مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

والله سبحانه وتعالى منذ بداية الوجود البشري رعى هذا الوجود بهدايته بتعليماته لإقامة الحجة عليه، لم يترك هذا الإنسان عبثاً في هذه الحياة ومهملاً وضائعاً بل واصل مع البشرية وواكب معهم وجودهم هذا بشكلٍ مستمر لهدايته وبإرسال رسله كما قال جل شأنه في كتابه الكريم ( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا) وقال جل شأنه ( ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَىٰ ) يعني بشكلٍ متتابع ( كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَّسُولُهَا كَذَّبُوهُ ) وفي عملية إرسال الرسل وفي عملية اختيار الأنبياء كانت المسألة على نحوٍ عظيم وبعناية إلهية خاصة، مسألة الرسالة مسألة الرسالة والنبوة لم تكن على نحوٍ عبثي أبداً، أن من أراد أن يكون نبياً أو أراد أن يكون رسولاً فليأتي، لا ، ولم تترك أصلاً إلى الواقع البشري لتكون وفق أمزجة بشرية وفق المزاج البشري وفق الرغبة البشرية، أبداً، مسألة مرتبطة بالله سبحانه وتعالى وتحظى بعناية إلهية خاصة، ولم تكن مسألة مثلاً أن تأتي انتخابات ينتخبوا لهم الناس نبي وإلا ينتخبوا لهم رسول، لا، أو برنامج معين من طبّقه أمكن له أن يكون نبياً، أو مثلاً مستوى دراسي معين من وصل إليه أمكن له أن يكون من الأنبياء وفي عِداد الرسل، لا، لم تكن المسألة على هذا النحو أبداً، مسألة تخضع لعناية إلهية خاصة، وباصطفاء إلهي كما قال الله سبحانه وتعالى ( اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ ) ومعنى يصطفى أنه سبحانه وتعالى يختار ويُعِدْ إعداداً خاصاً لذلك، فالأنبياء عليهم السلام منذ خلقهم وتكوينهم يُعَدّون بإعداد إلهي وبعناية إلهية خاصة لهذه المهمة العظيمة والكبيرة، لأن الله سبحانه وتعالى هو القدوس العظيم وهذه المسؤولية هي مسؤولية عظيمة ومسؤولية مقدسة وتحتاج إلى مؤهلات كبيرة ومؤهلات خاصة، والله سبحانه وتعالى أيضاً كرّم عباده بذلك لم تكن المسألة مسألة عادية فيكتفي بأي إنسان فيها ليرسله إلى الناس ويقول خلاص أي واحد يجي المسألة مسألة كلام يوصله وانتهى الموضوع، لا، طبيعة هذه المسؤولية كمسؤولية عظيمة ومسؤولية مقدسة ومسؤولية كبيرة تحتاج إلى مؤهلات كبيرة لأن الرسل والأنبياء في أنفسهم يجب أن يكونوا هم أولاً لائقين وجديرين لهذه المسؤولية بكل ما فيها، أولاً على المستوى الأخلاقي على المستوى التربوي أن يكونوا هم أول من يتخلق بتلك الأخلاق العظيمة أن يكونوا هم القدوة فيها أن يكونوا على أرقى مستوى في زكاء أنفسهم في التخلّق بتلك الأخلاق العظيمة بتلك الأخلاق الرسالية والإلهية وأن يكونوا هم أيضاً فيما حملوه من تعليمات على أرقى مستوى في الالتزام أن يكونوا أيضاً تجاه البشر في مسؤولياتهم في التبليغ على أرقى مستوى من الأمانة من الصدق من النصح من الحرص على هداية الناس من التحمّل الكبير من الرحمة بالناس، جوانب كثيرة تتعلق بهذه المسؤولية ومؤهلات متنوعة ترجع إلى ما ينبغي أن يكونوا عليه في أنفسهم تجاه أنفسهم وفي أنفسهم تجاه الناس من حولهم، وتجاه تلك التعليمات وتجاه الأمانة التي يجب أن يكونوا عليها في حمل تلك التعليمات وفي إيصال هذه الرسالة الإلهية وفي السعي لإقامة هذه التعليمات في واقع الحياة.

مؤهلات كثير وكبيرة وعظيمة ولذلك لو حُمّلوا هذه المسؤولية بدون أن يعطيهم الله المؤهلات اللازمة لها لكانوا مظلومين لأنهم حُمِّلوا فوق ما يستطيعون ولكن الله أهلّهم هيّأهم نفسياً وفطرياً لتحمّل هذه المسؤولية ثم هو العليم بهم في مستقبلهم وفي مستوى التزامهم وفي مصداقيتهم وفي مستوى تحمّلهم لهذه المسؤولية بماتعنيه هذا التحمل التزاما استيعاباً عملاً طاعةً استقامةً حرصاً التزاماً في النشاط التبليغي وعملاً لإقامة هذه الرسالة من كل الجوانب المسألة أكبر من أن نحيط بها وأن نستوعبها وأن نستطيع الحديث عن كل تفاصيلها.

هذا الإعداد الإلهي الذي يلحظ وجود هذا النبي أو ذاك من أنبياء الله سبحانه وتعالى منذ تكوينهم بل حتى يختارهم على مستوى الأسر التي يختارهم منها مثلما قال جل شأنه (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ) حتى على هذا المستوى على مستوى آبائهم على مستوى أسرهم أن تكون أسراً مناسبة لأن يختار الله منها هذا الاختيار وهذا الدور وهذا سنتحدث عنه أيضاً عندما يأتي الحديث عن رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله.

الله سبحانه وتعالى قال مثلاً عن نبيه موسى عليه السلام (وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي) هذا يوضح لنا كيف أن عملية الاصطفاء لهم منذ خلْقهم ومنذ تكوينهم ومنذ إيجادهم يلحظ فيها هذا صناعة إلهية خاصة مُهيأة لهذا الدور ومؤهلة لهذه المسؤولية الكبيرة والعظيمة والمقدسة حتى يكونوا لائقين وحتى يكونوا مناسبين لهذه المسؤولية هذا كما قلنا فيه تكريم للبشرية.

لو كانت المسألة متروكة إلى أنه يا أيها الناس أي واحد وإلا يجي إنسان يكون رسول مخضوع للبشرية أو غير لائق بهذه المسؤولية ويؤدي الدور الرسالي على نحوٍ ناقص ومشوّه لكان في هذا إساءة إلى الله وفي نفس الوقت لم يكن به التكريم للبشرية، لكن الله قدّم للبشرية هُداةً لها قادةً لها منه سبحانه وتعالى على أرقى مستوى تكريماً لها رحمةً بها رعايةً لها فضلاً عليها، فالمسألة هي تعود إلى هذا الأساس.

ويأتي الرسل والأنبياء من الله سبحانه وتعالى رحمةً منه لعباده مهماتهم الرئيسية ومسؤولياتهم الكبيرة كلها لخير الناس، بعد أن يهيئهم الله ليكونوا على أرقى مستوى فيما هم عليه من أخلاقهم من قيمهم من فهمهم من معرفتهم من ذكائهم من مؤهلات عظيمة ولائقة ليكونوا بالمستوى اللائق بهذه المسؤولية ولهذا الدور، يأتون إلى البشر بأحسن ما يمكن أن يكون عليه بشر أرقى ما يمكن أن يكون عليه بشر يعني شخصيات جذابة مؤثرة عظيمة هادية زكية طاهرة صالحة هادية مهتدية ليس فيها ما يمكن أن يبرر للبشر الاستياء منها أو النفور عنها أو التباعد عنها لا، شخصيات نموذجية وراقية ورحيمة وعظيمة فيما هي عليه من كمال، كمال إنساني كمال أخلاقي إعداد إلهي تتجلى فيها كل القيم وتجسد في حياتها كل تلك الأخلاق التي أتت بها لتدعو إليها وتلتزم هي بتلك التعليمات الإلهية فما هناك ما يبرر أبدا البدائل للابتعاد عنها والبدائل التي ارتبط بها البشر بعيدا عن الأنبياء في عصر الأنبياء وفيما بعد عصر الأنبياء البدائل المعادية للأنبياء والمحاربة لمنهج الأنبياء ولطريقة الأنبياء ولأخلاق الأنبياء هي بدائل سيئة للغاية، طواغيت ومجرمين وظالمين ومضلين وفاسدين لا يمتلكون رحمة بالبشرية ولا يمتلكون أيا من المؤهلات الجذابة ولا أيا من مؤهلات الكمال الإنساني معظمهم يتصفون بالجهل المطلق إلى حد كبير، يتصفون بالظلم والفساد والطغيان والجبروت والانتهازية والاستغلال البشع وعدم احترام البشرية لا يكنون أي رحمة بالناس ولا يحملون في أنفسهم أي رأفة بالناس، شيء عجيب يعني قصة البشر هذه قصة عجيبة جدا حينما كان البعض يرتبطون بأولئك المستكبرين والطغاة ويتركون الأنبياء هذا في عصر الأنبياء حصل إلى حد عجيب وفيما بعد عصر الأنبياء إلى اليوم لازال الكثير من البشر بعيدون كل البعد عن الاتباع للأنبياء ولنهج الأنبياء والتأسي بالأنبياء.

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

 

من كلمة السيد القائد / عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله

بمناسبة المولد النبوي الشريف 1439هـ - المحاضرة الثانية.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر