الدرس الأول
نقاط هامة للمراجعة وربطها بالواقع.
درس يوم الاحد
معنى الصلاة على محمد و آله
ألقاها السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه
- نقاط هامة للمراجعة وربطها بالواقع
- هل تعني الصلاة على النبي و آله كما يقول البعض
- الصلاة من الله الرحمة، ومن الملائكة الإستغفار، ومن المؤمنين الدعاء..
؟؟؟
- ما الغاية من فرض الصلاة على النبي و آله في صلاتنا ؟
- لماذا جاءت الصلاة على النبي و آله مقرونة بالصلاة على إبراهيم و آل إبراهيم ؟
- مع الدرس نسأل الله الهداية
دروس من هدي القرآن الكريم ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي اليمن - صعدة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين.
قبل الموضوع الرئيسي للجلسة، يمكن أن نتحدث حول معنى الصلاة على النبي وعلى آله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم).
والصلاة من حيث هي: الصلوات الخمس التي فرضها الله على عباده، والصلوات النافلة هي من أهم العبادات، ولها دلالاتها المهمة، ولكن المشكلة هي أننا لا نلتفت إلى ما تدل عليه الصلاة، وما تعطيه من إيحاءات وإشارات ودلائل، نصلي ولكننا قد تعودنا بالنسبة للصلاة أن يصلي الواحد منا عمره، ستين سنة أو سبعين سنة ، نصلي كل يوم، كل يوم، كل يوم، عدة صلوات، ولا نجد أن هناك أثراً بالنسبة للصلاة على الكثير منا؛ لأننا لا نلتفت ولا نتساءل، ولا نسأل عمًا في الصلاة من دلالات، عمًا فيها من إشارات، عما فيها من إيحاءات كثيرة جداً.
بعض الناس قد يقول لك: (بأن الدنيا مليئة بالطوائف فلم يعد الإنسان يعرف من هو الذي على حق ومن هو الذي على باطل). ولو أنه قام ليصلي ركعتين بتأمل لعرف الحق ولعرف من هم أهل الحق، ركعتان تكفي الإنسان إذا كان فاهما، يتأمل، ركعتان تكفيه أن يعرف المحق من المبطل، وأهل الحق من أهل الباطل.
نصلي على الرسول (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) في الصلاة - في التشهد - نقول: (اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما صليت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد) ألسنا نقول هذا دائماً؟
ولكن لو تعمل استبيان: سؤال يوجه إلى كل واحد منا فتبدأ من طرف اليمن إلى طرفه، فستجد القليل القليل من الناس من يعرفون معنى الصلاة على محمد وعلى آل محمد، والكثير ممن يعرفون قد يقول لك: الصلاة من الله الرحمة، ومن الملائكة الإستغفار، ومن المؤمنين الدعاء، وانتهى الموضوع، وهذا التعريف غير صحيح.
الصلاة على محمد وعلى آل محمد (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) جاءت الصلاة بلفظ الدعاء، أن ندعو نحن، نقول: (اللهم صل على محمد وعلى آل محمد) أن تأتي الصلاة على محمد وعلى آل محمد بلفظ أن ندعو نحن لهم بأن الله يصلي عليهم، هذه وحدها لها دلالة مهمة، هي تقررنا، وألسنتنا تنطق بأننا في واقعنا مسلِّمون بقضية محمد وآل محمد: أنهم هداة الأمة وقادتها، أنهم أعلام الدًين، وورثة نبي الله، وورثة كتابه الذي جاء به من عند الله، فنحن مسلِّمون بهذه المسألة أساساً.
وإنما لأن هذه قضية مهمة:
أعباء الرسالة، أعباء وراثة الكتاب، أعمال ومسؤولية هداية الأمة، مسؤولية كبيرة جداً ليست سهلة، مسؤولية مهمة جداً، ألسنا نجد أننا نعجز عن هداية أسرنا؟ اسرة، أسرتك قد تكون ثمانية أو عشرة أشخاص فيتعبونك، أليس هذا هو ما يحصل؟ تتعب وأنت تريد أن تهدي أسرتك، وأن تجعلهم أسرة مستقيمة وهم عشرة، أو اثنا عشر شخصاً، لكن من حُمًل رسالة إلى البشرية كلها إنه حمل كبير كما قال الله تعالى: {إِنَّا سَنُلْقِى عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً} (المزمل: 5).
من جعلهم الله ورثة للكتاب، وجعلهم أعلاماً للدين، وأناط بهم مسؤولية هداية الأمة، إقامة الحق في الأمة، أيضاً مسؤولية كبيرة جداً، مسؤولية كبيرة جداً: تحتاج إلى أخلاق عالية، تحتاج إلى صدر فسيح، تحتاج إلى تحمل، تحتاج إلى صبر، إلى حلم، إلى كظم غيظ، إلى عفو، إلى أشياء كثيرة جداً.
فنحن كأننا نقول: يا إلهي نحن نؤمن بأن محمداً هو رسولك، ونؤمن بأن آل محمد هم ورثة كتابك، ونحن نعرف أيضاً أن مهمتهم كبيرة، فنحن نطلب منك أن تمنحهم من الرعاية والحظوة لديك والمكانة والمجد والرفعة ما منحته إبراهيم وآل إبراهيم.
ثم نرجع إلى القرآن الكريم فنجد الذي منح الله إبراهيم وآل إبراهيم الشيء الكثير، المكانة العظيمة الرفعة العظيمة: الكتاب والحكم والنبوة، وكما قال الله عنهم: {وَءَاتَيْنَـاهُمْ مُّلْكاً عَظِيماً}(النساء: من الآية 54) جعلهم ورثة الكتاب، جعل فيهم الحكمة، جعل منهم النبوة، وحظوا برعاية عظيمة من الله سبحانه وتعالى، لم يحظ بها أحد من الأمم في عصورهم أبداً، حتى في الأوقات التي كانوا فيها بشكل عاصين أو مهملين، كانوا لا يزالون أيضاً يحظون برعاية الله سبحانه وتعالى بشكل عجيب، عندما كتب الله عليهم التيه فتاهوا أربعين سنة في صحراء سيناء؛ لأنهم رفضوا أن يدخلوا المدينة المقدسة {قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِى الأَرْضِ فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَـاسِقِينَ}(المائدة:26)، ألم يقل فاسقين؟ ومع هذا ماذا عمل لهم؟ عمل لهم أعمال كثيرة جداً.
حجر تنبع منها اثنتا عشرة عيناً، حجر (عادية) يحملها الحمار، تضرب بالعصا فتنفجر اثنتا عشرة عيناً، {قَدْ عَلِمَ كُلُ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ} أنزل عليهم (المنَّ والسَّلوى) المنُّ ينـزل شبيهاً بالثلج عندما ينـزل فيتجمع بكميات كبيرة فيكون عبارة عن غذاء وحلوى؛ لأن شكله يكون أبيض وحلواً يتجمع. و(السلوى) طائر يتوافد بأعداد كبيرة، أليست هذه رعاية من الله سبحانه وتعالى؟
شق لهم البحر وهم في طريقهم عندما أمرهم الله هم ونبيه موسى بالخروج من مصر ولحقهم فرعون وجنوده {فَأَوْحَيْنَآ إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَـانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَـالطَّوْدِ الْعَظِيم} (الشعراء:63) كالجبل من هنا ومن هنا، ومشوا في طريق يابسة ليس فيها ولا حتى وحل، طريق يابسة مشوا فيها، في لحظة.
عندما حصل منهم تخاذل، تكاسل عن الالتزام بالتوراة جاء تهديد إلهي لهم: {وَإِذ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ} (الأعراف:من الآية 171) هددهم بالجبل، ثم أعاد الجبل إلى موقعه، وهكذا حظوا برعاية كبيرة كما قال لهم موسى عليه السلام: {وَءَاتَـاكُمْ مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَداً مِّن الْعَـالَمِينَ}(المائدة:من الآية 20). في القرآن الكريم تتعجب مما عدده الله سبحانه وتعالى من النعم العظيمة عليهم، ومما حظوا به من عناية ورعاية إلهية متميزة.
نبي الله إبراهيم عليه السلام أيضاً، أثنى الله عليه في القرآن الكريم ثناء عظيماً {وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً} (النساء:من الآية 125) مكانة عجيبة، وقرب عجيب من الله سبحانه وتعالى أن يقول هكذا: {وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً} رفع لإبراهيم ذكره أيضاً، جعله أباً للأنبياء جميعاً، الأنبياء كلهم من بعد ه من بني إسرائيل كلهم من أولاده من ذريته، حظي بتكريم إلهي عظيم، ورفع الله له ذكره.
مهمة إبراهيم وآل إبراهيم هي مهمة مرتبطة بالأمة ومرتبطة بالدين، مهمة حمل الدين، حمل الرسالة، هداية الأمة كما قال الله تعالى: {وَمِمَّنْ خَلَقْنَآ أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِـالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ} (الأعراف:181).
فنحن في الصلاة نقول: (اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم) أي: امنح محمداً وآل محمد ما منحته إبراهيم وآل إبراهيم من الرفعة، من الثناء، من المجد، من الرعاية، والمكانة، أشياء كثيرة منحها إبراهيم وآل إبراهيم.
ونحن نقول في الأخير- وهذا مما يدل على أن تفسير دعاء ما ذكرناه أو أن الذكر كما جاء من عند رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) - في آخره: (إنك حميد مجيد) حميد، فأنت مصدر الحمد. الحمد هو: الثناء. مجيد، فمنك المجد وأنت مصدر المجد، امنحهم من المجد وامنحهم من الثناء فأنت الحميد، وأنت المجيد.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ملزمة (معنى الصلاة على محمد و آله)
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.