درس الأربعاء
تابع...الإسلام وثقافة الإتباع
ألقاها السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه
- نقاط هامة للمراجعة وربطها بالواقع
- هل التسليم لأعلام الهدى من أهل البيت عليهم السلام معناه أن يجمد الإنسان نفسه وتفكيره وقدراته؟
- إلى أين سيصل الإنسان المستغني برأيه والرافض للتسليم لإعلام الهدى؟
- مراد الله تابع لمراد المجتهد!
قاعدة من قواعد أصول الفقه...
على ماذا تدل؟
وإلى أين أوصلت الأمة؟
- ما هي معايير ارتباطنا بالعلماء؟
- لماذا سمى النبي صلوات الله عليه وآله القرآن بالثقل الأكبر والعترة بالثقل الأصغر؟
- مع الدرس نسأل الله الهداية
بالنسبة للسؤال: هل هناك فرق بين التشيع والتبعية؟ وهل يوجد للتبعية أصل في المذهب الزيدي؟ أصله في القرآن، الغريب أن البعض قد يظن أن معنى أن أكون تابعاً، يعني: أكون [ثور]، ما أدري بشيء، ولا أفهم شيء، ولا تتسع معرفتي [ولا جو أنا غير بعدهم بعدهم] ما هكذا قد يظن الشخص؟ العكس هو الصحيح. عندما كان الله سبحانه وتعالى يقول للناس أن يتبعوا رسوله هل طلع من اتبعوه، وذابوا في شخصيته، واهتموا بكل كلمة تنطلق من فمه، وساروا على خطاه، هل طلعوا [أثوار]، أو طلعوا عباقرة؟ وطلعوا بحور علم؟ كيف كانوا؟ من هو أبرز مثال داخل صحابة رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) كان ذائباً في شخصية الرسول (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) كان يقفُ آثاره، كان كل كلمة من فمه لها أهميتها، يسير على خطاه، أليس هو الإمام علي (عليه السلام)؟ هل الإمام علي طلع ثور؟ أو طلع ماذا؟ طلع عبقري، بَهَرَ البشرية كلها، كتب عنه المسلمون، وكتب عنه المسيحيون، وكتب عنه الكثير من البشر، الذين ليسوا ممن يدينون بهذا الدين، عبقريته، علومه، هذا هو نتاج ماذا؟ نتاج الإتباع، الذي يقول لك البعض: يريد يطلَّعه ثور، أطلع ثور، بينما وجدنا الآخرين، الذي يحمل الروحية هذه: أنه هو، هو، أنا جهدي، استقلالية، التي نسميها، يبني نفسه هو، ماذا طلع؟ طلع مثل عمر بن الخطاب، جاءوا يسألونه ناس عن غسل الجنابة، ما درى كيف يفتيهم في خلافته، طلع بجهالته أهلك هذه الأمة بجهالته، أهلك هذه الأمة بجهالته. هل طلع عمر عبقري كعلي؟ أو على جانب من عبقرية علي؟ أبداً، ما الفارق بين عمر وعلي؟ ما الفارق بين الكثير من الناس الذين كانوا يحضرون مجلس رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم)، وبين علي، وبين عمار، وبين المقداد، وبين سلمان، وبين فلان، مجاميع؟ الفرق أن أولئك كانوا عندما يجلسون في محضر رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) ينظرون إليه كشخص عادي، ويؤمنون بأنه رسول، وهم في نفس الوقت لديهم هذه التي نحافظ عليها. أي طالب الآن يفكر أنه يريد أن يكون عبقري، يريد يحافظ عليها، أنا، أنا بحاجة، وأنا أعرف جهدي أعرف، أستطيع أن أكون كذا، أستطيع أن أكون كذا، فلم يعد يعطي أهمية لما يقوله النبي (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) لم يعد يستوعب ما يقوله، ما هناك الإتباع المطلق للرسول (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) فطلعوا جهلة، طلعوا جهلة حقيقة، وما ضرب الأمة إلا هؤلاء الذين ما كانوا ذائبين في الإتباع للرسول (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) فكانوا جهلة هم، وضربوا الأمة بجهلهم وجنوا على الأمة إلى اليوم، إلى اليوم. الله عندما قال للناس أن يتبعوا رسول الله (صلوات الله عليه وآله)، كيف قال للنبي كيف دوره معهم؟ يعلمهم الكتاب، والحكمة، ويزكيهم، أنت عندما تتبع علماً من أعلام دين الله معناه أنه هو من سيقدم لك من المعارف ما لا يمكن أن تصل إليه بنفسك، هو من يمكن أن يبني نفسك بالشكل الذي لا يمكنك أنت أن تصل إليه. الله يقول لنبيه: دعوه يزكي أنفسكم، أتركوه يعلمكم.. كيف نعمل؟ اتبعوه، وهو سيقوم بالمهمة، وكل كلمة تنطلق من فمه، إجعلوا لها أهميتها؛ لتطلعوا علماء، لتطلعوا عباقرة، لتطلعوا عظماء، لتطلعوا بالشكل الذي لا يمكن لأي شخص منكم أن يصل إليه، عندما ينطلق على أساس أنه يستطيع أن يبني نفسه. ومن يقول لك: أن الإتباع معناه أطلع جاهل، ارجع إلى التاريخ، من ذابوا في الإتباع للنبي كيف كانوا، وفي المقابل من كانوا مثلنا [منخطين]، يريد وهو يقدم نفسه كنِدٍّ للنبي، كان بعضهم، كان عمر أحياناً يقدم نفسه كندٍ للنبي، وهو...! أنظروا إلى من ذابوا في الإتباع للإمام علي، طلعوا أثوار أو طلعوا عباقرة، وعظماء، وعلماء، وحكماء؟ هكذا ارجع إلى التاريخ، من كانوا متبعين لأعلام أهل بيت رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم). هل كانوا يطلعون مغفلين؟ كمالك الأشتر، كشخصيات كثيرة. إرجع إلى التاريخ تجد أن من كانوا يطلعوا مغفلين، وجهلة، هم أولئك الذين لا يؤمنون بالمسألة، عنده هو، أنا؛ لأنك تفصل نفسك عن هدى الله، عن منهج الله، تبعد نفسك عن سنة الله في الهداية، وأنت كإنسان لا تستطيع، الله قال: {وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفاً} (النساء28) أنت إذا انفردت بنفسك أنت، أبعدت نفسك عن مصادر هداية الله، فستضعف أمام الشيطان، أنت ضعيف، علومك محدودة، قدراتك محدودة، ستكون جاهلاً. ووجدنا فعلاً كيف أن بعض من الأشخاص، ممن إذا جئنا إلى تقييم [اسم عالم] برصات الكتب، أو بما أنتج من كتب، يقال: عالم بحر، تجده بحراً من الضلال، كابن تيمية مثلاً، بحر من الضلال، من الظلمات، عقائد لا يمكن أن يعتقدها أي واحد من الناس، الذي لا زال على فطرته، يعتقد عقائد فضيعة، وهو منتِج، كم ألّف من كتب، كم رصات كتب. هكذا الإنسان لا بد أن يفهم هل المسألة فعلاً هي على هذا النحو، سيكون عبقري، سيكون كما قال الإمام علي: (علمني رسول الله ألف باب من العلم، كل باب يفتح ألف باب) أم أنه سيطلع واحد جاهل. س - هل يوجد للتبعية أصل في المذهب الزيدي؟ ج - إن أردت بالمذهب الزيدي الإسلام فحديث الثقلين هو من الأحاديث المعلومة عن الرسول (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) هو من الإسلام، أليس حديث الثقلين من الإسلام؟ هو يقول لنا: تمسكوا بالقرآن، وبالعترة. والتمسك ماذا يعني؟ إتباع بقوة، إتباع بقوة. ما معناه هكذا التمسك؟ {يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ} (مريم12) {خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ} (البقرة63) ماذا يعني: خذوه بقوة؟ يمسك واحد المصحف، ويضغط يده عليه؟ أو يمسك الإسرائيلي التوراة، ويضغط عليها! أو إتباع، تذوبوا في الإتباع، وتصميم في الإتباع، وانطلاقة جادة في الإتباع. هذا معنى: خذوا الكتاب بقوة، وكلما فيه تجعلوا له أهميته، وتنطلقوا للإلتزام به. طبعاً هناك في أصول الفقه من يريد يشتغل ممكن، كل واحد يجتهد، والمطلوب من كل شخص هو أن يطلع مجتهد، لكن إذا ما أتيح له أنه يطلع مجتهد، وحظه غير جيد، فيقلد. ........ عندما يقول واحد: كيف نترك هذا الفن؛ لأن هذا الفن يشجع واحد أنه يجتهد، وأنا أريد أطلع مجتهد، ما يكون بيني وبين الله أحد، وأكون من محمد بن عبد الله وكذاك، ألزمه الله باتباع كم أنبياء وأنا ما شي إتباع، ما طلع في رأسي، والله هو الذي يتبعني!! هكذا بلغ المنطق إلى الدرجة هذه السخيفة: [مراد الله تابع لمراد المجتهد]! عبارة صريحة يمكن يقرأ أي واحد منكم في [شرح الكافل]، وغيره؛ لأن مراد الله تابع لمراد المجتهد؛ ولهذا الإمام علي رد على من عملوا هذا العمل زمان، عندما كان قد حصل خلاف في الفتيا، قال: (أم كان لهم أن يشرعوا وعلى الله أن يرضى)؟! هم يشرعون وهو عليه أنه يرضى! هذا في [نهج البلاغة]. بلغوا إلى هذه الدرجة: أن الله هو الذي عليه أن يكون مراده تابع لما أدى إليه نظري، هذا هو أصول الفقه، ومن أراد أنه يريد يطلع مجتهد، يطلع عبقري كما يظن يتفضل بأصول الفقه، لكن أعتقد هو لا يستطيع، ولو قرأ عشر سنين في أصول الفقه أن يصمد أمام إشكالات تطرح عليه في ليلة واحدة، ليلة واحدة يمكن أن تنسف قراءة عشر سنين من أصول الفقه لديه. هل تفهموا هذه؟ إذا أحد منكم يريد وفيه نخيط إنه يريد يطلع مجتهد - كما يقولون - فيهاجر، تمام؟ ويأتي إن شاء الله بعد عشر سنين، ويجلس مع طالب ينطلق انطلاقة قرآنية وسيرى نفسه، في ليلة واحدة يمكن أن ينسف أصول الفقه حق العشر سنين التي قرأها في ليلة واحدة، وسيعرف بعد أنه كل تلك الفترة هو ضيعها في جهل، في جهالات، في ضلالات متراكمة. أليس هذا من الضلال أن يصلوا إلى المسألة هذه؟ في شرح الكافل في الدليل على أن كل مجتهد مصيب، الذي هو من القواعد التي يقول البعض - لأنهم ما زالوا مختلفين في المسألة هذه - أنها من قواعد المذهب: أن مراد الله هو تابع لمراد المجتهد! ما هكذا قالوا؟ طيب: أنت تجد القرآن الكريم المسألة ليست على هذا النحو، أنت الذي يجب أن تتبع، يقول للنبي: {اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ} وأنا أقول للباري: اتبعني أنت، أنا سأفكر، وأطنن، وأطلِّع نظرية معينة، وأنت الذي عليك أن مرادك يتبعني، ويقبل كلما طلع من رأسي!! أليس هذا استكبار على الله؟ هذا استكبار على الله، هذا كبرياء أمام الله سبحانه وتعالى. هل يسمى هذا علم؟ لا يمكن أن يسمى علم، هذا جهل متراكم، من يكون نتيجة دراسته أن يرى أن على الله أن يقبل ما طلع من رأسه، وأن الله يجب أن يكون مراده تابعاً لمراده هو، وهو الإنسان القاصر الضعيف، فهذه هي الجهالة، لا يمكن أن يسمى علم، هذا هو الجهل، وظلمات من الجهل. وكل من يقول بأن كل مجتهد مصيب هو يقول بهذا: أن مراد الله تابع لمراد المجتهد، فلهم أن يشرعوا وعليه أن يرضى! س - وماذا يعني انتماؤنا إلى العلماء؟ ج - انتماؤنا إلى العلماء بعبارة مبسطة نلاحظ نحن نسير على المنهج الذي يقدموه لنا، العبارة المعروفة عند الناس [نسير بعد علمانا] ما هكذا نقول؟ نسير بعد علمائنا، لكن متى ما اخترنا، وأحسنا الاختيار، حتى نعرف وراء من نسير، أمكن أن يقال: أن انتماءنا، أو سيرنا هو على أساس صحيح، ويوصلنا إلى غاية صحيحة. وإلا تجد في العلماء، يختلف العلماء، وتختلف أنظارهم، وتختلف آراؤهم، قد يكون في الموضوع أن هناك اتفاق إجمالي على بعض أشياء، على شرعية أشياء مثلاً، شرعية أشياء معينة، وإن كانوا يختلفون في تفاصيلها، هم من حيث المبدأ مثلاً مجمعون على شرعيتها. مثلاً هم مجمعون على شرعية الجهاد في سبيل الله، ما هذا معروف عند كل العلماء؟ مجمعون على شرعية الجهاد في سبيل الله، لكن قد تأتي إلى تفاصيل معينة، من أعمال يراها هؤلاء، أو هؤلاء أنها هي من الجهاد في سبيل الله، وقد يخالف هذا هذا، قد يخالف هذا مثل ما يخالفون الآن عندما يأتي الشعار يرفع، بعض الناس يقول: لا، بعضهم ما يرفعه، وهو عالم ما يرفعه، لكن لو تأتي تقول له: هل هذا العمل هو يرضي الله؟ يقول لك: نعم. هل الجهاد في سبيل الله مشروع؟ يقول لك: نعم، لا شك فيه، لكن لماذا؟ يقول لك: أنا ما قد هو واجب علي، ما هو واجب علينا هذا! قد يقول لك هكذا. انتماؤنا إلى العلماء، أفضل أن نقول: أن نحترم العلماء، هل تفهموا هذه، نحترم علماءنا، لكن ويجب أن نفهم أن علينا أن نعرف وراء من نسير، وعلى أي نهج نسير، ونتعلم، ونتفقه، ولو كنت تعتمد على كلام بشر من البداية حول هذا الموضوع، إعتمد القرآن أولاً، إعتمد القرآن أولاً، هو الذي سيصنف لك الناس، القرآن هو يغربل كما قلنا لكم [في الكلمة في العصر] هو يقيِّم كل شيء أمامك، يقيم لك الناس جميعاً. والقرآن هو المقياس الصحيح؛ ولهذا سمي القرآن نفسه هو: الثقل الأكبر، حتى فيما يتعلق بحديث الثقلين ألسنا ملزمين بالإتباع لكتاب الله، وعترة رسوله؟ سمي القرآن الثقل الأكبر، والعترة الثقل الأصغر؛ لأنه في بعض الأحاديث، في بعض روايات ألفاظ الحديث: (ثقلين أحدهما أكبر من الآخر) هكذا، نحن سنحكِّم الثقل الأكبر على الثقل الأصغر؛ ليتبين لنا من داخل الثقل الأصغر وراء من نسير، ومع من نكون. هذه هي القاعدة الصحيحة، وإلا ممكن تتبع عالم معين ما يحرك ساكن، ماله أي موقف، يمكن تحتاج إليه فيما يتعلق بفتاوى معينة، يمكن فيما يتعلق بموقف من أعداء الإسلام، فيما يتعلق بوضعية الأمة الآن هو ليس حول هذا الموضوع، وعنده ما هو واجب عليه هذا الموضوع بكله. أنت عندما تقول: وأنا ما هو واجب عليّ مثل فلان قد تحرج مع القرآن، ترجع إلى القرآن تحرج معه، تجد أن منطقه يختلف عن منطقك أنت وعالمك، عن منطقك أنت وعالمك، كما قلنا أن: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً} منطق يختلف معك أنت وفلان، أو عالمك الذي يقول لك: لا، كل واحد يجتهد. القرآن هو المقياس الأساسي، هو المرجع الأول والأخير الذي يحكم على عترة رسول الله، ويحكم على البشر جميعاً.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ملزمة (الإسلام وثقافة الإتباع)
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.