مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

فندرك- في واقع الحال- كيف أن أمريكا ركَّزت بشكل كبير جدًّا على مسألة اختراق هذه الأمة من الداخل، وعلى تحريك البعض من أبناء هذه الأمة، وعلى استغلال كل المشاكل في داخل الأمة، وكل الانقسامات في داخل الأمة، وكل السلبيات في داخل الأمة، ثم سعت أيضاً إلى صناعة المزيد والمزيد من المشاكل والأزمات، وتوظيف المزيد والمزيد من العناوين التي هي ذات طابع استقطابي تخادع به الكثير من الناس، مثلاً: البعض من الخونة في بلدنا وقفوا في صف العدوان، والعدوان هذا هو عدوان- في حقيقة الأمر- عدوانٌ أمريكي؛ لأن أمريكا عندما وصلت إلى درجة أن تفقد نفوذها في هذا البلد، وسيطرتها على هذا البلد، بعد أن كانت قد فرحت بأنها قد أصبحت وصيةً بشكلٍ رسمي ومعلن على هذا البلد، وأصبح السفير الأمريكي- آنذاك- في صنعاء هو المسؤول الأول في هذا البلد، بموقع وصايته على هذا البلد، انزعجت أمريكا كثيراً عندما خسرت هذا الموقع من السيطرة على واقعنا كشعبٍ يمني.

 

بعد أن غادر السفير الأمريكي، وغادر معه المارينز من صنعاء، غادروا بعد أن وجدوا أن ليس لهم مجال للتأثير في أي أمر، للتدخل في أي شيء، وعاشوا حالة الرعب والخوف والذلة والهوان، وغادروا ليس لهم أي وزن ولا تأثير في هذا البلد، كانوا في وضعية تتسابق السلطة- آنذاك- برئيسها ومسؤوليها، وتتسابق أيضاً بعض زعامات الأحزاب، ويتسابق البعض من الوجاهات والزعامات الاجتماعية إليهم في تقديم الولاء والطاعة، والتودد والتقرب، وفي العمل على تعزيز الروابط بهم من موقع الاستجابة العملية والخدمة والطاعة، ومن موقع تعزيز نفوذ أولئك وتدخلاتهم في كل شؤون هذا البلد، كانوا يذهبون إلى السفير الأمريكي ليناقشوا معه مختلف أمور هذا البلد: قضاياه السياسية، قضاياه الاقتصادية، قضاياه الاجتماعية، ثم يلتقي بكل الوزراء، بكل المسؤولين الذين يرغب باللقاء معهم؛ ليؤثر فيهم بتوجيهات معينة، أو قناعات معينة، أو برامج معينة، أو سياسات معينة، وكان الوضع يسوء في هذا البلد على كل المناحي، وفي كل المستويات والمجالات كان يسوء، كلما تدخلت أمريكا أكثر، وتعزز نفوذها أكثر؛ كلما ساء واقع هذا البلد: سياسياً، اقتصادياً…

 

كان يتجه في كل ترتيباته مع السلطة، مع المسؤولين، مع أصحاب القرار السياسي، مع المعنيين، نحو ما يساهم على الوصول بهذا البلد إلى مستوى الانهيار والضعف والعجز، يأتي إلى الجانب العسكري، يعمل على أن ينهي فيه القوة الجوية، والقوة البحرية، والقوة الصاروخية، وقوة الدفاع الجوي، يأتي تحت عنوان هيكلة الجيش؛ ليحول الجيش والمنظومة حتى الأمنية أيضاً- تحت عناوين التعاون الأمني- إلى منظومة خاوية، لا تقدر على أن تكون في الموقع الذي تمثل فيه أملاً لشعبها، أو تدافع عن وطنها، بل مجرد أداة ضعيفة في اليد، وكانوا يعززون انتشار التكفيريين في البلد تحت عناوين وبأساليب متعددة؛ لينتشروا في معظم المحافظات، ويبقى عنوان الحرب عليهم قائماً كعنوان، وفي الواقع العملي يهيئون لهم الانتشار إلى مختلف المحافظات، ويساعدونهم على القيام بكثيرٍ من الجرائم التي تستهدف هذا الشعب، وتستهدف أبناءه، هكذا الحالة التي أوصلوا فيها البلد إلى مستوى وصاية تعلن بقرار في مجلس الأمن، ويصبحون هم المعنيين الأساسيين في موقع السلطة والقرار، والتوجيهات والسياسات والقرارات.

 

لكنهم لمَّا طردوا من هذا البلد، ولمَّا قطع هذا النفوذ عن هذا البلد، وخسروا هذه السيطرة على هذا البلد، اتجهوا بمخطط آخر، فبدلاً من أن يدخلوا هم في معركةٍ مباشرة، ونحن كنا نتمنى، نحن لا نخشاهم، نحن لا نخافهم، نحن نعرف ضعفهم ونقاط الضعف الكبيرة عليهم، كنا نتمنى من النظام السعودي من النظام الإماراتي، كنا نتمنى من الخونة في هذا البلد أن يتركوا أمريكا لتنزل إلى ميدان المواجهة بنفسها لحالها، أن تقاتلنا بجنودها، بعتادها، بأسلحتها، وتأتي بضباطها وجنودها ليقاتلوا في الميدان، لكنها لا تجرؤ على فعل ذلك، وهي ترى في واقع الحال أنَّ تلك الأدوات الإقليمية والمحلية، أنَّ العملاء والخونة من أبناء الأمة ومن أبناء البلد، هم سيؤدون هذا الدور، وهم من سيتحملون تكاليفه الباهظة على كل المستويات، فيقتل مقاتلوهم، ويقدِّمون الأموال هم، ويتحملون الخسائر الباهظة والرهيبة هم، وهذا ما فعلته أمريكا، أدارتهم، تُوِّج وأعلن هذا العدوان من أمريكا، وبقيت في حالة إدارة مباشرة، ولكن بثمن كبير أيضاً، باستغلال كبير، وإلى اليوم الأمر مستمر.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

من خطاب السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر