مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

يعتبر القرآن الكريم عميقاً جداً لا يستطيع أحدٌ أن يحيط بسعة علومه، ومعارفه، ولكنّه عميقٌ في إتجاه ٍواحد، فمهما بلغ عمقه، وسعة معارفه إلاّ أنّه يعطي رؤيةً واحدةً وشاملةً يقول السيد: (القرآن ما يتلون مع كل مزاج يقول لك يحتمل ويحتمل هو عميق، عميق في إتجاه واحد، في إتجاه واحد شامل، لا يوجد أنه ممكن يتأقلم معك ويتأقلم معي غير صحيح هذا، ممكن يعطيك وجه ويعطيني وجه، يعطيك رأي ويعطيني رأيا معاكس، غير صحيح هذا أبدا) مديح القرآن الدرس الثاني.

ويؤكّد السّيد على بطلان مقولة أنّ القرآن "حمّال أوجه" لأنّ هذا يتنافى مع قول الله سبحانه وتعالى: ﴿كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ﴾ [هود1]، ويعتبر السّيد أنّ هذا من التّثقيف الذي يضرب الهدى، والنّور داخل القرآن الكريم، ويؤدّي إلى الإختلاف والتناقض فيقول: (ألم يضربوا هم القرآن في الأخير؟ طلَّعوه ظنيات، طلعوه حمَّال أوجه، طلعوه ممكن يتأقلم مع هذا، ويتأقلم مع هذا! هذا غير صحيح، إن الله قال فيه: ﴿كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ﴾ [هود1] آيات محكمة، هل هذا من الإحكام؟ أنه يتأقلم مع كل واحد، ويعطي كل واحد معنى يخالف المعنى الآخر؟ لا يصح هذا، ولا من صح أن يكون تفصيل، ولا بيان، ولا هدى، ولا نور، وكان هذا هو الاختلاف، والتناقض، لو كان سيعطي كل واحد وجه، ويتمشى مع كل واحد، وجوه متناقضة، آراء مختلفة، وجوه متباينة، ويقول لك: هذه كلها، القرآن حمَّال أوجه) مديح القرآن الدرس الثاني.

ويضيف السّيد أنّ هذا التثقيف الأصولي المغلوط هو مما ساهم في ضرب الثّقة بالقرآن الكريم فيقول: (أليس هنا يوجد تثقيف يضرب الثقة بالقرآن؟ هذا تثقيف يضرب الثقة بالقرآن يقول لك: سيطلع معنى الآية كذا، وغيره ممكن يطلع لك معنى آخر! وضرب القرآن على يد من؟ على يد أصحاب أصول الفقه، على يد أصحاب أصول الفقه طلعوا القرآن بالشكل هذا) مديح القرآن الدرس الثاني.

ويؤكّد السّيد أنّه لا بديل عن القرآن الكريم، ولا غنىً للأمّة عنه فيقول: (لن تجد شيئا يمكن أن يكون بديلا، أو يغني عن القرآن، لا تجد شيئا على الإطلاق). مديح القرآن الدرس الثالث.

ويبيّن السّيد أنّ الأمّة الّتي لا تسير على القرآن, هي أمّة معرّضة للضّلال, والضّياع, والإختراق, بينما من يسيرون على القرآن لا يأتيهم الباطل أبداً, ولا يجدون أيّ مجالٍ للتّأثير عليهم, لا في نفوسهم, ولا في واقع حياتهم, بل يكون في الباطل نفسه ما يعزز ثقتهم, ومعرفتهم بالحقّ الذي يسيرون عليه يقول السيد: (﴿وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ﴾[فصلت42] لا يوجد فيه منفذ للباطل على الإطلاق, لا يتطرق إليه الباطل, لا أن يكون شاهداً على باطل, ولا أن يُلحق به باطل, ويُفرض عليه باطل, فيُضَّمن معانيه ويضَّمن ما يدل عليه.

هنا كل ما يأتي من كلام حول القرآن هو بالشكل الذي يجعل الناس الذين يسيرون على حركة القرآن بهذا الشكل، فأي باطل ما يستطيع أن ينال منهم، إذا أنت تتثقف بثقافة القرآن، ومعرفتك معرفة القرآن، ورؤيتك رؤية القرآن، ما كل ما حولك باطل؟ أي باطل في حينه ما عاد يمكن ينال منك، ما يمكن يؤثر عليك نهائياً، بل أي باطل يبدي برأسه عليك سترى فيه شاهداً على أنك على حق، يكون بهذا الشكل، تكون القضية بهذا الشكل، لا يعد هناك باطل إلا يفيدك أنت رغماً عنه، الباري جعل القضية بهذا الشكل: أن الباطل يفيد الحق رغماً عنه، ويكون في نفسه شهادة على أن الحق حق، وأنه هو باطل رغماً عنه.

فإذا الإنسان لا يسير على القرآن يدخل الباطل من بين يديه ومن خلفه ومن فوقه ومن تحته ومن كل مكان يدخل له، في نفسيته وفي واقعه. ﴿تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ﴾ [فُصِّلَت:42] حميد: من الحمد من المجد. ﴿تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ﴾!! البعض يقرؤها دون أن يكون لها أي أهمية عنده.

هذه الآية هامة جداً: ﴿لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ﴾ [فُصِّلَت:42] هنا يقول لك: امشوا عليه تصبحون أنتم بالشكل الذي لا يستطيع الباطل يتطرق إليكم، لا في نفوسكم، ولا في واقع حياتكم نهائياً. وفعلاً تجد إلى ما يهدي إليه في بقية الأشياء أنه بالشكل الذي لا يعد يرى الباطل له مكاناً في الدنيا هذه، لا يعد يرى له مكان؛ ولهذا كان تثقيفه يقوم للمؤمنين على أساس السبق، المبادرة، العمل على أساس الاحتمالات المستقبلية) مديح القرآن الدرس الثالث.

والأمّة الآن، وفي هذه الّلحظات، والظّروف الحرجة، والصّعبة في واقعها وظروفها هي أحوج ما تكون للعودة الجادّة والصادقة إلى القرآن الكريم كما يوضّح السّيد فيقول: (الناس الآن أحوج ما يكونون إلى القرآن في الزمن هذا بالذات) مديح القرآن الدرس الرابع.

والقرآن الكريم هو البرهان القاطع على كلّ ما هو صواب وحق، وهو الكتاب الواسع الذي لا حدود لسعة علومه، ومعارفه في إطار ومسار واحد، ويفتح أبواباً واسعةً جدّاً للهداية الشاملة، فهو تبيانٌ لكلّ شيء، وبرهانٌ على كلّ شيء يقول السيد: (﴿قَدْ جَاءكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُّبِيناً﴾ [النساء:174] كلمة برهان أحياناً تأتي بعبارة مفردة، ما يقول برهان على كذا، وأحياناً ما يقول تبياناً ويجعلها مثلاً قضية خاصة، ما هو يقول: تبياناً لكل شيء؟ هنا أيضاً برهان لكل شيء، برهان على كل شيء؛ لأن كل شيء لا يخرج عن كونه صح أو خطأ، عن كونه هدى أو ضلال، عن كونه حق أو باطل، لا يخرج شيء عن كونه هكذا.

فالقرآن يعتبر برهان على كل ما هو صواب، وكل ما هو حق، وكل ما هو هدى بطريقة مباشرة، وبطريقة يهدي إلى قضية تهدي إلى ألف قضية في إطارها) مديح القرآن الدرس الرابع.

 

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

 

ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر