانه وتعالى هو إيمان: [الله غفور رحيم] أليس كذلك؟! {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ} (الحجر:50) {غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ} (غافر: من الآية3) أليس يريد أن نؤمن بالأمرين معاً؟: أنه غفور رحيم، وأن عذابه هو العذاب الأليم، أنه غفور رحيم، وأنه شديد العقاب، أنه {غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ}.
أعمالنا في هذه الدنيا أليست تسير على شق واحد؟ هو شق: ((الله غفور رحيم))؟ أليس هذا الذي يحصل؟! أي إيماننا ناقص بالنسبة لله سبحانه وتعالى؛ لأن الإيمان به ليس فقط إيمان بمجرد وجوده، الإيمان به مرتبط بالإيمان برسوله، بكتبه، باليوم الآخر.
أن تكون مؤمناً بالله ثم لا تكون مؤمناً باليوم الآخر، أو تكون غافلاً عن اليوم الآخر، أو ناسياً لليوم الآخر، سيبدو إيمانك بالله سبحانه وتعالى ذاته ناقصاً؛ لأنك فقط آمنت بأنه هو الغفور الرحيم، وهو في نفس الوقت - كما وصف نفسه، وكما سمى نفسه - : الملك، القدوس، السلام، المؤمن، العزيز، الجبار، المتكبر، هو غافر الذنب، هو شديد العقاب، كما قال: {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} قل لهم أنا هكذا، ليؤمنوا بي هكذا إيماناً كاملاً، لأن القضية مهمة؛ الإيمان بالله سبحانه وتعالى على هذا النحو الكامل هو ما يدفعني إلى أن أرغب إليه وأرهب منه إلى أن أتقيه.
والتقوى - لاحظـوا - كيف التقوى في القرآن الكريم؟ تأتي بعبارة: {وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ}(البقرة: من الآية197) {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ}(التوبة: من الآية119) {اتقوا الله} تتكرر كثيراً.
أين يتجه الأمر بالتقوى؟ أين يتجه؟ إلى غفور رحيم!؟ أو الإتقاء لأنه سبحانه وتعالى شديد العقاب؟! فلا تتحقق التقوى لدي إذا لم أؤمن بالله سبحانه وتعالى على هذا النحو.
أين موضع شدة عقابه؟ أين موضع جبروته وبطشه؟ هنا في الدنيا وفي الآخرة على أعلى مستوى، وأشد ما يمكن أن يكون، جهنم.
إذاً فالإيمان بجهنم، الإيمان باليوم الآخر على هذا النحو الذي يجعلني خائفاً، هو نفسه الإيمان بأن الله شديد العقاب، الإيمان بأن عذابه هو العذاب الأليم، ومن هذا الطريق تأتي إلى الإيمان بالله سبحانه وتعالى، وليترسخ في نفسي الخوف من جهنم؛ ولهذا جاء في القرآن الكريم الآيات الكثيرة التي تتحدث عن تفاصيل جهنم بشكل رهيب.
القرآن الكريم تحدث عن وقودها فقال تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم {فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ} (البقرة:24) وقودها الناس والحجارة تصبح أنت مجرد وقود لجهنم من شدة العذاب - نعوذ بالله - تصبح أنت جزءاً من النار، وكتلة من النار، ووقودها الحجارة، الصخرات التي تتحول إلى جمرات متوهجة، نار ليست ذات درجة حرارة ثابتة بل هي نار متسعرة، ملتهبة، متسعرة، فيقول الله سبحانه وتعالى: {وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيراً}(النساء: من الآية55) والعذاب فيها - نعوذ بالله منها - العذاب فيها ليس فترة محدودة أو لعمر محدود قد ينتهي فينتهي الألم. الله يقول عن أهل جهنم وهم يعذبون فيها: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَاراً كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ}(النساء: من الآية56) يقال: أن الجلد هو منطقة الإحساس فالجلد هو من يحترق، فكلما احترق يبدل ليبقى الألم مستمراً.
الآلام في الدنيا قد تصل إلى درجة أن تفقد وعيك، فتفقد إحساسك فتصبح في واقعك مرتاحاً غير متألم، هناك في جهنم لا يفقد الإنسان وعيه, ولا يتلاشى حتى ينتهي وجوده فيدخل في غيبوبة مطلقة فلا يعد يحس بشيء، بل يبقى يتألم، وكل عضو يفقده من احتراق في آنٍٍٍ يتجدد ذلك العضو من جديد.
جهنم الشيء المؤسف، والشيء العجيب من حالة الإنسان: أن تكون جهنم التي تحدث الله عن شدة عذابها، تحدث عن حالة أهلها السيئة، البالغة السوء، أن يكون اتجاه الناس إليها، إتجاه الناس، أغلب الناس إليها، وتلك الجنة التي تحدث عنها في كل كتبه، ووصفها لعباده، القليل منهم من يدخلها!.
يقول عن جهنم، يبين لك أن من يدخلها هم أمم، أمة بعد أمة، وجيل بعد جيل: {قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِِنْسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعاً قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولاهُمْ رَبَّنَا هَؤُلاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَاباً ضِعْفاً مِنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِنْ لا تَعْلَمُونَ}(الأعراف:38) هذه الآية تشبه الآية الأخرى، لتدل على أن الأكثرية من البشر هم متجهون إلى النار {أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ}(يـس: من الآية60) هذا مما يقول الله سبحانه وتعالى, مما سيقوله لبني آدم يوم القيامة، فترى كيف الخطاب خطاب عام {أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلّاً كَثِيراً أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ} (يـس60-63) أليس جزءاً من الكلام معهم؟ {اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ} (يـس:64).
قضية مؤسفة جداًً، وهذا هو ما كان يؤلِّم أنبياء الله في كل زمان، وهو ما كان يظهر على الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) شدة تألمه، تحسره على الأمة، تلك الأمة التي يعيش في عصرها والأمة من بعده إلى آخر أيام الدنيا، متألم جداً ومهتم بأمرهم جداً، يعمل بأي طريقة أن يعمل ما يصرفهم عن جهنم.
ولهذا كان (صلوات الله عليه وعلى آله) وكذلك كان أنبياء الله جميعاً يعملون بكل جد واجتهاد لنصح الناس ويعانون ويتعبون ويعذبون ويشردون ثم يقتل كثير منهم وهم في جد في عملهم في إبعاد الناس عن جهنم لكن لا ينفع؛ لأن الناس كما قال الله سبحانه وتعالى: {وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلّاً كَثِيراً أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ} (يـس:62) أفلم تكونوا تعقلون: ما جاء من آيات في كتبي، ما جاءت به رسلي؟! {أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ}(الأنعام: من الآية130) أفلم تكونوا تعقلون ذلك الهدى، أفلم تكونوا تعقلون ذلك الهدى الذي فيه نجاتكم، الذي فيه إبعادكم من أن يضلكم الشيطان، من أن يدفع بكم جميعاً على هذا النحو: إلى أن تكونوا من أصحاب السعير، أفلم تكونوا تعقلون؟.
هنا: {قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ}(الأعراف: من الآية38) - أممٍ - أمة بعد أمة {كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا}(الأعراف: من الآية38) يتلاعنون [أنتم الذين أضليتمونا، أنتم الذين عملتم كذا، لعنة الله عليكم..!] هكذا يصبح أهل النار حياتهم فيها حياة اللعن لبعضهم بعض، أصبحوا هناك عاقلين، أصبحوا فاهمين، أصبحوا كتلاً من الحقد على بعضهم بعض خاصة الضعاف المستضعفين، تكون حسراتهم أشد، العذاب النفسي يكون عليهم أشد.
اسئله اجوبتها في درس اليوم
١_تحدث بإيجاز حول:
=الإيمان باليوم الآخر، الإيمان بالجنة، الإيمان بالنار يجب ان يكون:
*إيمانا" بالشكل الذي يترك أثره في نفوسنا
*إيمانا" يشدنا إلى الله سبحانه وتعالى
=أن تكون مؤمنا" بالله ثم لا تكون مؤمنا" باليوم الآخر او تكون غافلا" او ناسيا" لليوم الآخر سيبدوا إيمانك بالله سبحانه وتعالى ذاته ناقصا" :
لأنك فقط آمنت بأنه هو الغفور الرحيم وهو في نفس الوقت كما وصف نفسه وكما سمى نفسه: الملك، القدوس، السلام، المؤمن، العزيز، الجبار، المتكبر،
*هو غافر الذنب
* وهو شديد العقاب
+قضية مهمة:
_الإيمان بالله على هذا النحو الكامل هو ما يدفعني الى:
_ ان أرغب إليه وأرهب منه إلى ان أتقيه
+لاحظوا:
_كيف تأتي التقوى في القرآن بعبارة:
(واتقون يا أولي الألباب)(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله)تتكرر كثيرا"
+فلا:
_تتحقق التقوى لدي إذا لم أؤمن بالله سبحانه وتعالى على هذا النحو
=أذا الإيمان بجهنم ، الإيمان باليوم الآخر على هذا النحو:
* الذي يجعلني خائفا"
*هو نفسه الإيمان بأن الله شديد العقاب وبأن عذابه هو العذاب الأليم
+ومن هذا الطريق:
_تأتي إلى الإيمان بالله سبحانه وتعالى وليترسخ في نفسي الخوف من جهنم
+ولهذا جاء:
_في القرآن الآيات الكثيره التي تتحدث عن تفاصيل جهنم:
_ (فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين)
_(وكفى بجهنم سعيرا")
_(إن الذين كفروا بآياتاتنا سوف نصليهم نارا" كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا" غيرها ليذقوا العذاب)
+جهنم:
_الشيئ المؤسف،والشيئ العجيب من حالة الإنسان:
_ان تكون جهنم التي تحدث الله عن شدة عذابها وعن حال أهلها السيئة البالغة السوء ان يكون اتجاه الناس إليها ،اتجاه اغلب الناس اليها
_وتلك الجنة للتي تحدث عنها في كل كتبه ووصفها لعباده القليل منهم يدخلها
=قضية مؤسفه جدا":
*هو ماكان يؤلم أنبياء الله في كل زمان
*وهو ما كان يظهر على رسول الله صلوات الله عليه وآله شدة تألمه، تحسره على الامه
_تلك الامه التي يعيش في عصرها والامه من بعده الى آخر ايام الدنيا متألم جدا" ومهتم بأمرهم جدا
_يعمل بأي طريقة أن يعمل ما يصرفهم عن جهنم
+ولهذا:
_كان صلوات الله عليه وآله وكذلك أنبياء الله جميعا" يعملون بكل جد واجتهاد لنصح الناس
_يعانون ويتعبون ويعذبون ويشردون ثم يقتل كثير منهم وهم في جد عملهم في أبعاد الناس عن جهنم
+لكن لا ينفع لأن الناس:
_كما قال الله سبحانه وتعالى (ولقد أضل منكم جبلا" كثيرا" أفلم تكونوا تعقلون)
_(ألم يأتكم رسل منكم)(قال ادخلوا في أمم)(كلما دخلت أمة لعنت أختها)
٢_ناقش الأتي:
=(نبى عبادي أني أنا الغفور الرحيم وأن عذابي هو العذاب الأليم)
=الإيمان بالله:
*الكامل
*الناقص
#وهيئ لي من امري رشدا