مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

درس اليوم الثامن عشر - الدرس الثالث - يوم الاثنين/ 18 رمضان - البرنامج الرمضاني- برنامج رجال الله.

 

(ملزمة ذكرى استشهاد الامام على عليه السلام)

عناصر الدرس:

  1. تألم الامام علي (عليه السلام) لانحراف الامة بعد وفاة رسول الله (صلي الله عليه وعلى آله وسلم).
  2. يجب أن نرجع إلى دراسة تاريخ الامام علي (عليه السلام) لنستلهم منه الدروس والعبر.
  3. كيف كان استقبال الامام علي (عليه السلام) للشهادة؟
  4. الامام علي (عليه السلام) هو شاهد لرسول الله (صلي الله عليه وعلى آله وسلم) وشاهد على عظمة هذا الدين.

 

مع الدرس نسأل الله الهداية:

 

 

فعلي عليه السلام عندما وجدناه كان يستقبل ذلك الحدث الذي يتوقعه: أن يخضب دم رأسه لحيته ويسقط شهيداً، لم يكن منزعجا من ذلك، كان الذي يزعجه هو ما يرى الأمة فيه وهي تسير باتجاه ذات الشمال، وهي تبتعد حيناً بعد حين، ومسافات طويلة تبتعد عن كتاب الله، وعن منهج رسوله (صلي الله عليه وعلى آله وسلم).

كان يتألم عندما يرى أن تلك الجهود التي بذلها الرسول (صلي الله عليه وعلى آله وسلم) وبذلها هو تحت لوائه، في مكة، وفي المدينة، في معارك الإسلام، كلها ضاعت هباء، وصارت هباء منثوراً تحت أقدام، وعلى أيدي من لم يكونوا يجرؤون في يوم من الأيام أن ين‍زلوا إلى ساحات الوغى لمواجهة أعداء الله.

لقد كان الإمام علي عليه السلام يخوض غمار الموت، ويقتحم الصفوف، في بدر، في أحد، في كل معارك الإسلام، بينما كان أولئك يجلسون جانباً، وَلَيْتَهم جلسوا جانباً من بعد ممات الرسول (صلي الله عليه وعلى آله وسلم) لا. كانوا في أثناء احتدام مواجهة الكفر يجلسون جانباً، وعنـدما نـزل (صلي الله عليه وعلى آله وسلم) إلى قبره، بل من قبل وهو ما يزال على فراش الموت بدأوا يتحركون وين‍زلون إلى ساحة هذه الأمة؛ لينحرفوا بها عن نهج محمد (صلي الله عليه وعلى آله وسلم) الذي من أجله كان يقتحم ساحات الوغى، يقتحم الصفوف، وهو يواجه المشركين ويواجه الرومان، ويواجه اليهود، ويواجه كل أصناف أعداء الإسلام، برزوا بعد!

هناك عبارة قالها أحد العلماء بالنسبة لعلي عليه السلام: [لو كانت الأمور تُقاس بمقاييس الدنيا لما رأينا أحداً يُعدُّ مظلوماً أكثر مما حصل على علي من الظلم] يجاهد، يعاني، يتعب في سبيل دين هو يعلم أنه دين عظيم، وفي خير هذه الأمة، وفي مصلحة هذه الأمة، وفي عزة هذه الأمة، ثم يرى أيادي تعبث بهذا الدين.

يتجه إلى تلك الأمة نفسها التي من أجلها جاهد، من أجلها عانى، من أجل عزتها تعب، يحاول أن يحركها قبل أن يَعْظُم الخَطْب، في مرحلة كان يمكن أن يتلافى فيها ما حصل لم يحصل له استجابة، حرّك الزهراء عليها السلام حرك الجانب العاطفي، ماذا عمل أولئك عندما خطبت فيهم الزهراء؟ بكوا وقالوا: إن خطوتها ما تَخْرُم خطوة رسول الله، تذكروا رسول الله (صلي الله عليه وعلى آله وسلم) في خطوة فاطمة، وخطى فاطمة، ومنطق فاطمة، ولم يتذكروا رسول الله (صلي الله عليه وعلى آله وسلم) فيما ذكرتهم به فاطمة! بكوا لغياب الرسول (صلي الله عليه وعلى آله وسلم) ولم يبكوا لغياب دينه، لم يبكوا لغياب الدين الذي كان الرسول مستعداً من أجله أن يُقتل، وواجه المخاطر الشديدة من أجل هذا الدين.

فكيف لا يتألم الإمام علي عليه السلام وكيف لا يرى نفسه مظلوماً وهو يرى الأمور تسير على هذا النحو الذي يضيع كل الجهود التي بذلها الرسول (صلي الله عليه وعلى آله وسلم) وكل الجهود التي بذلها هو وبذلها عظماء آخرون من خيار صحابة رسول الله (صلي الله عليه وعلى آله وسلم)؟

وعندما نرجع إلى علي عليه السلام نراه - كما أسلفنا - يُلْهِمُ من خلال ما قدّم، من خلال ما تكلم، يُلْهِم الناس كيف تكون المواقف الصحيحة، كيف تكون التوجهات التي فيها نجاة الناس.

عندما نرجع إلى فضائل الإمام علي عليه السلام نجد أن الرسول (صلي الله عليه وعلى آله وسلم) يثني عليه كثيراً.

يجب أن نفهم من كل هذا، من كل ما قدمه الرسول (صلي الله عليه وعلى آله وسلم) من فضائل لعلي، من كل ما ذكره من فضائل لعلي، من كل ما وجدناه من مواقف عظيمة لعلي أن تفكير النبي (صلي الله عليه وعلى آله وسلم) وتفكير علي، وما يريده النبي (صلي الله عليه وعلى آله وسلم) وما يريده الإمام علي هو أن نأخذ من ذلك العبرة، نأخذ من ذلك الوعي، نأخذ من ذلك ما يجعلنا مستبصرين في كل شؤون الحياة، في كل المواقف التي يطلب منا أن نقفها في هذه الحياة، أن نعرف المقاييس الصحيحة التي من خلالها نستطيع أن نقيّم الأشخاص والمواقف والاتجاهات في هذه الحياة؛ لهذا قال عنه (صلي الله عليه وعلى آله وسلم): ((علي مع الحق، والحق مع علي)).

ونحن شيعة علي يجب أن نرجع إلى دراسة تاريخ علي، إلى دراسة سيرة علي (صلي الله عليه وعلى آله وسلم)؛ لنعرف كيف نقتدي به؟ كيف نسير على خطاه؟ كيف نتمسك بنهجه؟ كيف نسلك السبيل الذي سلكه؟ كيف ننظر إلى الأمور كنظرته؛ لأنه بالتأكيد قرين القرآن.

ثم نأتِي إلى موضوع آخر هو: كيف كان استقبال علي عليه السلام للشهادة؟

قد تحدثنا عن: ما الذي أوصل الإمام علياً عليه السلام إلى أن نراه يخرُّ صريعاً في وسط أمة مسلمة، وداخل بيت من بيوت الله، كيف كان استقباله للشهادة هو؟ لنعرف أن الإمام علياً عليه السلام كان يرى أن مقام الشهادة مقام عظيم، وأنها أمْنِيَة كان يطلبها، أنها أمنية كان يسأل رسول الله (صلي الله عليه وعلى آله وسلم) عنها هل سيحصل عليها؟، ومتى سيحصل عليها؟

استقبلها الإمام علي عليه السلام استقبال من يعرف كرامة الشهيد، عظمة الشهيد. فعندما خرَّ صريعاً بعد تلك الضربة قال عليه السلام: ((فُزْتُ ورب الكعبة)).

بينما نرى التاريخ يحكي عن أشخاص آخرين ممن سبقوه أن أحدهم تمنى عند احتضاره أنه كان بَعَرَات لخروف تتساقط هنا وهناك، لكن علياً عليه السلام قال: ((فزت ورب الكعبة)) لأنه على يقين من سلامة دينه، على يقين من صحة موقفه، على يقين من صحة نهجه، على يقين من أن الله سبحانه وتعالى قد منح الشهداء، وأعطى الشهداء الكرامة التي تجعل مثله - على الرغم من عباداته الكثيرة - يصرخ بهذه الكلمة العظيمة مقسماً: ((فزت ورب الكعبة)).

ما أحوجنا - أيها الإخوة - إلى أن نستلهم من علي عليه السلام الصبر على الحق، الصمود في مواجهة الباطل، استقبال العناء والشدائد بصدور رَحْبَة، بعزائم قوية، بإرادات لا تُقهر، برؤية واضحة، ببصيرة عالية فنكون ممن يحمل شعور علي حتى في لحظة الاستشهاد، في لحظة اغتياله يرى نفسه مسروراً ((فزت ورب الكعبة)).

لماذا سماه فوزاً؟ وهل يمكن للكثير منا.. الذي يرى نفسه فائزاً أنه لم يُقْحِم نفسه - كما يقول الكثير - في مشكلة، أنه لم يدخل في عمل ربما يؤدي إلى مشكلة، أنه يبتعد مسافات عن أن يحصل عليه أبسط ما يحتمل من ضر في ماله أو في نفسه، هل يمكن لأحد ممن يفكر هذا التفكير أن يقول عندما يحتضر، عندما تأتيه ملائكة الموت: ((فُزتُ ورب الكعبة))؟ لا والله، بل ربما يصرخ مُتَأَوِّهاً، بل ربما يَبْهَرَه الموت - كما قال الإمام علي عليه السلام وهو يوصي ابنه الحسن ويحذره من أن يكون على طريقة سيئة عندما يفاجئه الموت - قال: ((فيَبْهَرَك)). نعوذ بالله من بَهْرَة الموت.

متى تكون بَهْرَة الموت؟ عندما تكون أنت من لم تحرص على سلامة دينك، من لم تُضَحِّ من أجل دينك، من لا تعتبر السقوط شهيداً في سبيل الله من أجل سلامة دينك فوزاً، سيبهرك الموت، وسيبهرك الحشر، وستبهرك زبانية جهنم. هذا شيء لا شك فيه.

الإمام علي عندما يقول: ((فزت ورب الكعبة))؛ لأنه سار على منهجية هي منهجية يفوز من سار عليها.

عاش مجاهداً في سبيل الله، عاش أميناً، عاش صادقاً، عاش ناصحاً، عاش حراً، عاش ينطق بالحق، ولولا علي، لولا كلمة علي، لولا مواقف علي لما وصل الدين إلينا بنقاوته، لما وصل الدين إلينا بصفائه من داخل ظلمات ذلك الانحراف الذي أوصل معاوية - وهو اللعين ابن اللعين - إلى سُدَّةِ الحكم، إلى أن يتحكم على رقاب هذه الأمة.

الإمام علي عليه السلام بعد أن عاش مجاهداً، عاش على هذا النحو الذي أصبح فيه فعلاً - وهذه نقطة مهمة يجب أن نتفهمها - شاهداً لرسول الله (صلي الله عليه وعلى آله وسلم)؛ لأنه في علي عليه السلام نزل قوله تعالى: {أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ} (هود: من الآية17).

الرسول (صلي الله عليه وعلى آله وسلم) كان يتحرك على بينة من ربه، وعلي عليه السلام كان هو الشاهد لرسول الله، هو الشاهد من نفس رسول الله؛ لذا قال عنه (صلي الله عليه وعلى آله وسلم) في مقام آخر: ((أنت مني وأنا منك)) ((علي مني وأنا من علي))، وجاء القرآن الكريم ليؤكد ذلك: {فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ}(آل عمران: من الآية61) فجاء بنفسه ونفس علي بعبارة واحدة {أنفسنا}.

{وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ} هل هذه الشهادة هي فقط تقتصر بأنه: فعلاً، والله صحيح لِمَا رأيناه من هذه المعجزة أو تلك المعجزة أنك نبي صادق؟! هذه شهد بها حتى المشركون في قرارات أنفسهم {فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ} (الأنعام: من الآية33).

ما هي شهادة علي للرسول (صلي الله عليه وعلى آله وسلم)؟

إنها شهادة على مدى سنين، شهادة أداها في مواقفه، شهادة أدّاها في حياته كلها، أنت تريد أن تعرف عظمة هذا الإسلام، إذا كان هناك أي نظرية - كما يقولون - لا يمكن أن تعرف عظمتها إلا عندما ترى ما تصنعه، ما تقدمه من أثرٍ، ترى نماذج ممن يحملون أفكار تلك النظرية، ثقافة تلك النظرية، توجُّهات تلك النظرية، فتراهم كيف هم، هنا تحكم على تلك النظرية عندما كانوا يجسدونها بنسبة مائة في المائة.

 

 

لقد عَدّ كثير من الكُتّاب ومن العلماء قالوا عن علي عليه السلام أنه كان معجزة للرسول من هذا الاتجاه.

ما يُدرينا أن هذا الدين عظيم في واقعه؟ هو دين يخاطبنا، دين يتحدث مع نفوسنا، مع وُجداننا، دين لـه رؤيته في نموذج للإنسان يريد أن يقدمه، كيف ذلك النموذج الذي سيقدمه الإسلام فعلاً لمن يسير عليه؟ ارجع إلى علي وستعرف ذلك النموذج، الذي لم يبهر فقط المسلمين، بل بهر أيضاً المسيحيين فكتب عنه كُتّاب مسيحيون أُعجِبوا بعظمته، أُعجبوا بمصداقيته، اعتبروه عبقرياً، عظيماً، اعتبروه مثلا أعلى حتى من غير المسلمين.

عندما ترجع إلى علي عليه السلام في رؤيته، في مواقفه، في ممارساته، في سلوكياته تجده فعلاً نموذجاً للشخصية العظيمة التي يمكن أن يصنعها هذا الدين الذي جاء به محمد (صلي الله عليه وعلى آله وسلم) فهو شاهد لهذا الدين: أنه دين كامل، من إله كامل، اصطفى لتبليغه رسولاً كاملاً، هو الله سبحانه وتعالى الذي قال: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً} (المائدة: من الآية3).

دين كامل، رسول الله، الله اصطفاه وأكمله، هو من قدم هذا الدين كرسول له. نريد أن نرى في الساحة نموذجاً صادقاً يشهد لعظمة هذا الدين؟ ارجع إلى علي {ويتلوه شاهد منه} في مواقف علي عندما ترجع إليها تجد عظمة الإسلام، تجد أخلاق الإسلام متجسدة، وهذه لها أثرها في النفوس، كل شيء سيبقى نظرية، كل شيء سيبقى خاضعاً للاحتمالات إذا لم يكن هناك على صعيد الواقع ما يشهد لصحته، {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ} (فصلت: من الآية53).

كما تأتي الشواهد في الأحداث، في المتغيرات تشهد لهذا الدين، وهو حق لا شك فيه لكن كمنهجية تربوية لهذا الإنسان، لينطلق إلى أعماق مشاعر هذا الإنسان، ويفرض عظمته على هذا الإنسان من خلال الأحداث، من خلال الآيات، من خلال ما يُقدمه من نماذج، فعلى مستوى الإنسان ارجع إلى علي عليه السلام إنه شاهد على أنه حق، {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} (فصلت:53) وكفى به شهيداً.

ولكن من أجلنا نحن بني البشر الذين قال عنهم: {وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً} (الكهف: من الآية54) {قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ} (عبس:17) إلى آخر ما وصل به هذا الإنسان عندما يتجه إلى العناد؛ فمن أجل رحمة الله به، من أجل لطف الله به، من أجل رأفة الله به يُقَدِّم له الشواهد في مختلف المجالات على عظمة ما قدمه له من منهج، على عظمة هذا الدين الذي أكمله لـه، وأتم به النعمة عليه به، ورضيه ديناً يدين به أمام مولاه سبحانه وتعالى.

 

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

(ذكرى استشهاد الإمام علي عليه السلام)

ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.

بتاريخ: 19 رمضان 1423هـ

الموافق: 23/11/2002م

اليمن – صعدة.

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر