مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

القاضي حسين محمد المهدي
العالِمُ الذي لا يعمل بعلمه ينزل منزلةَ الجاهل.

والمسلم الذي لا يعمل بإسلامه ينزل منزلةَ الجاهل الذي لا يعرف الإسلام.

ألم ترَ أن الله أخبرنا في القرآن أن من تعلم السحر ما له في الآخرة من خلاقٍ؛ فقال سبحانه:

(وَيَتَعَلَّمُونَ ما يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَراهُ ما لَهُ فِي الآخرة مِنْ خَلاقٍ)

ثم أنزل هؤلاء الذين علموا أن من تعلَّمه بقصد الإضرار ما له في الآخرة من خلاق وبمنزلة من لا يعلم؛ لأَنَّهم لم يستفيدوا من علمهم فكانوا جُهَّالًا ضُلَّالًا فأخبرنا -سبحانَه- عن سيِّئِ فِعالهم فنفى العلمَ عنهم فقال: (وَلَبِئْسَ ما شَرَوْا بِهِ أنفسهُمْ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ).

لأنه ينزل العالم الذي لا يعمل بعلمه منزلة الجاهل فقد أخرج البزار عن معاذ رضي الله عنه قال، قال: رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنكم على بينة من ربكم ما لم تظهر فيكم سكرتان: سكرة الجهل، وسكرة حب العيش وأنتم تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتجاهدون في سبيل الله فإذا ظهر فيكم حبُّ الدنيا فلا تأمرون بالمعروف ولا تنهون عن المنكر ولا تجاهدون في سبيل الله، القائلون يومئذ بالكتاب والسنة كالسابقين الأولين من المهاجرين والأنصار) ما ذلك إلا أن سكرة الجهل وسكرة حب العيش تجعل الإنسان لا يأمر بالمعروف ولا ينهى على المنكر.

وبدون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تفقد الأُمَّــةُ مكانتَها، والعلماءُ الذين لا يبيِّنون فريضةَ الجهاد ووجوبَها في فلسطينَ آثمون.

العلمُ الذي لا يُنتفعُ به وبالٌ على صاحبه؛ لأَنَّ الله يقول: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَالْهُدى‏ مِنْ بَعْدِ ما بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتابِ أُولئك يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ) فليس لصاحبه قيمةٌ؛ ولهذا استعاذ النبي (ص) من علم لا ينفع (وأعوذ بك من عِلم لا ينفع).

فإذا تأخر أولو العلم عن بيان الجهاد أَثِمُوا؛ فالجهادُ فريضةٌ يجبُ على العلماء بيانَها؛ حتى يكونَ أولو الأمر على بيِّنةٍ من ربهم، وحتى تكون الشعوب على بينة؛ فكتمان فريضة الجهاد مَدْاجَاةٌ لولاة الأمر ولقوى الاستكبار خطر داهم ولن ينفعهم الاعتذار بالخوف على مكاسبهم أَو مناصبهم ما دامت فلسطين في قلب المعركة تنزح دمًا؛ وليستمعوا لقول الحق: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قليلًا أُولئك ما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّارَ وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ).

فلا تغلقُنَّ بابَ الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مَدْاجَاةً للظالمين؛ فالله سائلكم عنه: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّـهِ وَلِلرَّسُولِ إذَا دَعاكُمْ لِما يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ).

الشكر والتقدير والثناء الكبير لمن يخرُجُ يومَ الجمعةِ إلى السبعين والساحات؛ نُصرةً لفلسطين وجهادًا باللسان؛ استجابةً لله ثم لدعوة السيد قائد المسيرة القرآنية -يحفظُه الله-.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر