مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله


موضوع المسؤولية العامة، وإدارة شؤون الأمة، باعتبار هذا الموضوع من أهم المواضيع التي يحتاج المسلم فيها إلى وعي، وإلى فهمٍ صحيح، وإلى نظرة إسلامية قرآنية، ورؤية سليمة، وسبق أن قدَّمنا ما قبل العام الماضي (دروس عهد أمير المؤمنين عليٍّ "عَلَيْهِ السَّلَامُ" إلى مالكٍ الأشتر النخعي "رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ")، وكان فيها الشيء المفيد جداً فيما يتعلق بهذا الموضوع نفسه، وأيضاً في هذه الأيام المباركة سنقدِّم أيضاً نصوصاً تتعلق بهذا الموضوع، ونتحدث على ضوئها إن شاء الله.

هذا الموضوع له أهميته الكبيرة في حياة الناس، وهذا شيءٌ واضح، أهم عامل مؤثِّر في حياة الناس، في معيشتهم، في استقرارهم، في دينهم ودنياهم، هو إدارة شؤونهم، إذا كانت تُدار شؤونهم على أساسٍ صحيح، ومبادئ صحيحة، وبأداءٍ صحيح؛ سيكون لهذا آثاره الإيجابية، والطَّيِّبة، والمهمة في حياتهم، وإذا أُديرت شؤون حياتهم على أسس خاطئة وباطلة، وبممارسات وأداء خاطئ؛ سيكون لذلك تأثيره السيء على حياتهم، في كل مجالات حياتهم: في الجانب الاقتصادي، في الجانب الأمني، في الجوانب الإنسانية، والأخلاقية، والاجتماعية، في كل شؤون حياتهم.

الشيء المؤسف أن السائد في أوساط الأمة: إمَّا- وبالذات النخب- إمَّا التأثُّر بالرؤية الغربية، الرؤية التي تعتمد عليها أمريكا والغرب وأوروبا والغرب بشكلٍ عام تجاه هذا الموضوع، فهناك من أوساط النخب في أوساط الأمة الإسلامية من يتأثر بتلك الرؤية، ويراها الرؤية المثلى، يدعو إليها، يدفع باتجاه تطبيقها والالتزام بها، والبعض في اتجاهٍ آخر لديهم أيضاً تمسُّك بمفاهيم خاطئة، حُسِبت على الإسلام والإسلام منها بريء، ودجنت الأمة الإسلامية على مدى قرونٍ من الزمن للطغاة، الجائرين، المظلين، الظالمين، الذين أوصلوا الأمة إلى الحضيض في دينها ودنياها؛ ولذلك نحتاج إلى أن نستوعب الرؤية الصحيحة، التي قدَّمها الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" في القرآن الكريم، وقدَّمها رسوله وخاتم أنبيائه محمد "صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ"، وتحرَّك على أساسها، ثم أيضاً كان من نماذجها العظيمة، والمستوعبة لها، والملتزمة بها، أمير المؤمنين عليٌّ "عَلَيْهِ السَّلَامُ".

الرؤية الغربية هي رؤية لا تنسجم أبداً مع هوية أمتنا، وأول أساس ينبغي أن يؤخذ بعين الاعتبار في هذا الموضوع هو: هوية أمتنا وانتماؤها؛ لأن كل ما يرتبط بحياتها وشؤونها من المفترض أن يرتبط بذلك: بهويتها وانتمائها، وهذا شيء طبيعي، الشيء الصحيح يعني، هويتها الإيمانية الإسلامية، وانتماؤها الإسلامي، يجب أن يكون هو الأساس، الذي تم بثق عنه وتتفرع عنه بقية التفاصيل، بقية الأمور، في مقدمتها هذا الموضوع: كيف تدار شؤون حياتها في مختلف المجالات، الرؤية الغربية لا تنسجم بأي حال مع هوية أمتنا، وانتمائها الإسلامي الإيماني.

انتماء أمتنا للرسالة الإلهية، بما فيها من المبادئ العظيمة، والقيم، والأخلاق، والتعليمات الإلهية، والشرع الإلهي، والأهداف، والغايات العظيمة والمقدسة، يجعلها بشكلٍ لا يمكن أن تنسجم أبداً مع الرؤية الغربية، التي تنسف القيم والأخلاق بشكلٍ تام، ووصلت إلى ما وصلت إليه من محاولة لقوننة الشذوذ والفساد الأخلاقي، هل يمكن أن تنسجم أمتنا الإسلامية معهم؟! وهم وصلوا إلى أسوأ مستوى من الانحطاط، وضرب القيم الإنسانية الفطرية، والقيم الإلهية، والأخلاق النبيلة، كل ذلك منسوفٌ عندهم هم، ما هم عليه من الهمجية والطغيان والإجرام تجلَّى في كثيرٍ من الأحيان، تجلى كثيراً وكثيراً، من آخر ما فيه: دعمهم للعدو الصهيوني الإسرائيلي، للإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني.

فإذاً في ما هم عليه هم، نرى أنهم لا يعيرون أي اعتبار للأخلاق الإنسانية، للقيم الإلهية، للتعليمات الإلهية، ونجد كيف أنهم يتوحشون، ويرتكبون الجرائم، والفظائع، والموبقات، والمخزيات، وليس لديهم قيمة نهائياً، لا للأخلاق، ولا للقيم، ولا للحق، ولا للعدل، ولا لأي شيءٍ من هذه الأمور، وأمريكا بنفسها تُقدِّم نفسها على أنها أكبر نموذج لتطبيق الرؤية الغربية الليبرالية، فنحن نراها في ما هي عليه من همجية وطغيان وإجرام، ومن ظلم، ومن فساد بكل أشكاله، وفي المقدِّمة الفساد الأخلاقي، ومن طغيان، تستهدف بقية الأمم والشعوب. العدو الإسرائيلي يقدِّم نفسه أيضاً نموذجاً آخر، ونحن نرى ما هو عليه من إجرام، وطغيان، وفساد، وظلم، وتوحش.

الرؤية الغربية ليست رؤية صالحة لأن تعتمد عليها أمتنا، المفهوم الخاطئ الذي تبناه البعض في الوسط الإسلامي، في تدجين الأمة للطغاة، الظالمين، المجرمين، المضلين، الذين لا يهتدون بهدي، ولا يستنون بسنة، كذلك لا ينسجم مع القرآن، ولا مع الإسلام، ولا مع مصلحة الأمة، وأضراره كانت كبيرةً جداً على الأمة، ولازالت الأمة تعاني من أضراره بشكلٍ كبير إلى الآن.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من حكم أمير المؤمنين علي "عَلَيْهِ السَّلَام"

ألقاها السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي

الدرس الأول

السبت 2 ذو الحجة 1445هـ 8 يونيو 2024م


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر