مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

عندما نأتي إلى شخصية رسول الله "صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ"، فمعالم شخصيته عندما ندرسها، عندما نتأمل في ما ورد عنها، هي مدرسةٌ كاملةٌ وكبرى، والمسلمون بأمسِّ الحاجة إليها، لكن كما قلت: مع الاعتماد على القرآن الكريم كجانبٍ أساسيٍ في ذلك، والأفق واسعٌ جداً في معالم شخصية رسول الله "صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ"، إذ هو أكمل الخلق، هو في كماله الإيماني، والرسالي، والأخلاقي، والإنساني، والقيمي، بلغ أعلى مرتبةٍ يمكن أن يصل اليها بشر، بلغ المرتبة العليا على مستوى الرسل والأنبياء، وعلى مستوى كل البشر أجمعين؛ ولهـــذا مهما قرأ الإنسان، ومهما استمع، ومهما بحث في معالم شخصية رسول الله "صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ"، يجد نفسه إنَّما حصل على القليل، ولا يزال أمامه الكثير والكثير، فهي مدرسة واسعة وكبرى بكل ما تعنيه الكلمة، مدرسة الكمال في الرشد، والوعي، والبصيرة، والعلم، والنور، والأخلاق، وزكاء النفوس، مدرسة الفلاح، والنجاح، والفوز، والسمو الإنساني، والقرب من الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، المدرسة ذات الكمال الكبير الذي يسير بالإنسان وهو محتفظٌ بإنسانيَّتِه، بَلْ يكتملُ في إنسانيَّتِه، وَيَحْظَى بالفوزِ العظيم في الدنيا وفي الآخرة، في مستقبله الآتي عند الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى".

ولـــذلك الأمة بحاجة، بحاجة ملحة إلى أن تعود إلى شخصية رسول الله "صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ"، في كماله الرسالي والإنساني والأخلاقي، وفي كماله الإيماني، الذي تستفيد منه، في مسيرة الاهتداء، والاقتداء، والتأسي، والاتِّباع، يجب أن يتعزز ارتباط الأمة برسولها "صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ"، وهذا سيرتقي بها على كل المستويات، يرتقي بالأمة من جديد، لتستعيد دورها بين كل الأمم، وهي تتحرك حاملةً لرسالة الله، ولمشروع الله في عباده، لتكون الأمة التي تدعو إلى الخير، وتأمر بالمعروف، وتنهى عن المنكر، وتكون رائدةً في المجتمع البشري والإنساني؛ لأنها قد تركت المجال، وأفسحت المجال لشر خلق الله، عندما تراجع مدى ارتباط الأمة بالرسول، والرسالة الإلهية، والقرآن الكريم؛ هبطت في واقعها بين الأمم، إلى أن وصلت إلى الحضيض، وأفسحت المجال لشر خلق الله: لليهود الصهاينة، لأئمة الكفر، والشر، والإجرام، والطغيان، حتى أصبحوا هم في الصدارة بين الشعوب، يحاولون أن يقودوا المجتمع البشري إلى الهاوية، وأن ينشروا الفساد في كل الأرض، وأن يَعُمُّوا المجتمع البشري بالضلال، وأن يشملوه بالإفساد، هذا كله ناتجٌ عن تراجع المسلمين في حمل الرسالة الإلهية، والنهوض بمسؤوليتهم المقدَّسة والمباركة، وهذا كله ناتجٌ عن التراجع الكبير في مدى ارتباطهم بالرسول والرسالة الإلهية.

عندما نعود إلى معالم شخصية رسول الله "صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ"، عادةً- لأنها واسعةٌ جداً- نقدِّم في كل عامٍ عنواناً معيناً، يحظى بالتركيز أكثر، دون إغفال لبقية الجوانب، فالحديث ضمن الأنشطة التثقيفية والتوعوية في كل المناسبات والفعاليات ذات العلاقة بهذه المناسبة، هو يشمل جوانب متعددة من معالم شخصية رسول الله "صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ"، ومن سيرته المباركة، ولكن عادةً ما يكون هناك عنوان يحظى بالتركيز أكثر؛ لإعطائه المزيد من الاهتمام، ولاستيعابه بشكلٍ أكبر، ولعلاقته بالمتطلبات الملحة للمرحلة التي نعيشها.

عنوان هذا العام على ضوء الآية مباركة: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}[التوبة:73]؛ ولـــذلك في مختلف الأنشطة التثقيفية، والفعاليات المتنوعة، ينبغي أن يحظى هذا العنوان، على ضوء هذه الآية المباركة، بالاهتمام بشكلٍ كبير، في الحديث عن جهاد رسول الله "صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ"، وكيف نهض بالمؤمنين معه لأداء هذه الفريضة المقدَّسة، وهذا الواجب العظيم، وهو: الجهاد في سبيل الله تعالى؛ باعتبار أننا في هذه المرحلة، ومع هذه التطورات والتحديات التي تواجهها أمتنا، في ظل الهجمة الأمريكية والإسرائيلية، اليهودية، الصهيونية، على أمتنا، على الشعب الفلسطيني، وعلى الأمة الإسلامية، وحربها على الإسلام والمسلمين، نحتاج إلى الاهتمام بهذا الجانب، وأن نعيه جيداً، وهو كفيلٌ بأن يحقق نقلةً في واقعنا إلى الأمام، وارتقاءً أكثر، وكذلك في جانب كلِّ من يهتم من أبناء الأمة بهذا الجانب.

 

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]   

كلمة السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي

حول آخر التطورات والمستجدات

الخميس 2 ربيع الأول 1446هـ 5 سبتمبر 2024م


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر