للشاعر/ ضيف الله سلمان
الله أهدى (المصطفى المُختارا)
وله اصطفى سبحانه (الأنصارا)..
بقدومِهِ ملأَ الوُجودَ هِدايةً
والجاهِليَّةُ ولَّتِ الأدبارا..
من وحيِ (قاتِلْ في سبيلِ الله) قد
حملَ السلاحَ وواجَهَ الأخطارا..
في اللهِ جاهِدَ كلَّ من كفروا كما
أوحى إليهِ (وجاهِدِ الكفارا)!!
وبسيفهِ ساقَ الطغاةَ لحتفِهم
لمَّا عَصَوا واستكبروا استكبارا..!!
ومضى يُبَوِّءُ للقتالِ مقاعداً
للمؤمنين فزادَهُم إصْرارا..
لولاه ماعَرفَ الورى حُريَّةً
كلا ولا أمْناً ولا استقرارا..!!
من حالِك الظُّلُمات أنقذَ أمَّةً
لا تقبلُ الطاغوتَ والأشرارا..
فجرُ النبوَّةِ لاحَ من جنباتِهِ
نورُ الهدايةِ.. والضلالُ توارى..!!
هو خيرُ مبعوثٍ بِخيرِ رسَالةٍ
وعلى خُطاهُ نواصِلُ المشوارا..
في دَربِ أعلامِ الهدى قاداتِنا
حتى وإن فَرضَ الطُّغاةُ حِصارا..!!
سِرْنا وجدَّدنا الوَلاءَ بثورةٍ
يمنيَّةٍ قد أنجبَت أحرارا..
في اللهِ ما وَهَنُوا ولم يتراجعوا
وقفَ الزمانُ أمامَهم إكْبارا..
من آخِرِ (الحُجُراتِ)جاؤوا فِتيَةً
من بأسِهِم حِلفُ الطُّغاةِ انْهَارا..!!
طوبى لعاصِمةِ الصُّمودِ وقد غَدت
شَغَفاً به تستقبِلُ الزُّوارا
خضراءَ في حبِّ النبيِّ تزيَّنت
وتلألأت بقدومِه أنوارا..!!
يا سيِّدي في يومِ مولدِك احتفَى
كلُّ الوُجودِ بنُورِك استبشارا..!!
ما كان للإنسانِ أيَّةُ قيمةٍ..
والنَّاسُ كانوا في الضَّلالِ حَيَارى..!!
فأضأتَ بالقُرآنِ أرجاءَ الدُّنا
وغَدوتَ للخُلُقِ العظيمِ منارا..!!
(صنعاءُ) أضحت في ولائك (يثربا)
وبيوتُ (صعدةَ) آوتِ (النَّجارا)..
وقرى (تهامةَ) في هواكَ تبسَّمت
وبدربِ آلِك تَقتفِي الآثارا..!!
اللهُ وكَّلَنا لنُصرةِ دِينهِ
واختارَنا لنبيِّه أنصارا..!!
وإذا بغى الفجَّارُ في شَعبِ الإبا
شعبي بنهجِك زلزلَ الفجَّارا..
تلقى تحالفَهم وقد شبَّ اللظى
يومَ الكريهةِ واهِناً مُنهارا..!!
حملوا الكتابَ وما دَرَوا معنىً له
مثلَ البهائم تَحمِلُ الأسفارا..!!
زاغت بصائرُهم لذلك سارعوا
نحو اليهودِ أذلَّةً وصِغَارا..!!
كم مؤمنٍ نصرَ النبيَّ معذَّباً
في بطنِ (مكةَ) يَحملُ الأحجارا..
باللهِ أضحَى في أعزِّ مكَانةٍ
فبأيِّ وعدٍ صادقٍ تَتَمارى..؟!
سنطوفُ بالبيتِ العتيقِ أعزَّةً
عند القدومِ مردِّدين شِعارا..!!
بخطى الرَّسولِ يقودُنا علمُ الهدى
من آلِهِ رسمَ الجهادَ مسارا..!!
يُردي قوى الطُّغيانِ في أوكارِها
وعلى الضلالةِ يسدلُ الأستارا..!!
يردي ببأسِ اللهِ هامةَ مَن طَغى
ويذيقُ حلفَ الظَّالمين خَسارا..!!
الفتحُ موعدُنا القرِيبُ وقد دنَى
منَّا وليلُ الظَّالمين توارى..!