دروس من هدي القرآن الكريم .
ملزمة الاسبوع=درس اليوم
درس الإثنين و الثلاثاء
تابع...معرفة الله...نعم الله... الدرس الثاني
ألقاها الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه
🌳 نقاط هامة للمراجعة وربطها بالواقع
🌴 التفكر في نعم الله و أثره على نفسية الإنسان وبالتالي على انطلاقته و ثقته و حبه لله سبحانه وتعالى.
🌴 الآثار السلبية على طريقة تعاملنا و طاعتنا لله نتيجة أسلوب علم الكلام البعيد عن أثر التفكر بالنعم الإلهية.
🌴 للحديث عن نعم الله أثر كبير في ترسيخ حالة التقوى في النفس.
🌴 أسلوب الإستعطاف في القرآن الكريم
دروس للدعاة إلى الله
أثره في النفوس
تعزيزه للثقة بالله
💐 مع الدرس نسأل الله الهداية
الحديث عن نعم الله سبحانه وتعالى مهم جداً، في القرآن الكريم آيات كثيرة تناولت كرم الله سبحانه وتعالى وإحسانه العظيم إلى عباده في ما أسبغ عليهم من النعم الظاهرة والباطنة.. وتأتي لأكثر من هدف أو لأكثر من غاية، فدلائل على قدرته سبحانه وتعالى، على حكمته، على رعايته، على حسن تدبيره, على عظم إحسانه إلى عباده ليحبوه ليعظموه ليجلّوه، ليخلق في نفوسهم ذلك الأثر الذي تجد في نفسك أمام أي نعمة تسدى إليك من الآخرين. هذه المشاعر مهمة جداً، عندما نستشعر عظم إحسان الله إلينا، عظم إنعامه علينا بنعم كثيرة جداً.. نعمة الهداية، نعم مادية كثيرة، نعمة كبيرة فيما أعطانا من هذه الكيفية التي قال بأنها أحسن تقويم {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ}(التين:4).تلك المشاعر التي تتركها هذه، نظرتك إليها، نظرتك إلى من أسداها إليك، تلك المشاعر مهمة جداً في ربطك بالله، في ثقتك بالله، في انطلاقك في طاعته، في ابتعادك عن معصيته، في خوفك منه، في إجلالك له، في حيائك منه، في حرصك على رضاه.فتصبح في حالة لست بحاجة إلى من يأتي يحلل لك المسألة.. أنه لماذا وجبت الطاعات، من أين وجبت علينا، أليس هذا من منطق المتكلمين؟ كيف عمل الواجب حتى وجب؟ ومن أين وجب حتى وجب؟ من أين؟ وكيف عمل؟ ما هو الذي يعتبر منطقياًَ، وشيئاً منطقياً يسوِّغ أن يكون هذا الواجب واجباً، من أين وجب الواجب حتى أصبح واجباً؟!.لستم بحاجة إلى هذا التحليل بكله، الذي يجعلك هناك، والله هناك، وكأنه لا علاقة بينك وبينه، معرفته الواسعة التي تسيطر على كل مشاعرك، هي التي تدفعك، هي التي تجعلك تقر بعبوديتك لله سبحانه وتعالى، فلا تحتاج إلى من يأتي ليشعرك بأنه واجب عليك، وبأنك ملزم بكذا وكذا، أنت ترى أن المسألة فوق مجرد واجب وفوق مجرد إلزام.أنت أصبحت تسير تلقائياً نحو الله سبحانه وتعالى.. قلبك مليء بحبه.. نفسك كلها سلمتها له.. في حالة كهذه متى يمكن أن يجول بخاطرك تساؤل: من أين وجب الواجب حتى وجب؟. هذا التساؤل في الأخير يجعلك تتساءل من أين لزم اللازم حتى لزم.إذاً لا بأس هذا لزمني لكن مجاملة، هكذا مجاملة، أو ليس معي مجال منه، لا بأس لزم لكن يمكن يكون لك حيَل شرعية لأجل أن لا يلزم، ثم تنطلق في طريق التهرب من أن يلزم، من أين يجب؛ لأنه هو مقدار العلاقة فيما بينك وبين الله، فأنت مكره: [مكره أخاك لا بطل] كما يقولون. وجب، يقال واجب وغصباً عنا، وإن كنا لم نعرف بعد لماذا وجب، لزم وإن لم نكن نعرف بعد لماذا لزم؟ لكن لزم؛ لأن الصيغة جاءت بعبارة [افعل] أو نحوها، فتأتي القواعد التي تفتح الأبواب أمامك، فتجعل هذا ما يلزم، فتتعلم كيف تتهرب من أن يلزم، ما يلزم، كيف تتهرب من أن يجب الواجب بالنسبة لك.. ثم نقول: عالم، عالم، وهو يتهرب عن الله، وهو يتهرب هناك عن أي شيء يلزمه، فيقول: يمكن أن نحاول أن لا يلزمنا، وهذا الشيء لم يلزمنا، وما قد وجب علينا.. وهكذا.هل هذا ممن يمكن أن نقول فيه:{إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} (فاطر: من الآية28) لو أن قلبه مليء بخشية الله، لو أن قلبه مملوء بمعرفة الله الصحيحة، لو أن قلبه مليء بحب الله لما كان على هذا النحو، فيسير في طريق التهرب من الأعمال التي فيها رضا الله، حتى وإن كانت واجبة يتمسك بقواعد معينة تعفيه عن أن تكون قد وجبت عليه من وجهة نظر تلك القاعدة.إذاً لا بد أن نعود إلى القرآن الكريم؛ لنعرف من خلاله أنفسنا كعبيد لله سبحانه وتعالى، لنعرف من خلاله المعرفة الواسعة لكمال الله سبحانه وتعالى.. إلهنا.. وربنا.. وسيدنا.. ومالكنا.. والمنعم علينا.وحينئذٍ ستبدو، وسيبدو الحديث عن النعم في القرآن الكريم له أهمية كبيرة فيما يتعلق بنفسيتك، وفي تعاملك مع الله، وفي نظرتك نحو الله سبحانه وتعالى.ما يدلك على أهمية هذا، أنه يقرن الحديث عن نعمه بإرشاد عباده إلى عبادته والأمر لهم بعبادته فيقول سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَكُمْ فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ
أَنْدَاداً وَأَنْتُمْ
تَعْلَمُونَ}(البقرة:21 - 22).ألم يتحدث هنا عن كيف يرعانا؟ الأرض بالنسبة لنا فراش، السماء بالنسبة لنا سقف، فكأن مجموع الأرض مع السماء بالنسبة لنا بناء نقيم فيه {وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً} وهذا الماء ينزل بسهولة لا يكلفنا شيء لا نحتاج إلى مضخات، ولا نحتاج إلى بقر [نسْنِي] عليها، ولا نحتاج إلى شيء ينزِّل المطر، وفي دقائق معدودة ترى الأرض مملوءة بالماء في دقائق معدودة، هذا الماء هو الذي يرتبط به كل حاجات الإنسان، كل حاجات الإنسان مرتبطة به.{فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَكُمْ فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} وأنتم تعلمون بهذا.. أنه الذي خلق الأرض وخلق السماء، وأنه هو الذي ينـزل الماء من السماء، وأن هذه الثمرات هو الذي أخرجها بما أنزل من الماء.. أليس للحديث عن نعم الله هنا علاقة بتوحيده؟ {فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} أليس للحديث عن نعمه أثر كبير في الدفع نحو عبادته؟ هو يقول: {اعْبُدُوا رَبَّكُمُ} أليس للحديث عن نعمه أثر كبير في ترسيخ حالة التقوى في النفس؟ {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}.يبدو الحديث وكأنه حديث عاطفي، وفعلاً تلمس في القرآن الكريم هذا الجانب، هذا الشيء، أو هذا الأسلوب يأخذ مساحة واسعة في القرآن الكريم، الحديث الذي يبدو حديثا عاطفيا، استعطاف {اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً} أليس هنا يذكرنا بما عمل لنا؟ أم أنه يقول: اعبدوا ربكم وإلا فسوف نحرقكم.. هل قال هكذا؟ ممكن أن يقول هكذا؟ وهي حقيقة - إن لم تعبد ربك سيعذبك بعد أن يكون قد أرسل من يبلغك, من ينذرك، من يعرفك بعبادتك له كيف تعبده لكن لا.. هذا وإن كان شيئاً حقيقياً، وقد يبدو في بعض الآيات، لكن يأتي في مقام التهديد بعد أن يكون الإنسان قد عرف الكثير، وطرق مسامعه الكثير من الآيات التي تأتي على هذا الأسلوب.. الاستعطاف.وما أجمل العبارة التي قالها الإمام زيد (عليه السلام) ـ وهو يتحدث عن أقسام القرآن أو مجالات القرآن ـ قال: (وقسم منه استعطاف لعباده أو تعطف منه) ما أذكر بالتحديد هل تعطف أو استعطاف ـ ماذا يعني استعطاف؟ أي يخاطب وجدانك، يخاطبك أنت كإنسان ترعى الجميل، وتقدر الإحسان، وتشكر النعمة، وتعترف بالفضل لمن أسدى إليك النعمة ليشدك نحوه.وهذا الشيء معروف في حياتنا معروف في تعاملنا مع بعضنا البعض، الواحد منا متى ما تحدث عن ابنه عندما تقول له: [يا خبير ابنك ما لك انت واياه كذا؟ وبينكم مزاعلة، وبينكم كذا؟] فيقول: عملت له كذا، وربيته، تعبت عليه، وخسرت, وزوجته، واشتريت له سيارة، وعملت له كل شيء، وأعطيته رأس مال، ولكن بعد كل هذا رفض طاعتي.. قد تقول هذا لابنك بعبارات من هذا القبيل، استعطاف تذكره بما أسديت إليه، قد تقول أنت لشخص آخر في مقابلة شخص آخر أصبح له موقف غير طبيعي منه وأنت تعرف أياديه العظيمة عليه.. يا رجال تذكر.. هو الذي أدى لك كذا.. وتعاون معك في كذا، ما ينبغي، ما يصح، ما يليق بك أن تعامله بهذا الأسلوب وهو الذي كذا, وهو كذا.. إلى آخره.أليس هذا استعطاف؟ أنت تخاطب وجدانه، وخطاب الوجدان، خطاب المشاعر في أعماق النفس تترك أثرها الكبير؛ ولهذا وجه الله عباده إليه في قوله تعالى: {وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ}(فصلت:34).الكلمة الحسنة التي تبدر منك ترد بها إساءته، أنت هنا تخاطب وجدانه.. أليس كذلك؟ هي تنفذ إلى أعماق وجدانه رغماً عنه، وتتجاوز مظاهر الغضب وحواجز الغضب والانفعال، فتقتحم هذه الحواجز وتغوص إلى أعماق وجدانه فتنعكس لتملأ كيانه كله عاطفة نحوك فيتحول إلى ولي حميم، بكلمة إحسان، بكلمة لينة.. فكيف لا تلين قلوبنا لمن يحسن إلينا هذا الإحسان الكثير والإحسان الكبير، إحسان بالكلمة وهو يهدينا، إحسان بالنعمة وهو يسبغها علينا لدرجة أن قال لنا: {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ}(النحل: من الآية53) ليس هناك نعمة أنتم فيها، تتقلبون فيها في أجسادكم, وفي معيشتكم إلا وهي من الله.. يبدو هنا الأثر المهم لخطاب الوجدان واستعطاف المشاعر الداخلية، ما تترك من أثر من أجل ما تترك من أثر في كيان الإنسان وفي تصرفاته وفي توجهه، وفي نظرته.فنحن بحاجة إلى أن نعرف الله سبحانه وتعالى في توحيدنا له كإله، أن نتعرف على كماله, نتعرف عليه سبحانه وتعالى، المعرفة العملية بالتركيز، كما نركز على توحيده نركز على التعرف على ما أسدى إلينا من نعم، وعلى تقييمها وتقديرها، أن تنشدَّ أنفسنا نحوه، أن تمتلئ قلوبنا بحبه، أن تمتلئ قلوبنا خشية منه.وهكذا يأتينا القرآن الكريم وهو يتحدث: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ
السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ
بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ} (إبراهيم:32 - 33) دائبين، باستمرار، ما تحتاج من قِبَلِكُم إلى أي وقود، ولا إلى أي شيء، ولا تتوقف ولا تنطفئ {سَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ} (إبراهيم:33- 34).هذا المنطق أيضاَ حديث عن نعم.. أليس كذلك؟ هو أيضاً من هذا القبيل: استعطاف لعباده, واستعطافه لعباده هو تكريم في غاية التكريم للإنسان، مظهر من أعظم مظاهر رحمته بعباده، دليل من أعظم الأدلة على صحة الثقة به؛ لأن من ينعم عليك هذه النعم لا يمكن أن يورطك، لا يمكن أن يغشك، لا يمكن أن يكذب عليك، لا يمكن أن يتركك ويهملك وأنت تسير في طريقه، هي من أعظم الوسائل لتعزيز الثقة به.ونحن نرى في الدنيا مع بعضنا بعض شخصا تراه يهتم بك، يراك في حاجة يحاول يقدم لك مساعدته، يراك في موقف يبادر معك، يعيش همك، يشاركك في كل شئون حياتك. ألست أنت من تتجه إليه لينصحك؟ ألا يبدو لديك من أعظم الأشخاص وأعزهم؟ تبدو معه واثقاً به أعظم ثقة من أي شخص آخر؟ تكون عظيم الثقة به.. تقول: [يا أخي كيف لا أثق به، وهو الذي كذا، لا يأتي موقف إلا هو معي، لا يلمس أني بحاجة إلاّ ويبذل معروفه إليّ، هو الذي عمل لي كذا، وعندما سافرت عمل لي كذا وكذا، وأعطى ابني كذا وكذا، ودوَّر لابني لعمال يسرحوا يشتغلوا] ألست هنا يمتلئ قلبك حباً له وثقة به.. والثقة بالله مهمة جداً.تأتي المواقف الأخرى التي تعكس مدى ثقتك بالله، أو ضعف ثقتك به، المواقف الصعبة التي تبدو وكأنها صعبة عليك تطلب منك بذل مال، تطلب منك بذل جهد، تطلب منك بذل تعاون معين في مواقف قد تكون صعبة عليك نوعاً ما. فهو يرشدك إليها متى ما كنت عظيم الثقة بالله سبحانه وتعالى ستنطلق فيها. تقول: ما يمكن أن يورطني أبداً, ولا يمكن أن يتخلى عني أبداً.بل إننا نثق في الدنيا بأشخاص هم كثيري الإحسان إلينا بمجرد أن ينصحني نصيحة، وهو لا يعلم السر في السموات والأرض، وهو أيضاً قد لا يكون معي فيصحبني وأنا أتحرك وفق نصيحته، بل قد لا يستطيع أن يعمل لي شيئاَ في الأخير وأنا أتحرك حتى على نصيحته، ومن منطلق ثقتي به أنطلق على ما وجهني إليه.. أليس هذا ما يحصل في الدنيا؟ فكيف لا تكون عظيم الثقة بالله سبحانه وتعالى! وهو من نِعَمُه عظيمة عليك، وهو من يرشدك، ويقول: وأنا معك، وعندما يقول: [وأنا معك] هو من هو العزيز القهار، هو من هو صادق في وعده، هو من هو قادر على أن ينجز ما وعدك به.. أليس هذا من يجب أن تكون ثقتك به أعظم من ثقتك بأي شيء في الدنيا حتى أعظم من ثقتك بنفسك.لخلق الثقة في النفس أشياء كثيرة.. كثيرة في القرآن الكريم، منها هذا الجانب، ولهذا قال الله: {وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} (آل عمران: من الآية122) هكذا.. ويقول أنبياؤه: {إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ}(هود: من الآية56). أليس سيصبح الإنسان المؤمن بالله عظيم الثقة بالله؛ لأنه عرف الله على هذا النحو، عرف الله من خلال ما هداه إليه من معرفته في كتبه، وعلى ألسنة أنبيائه.وليس من يقرؤون تلك الكتب التي تخلق جفاء فيما بينك وبين الله حتى تكون متسائلاً من أين وجب علينا أن نطيعه؟ متسائلاً لماذا أباح ذبح هذا؟ لماذا حصلت هذه الآلام.. إذاً يدفع حقها، لازم يدفع عوضاً، وهكذا يبدو الإنسان هناك، ويبدو الله هناك، كما تتعامل مع أبعد الناس عنك تقريباً.يتحدث عن تسخير العالم بكله للإنسان، لنا نحن كأفراد.. أفراد الإنسان، ولماذا سخر، هل غصباً عنه؛ لأنه يخافنا؟ أو من منطلق الرغبة في أن يكثّر في ملكه؟ ليعتز بنا أو لينتصر بنا على إله آخر؟..لا.يمكن أن يستغني عنا ببعوض، فعلاَ, يمكن أن يستغني عنا بفيروسات مما لا ترى إلا بمكبرات ألف وأكثر منها، يمكن أن يستغني عنك بهبة ريح. رحمة منه تعالى بنا، كرمه الواسع، حكمته، سخر كل شيء.
اسئله إجوبتها في درس اليوم
١_تحدث بإيجاز حول:
=أهمية:
* الحديث عن نعم الله
*ارتباط المشاعر بمن أعطاء هذه النعم
*العوده الى القرآن لنعرف من خلاله أنفسنا كعبيد لله سبحانه وتعالى
=نتائج واثر:
*التهرب من الأعمال التي فيها رضى الله
*اسلوب الاستعطاف وأثره في النفوس
٢_ناقش الاتي:
=معرفة الله العمليه بالتركيز
=(وعلى الله فليتوكل المؤمنون )(إني توكلت على الله ربي وربكم )
#وهيئ لي من امري رشدا