دروس من هدي القرآن الكريم.
ملزمة الاسبوع=درس اليوم
درس الأحد
تابع... معرفة الله ... عظمة الله ... الدرس السادس
ألقاها الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه
🌳 نقاط هامة للمراجعة وربطها بالواقع
🌴 عندما قدم المتكلمون الله كغائب أدى هذا إلى إنفصال الأمة ذهنيا ليس عن الله وحده بل حتى عن أعلام الهدى كمصادر للهداية فاتجهوا للبحث عن الهداية من مصادر شتى.
🌴 تدخل الله تفهيم الله لسليمان في قضية بسيطة جدا دليل على أن الله لن يترك هداية عباده أبدا.
🌴 الله هو من يختار و يصطفي من يفهمه من أعلام دينه.
🌴 {الْبَاطِنُ} سبحانه وتعالى فيما يتعلق بذاته فلا تدركه الحواس، ولا يمكن أن تقف الأذهان منه على كيفية، ولا يمكن أن يُرى، ولا يمكن أن يُحس، ولا يُجَس، ولا يُمس.
🌴 من الذي يثق بالله؟. الذي يثق من يعش حضور الله في ذهنيته وشهادته على كل شيء، من يكرر تدبره في القرآن الكريم وتأمله في القرآن الكريم، ويلغي عبارات الآخرين القاصرة في مجال معرفته،
🌴 {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ}
معناها من ناحية
السياق
اللغة العربية
اللغة العامية
التنزيه لله
💐 مع الدرس نسأل الله الهداية
ونحن - كما قلنا سابقاً - لم نجد في القرآن الكريم آية واحدة بعد أن يذكر الله كثيراً من مظاهر خلقه, ومفردات هذا الكون فيقول: [أليس ذلك دليل على أني حي، أو على أني قادر]؟. أبداً يقول لك: {أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى} (القيامة:40) أي أليس مَن صنع هذا بقادر على أن يصنع هذا؟.لاحظوا حتى في [سورة الحج] لم يفْرُق بين الموضوع إلا حرف واحد هو حرف [الباء]: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (الحج:6) بعد أن ذكر في بيان الأدلة التي تقمع كل ذلك الريب الذي لدى المشركين في ما يتعلق بالبعث {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ}، لم يقل: ذلك أن الله هو الحق؛ فتوهم العبارة: أنه استدل على أنه حق بهذه الأشياء، فهي دلت على أنه حق. ذلك بسبب أنه هو الحق، بسبب أنه هو الحق كانت على هذا النحو. {وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}، أي ولأنه يحيى الموتى، ولأنه على كل شيء قدير.في آخر سورة [القيامة] قال تعالى: {أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى} (القيامة: 36-40) هل تستطيع أن تقول: أن ذلك هو إشارة إلى الله؟.. لا.. أليس هذا دليل على أن من قدر عليه هو قادر على أن يحيى الموتى، فيوجه الاستدلال إلى الفعل وليس إلى الدلالة عليه هو، من قدر على هذا قادرٌ على هذا، من صنع هذا قادر على صنع هذا, وهكذا تأتي.تجد أيضاً في [سورة هل أتاك حديث الغاشية] بنفس الأسلوب؛ بحيث لو لم تحمله على نفس الطريقة ستقول الاستدلال هذا غير منطقي. عندما قال - وهو يبين قدرته سبحانه وتعالى على البعث - : {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ}(الغاشية:1) القيامة.. إلى أن قال: {أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ}(الغاشية:17- 19) في مقام ماذا؟ في الاستدلال على أن هناك بعث، لا بد من بعث.ما العلاقة بين الجمل والجبل والسماء منطقياً - كترتيب مقدمات منطقية - وبين البعث؟ ما العلاقة بين قامة الجمل وارتفاعه وطول قوائمه وبين البعث؟. هل هناك علاقة؟ إلا من هذا القبيل: أن من قدر على هذا, وظهر في هذا حكمته وقدرته على كل شيء، هو قادر على هذا الشيء الآخر؛ فلهذا كان الجمل دليلاً على البعث, من حيث أن من قدر على صنع هذا الجمل, وعلى خلق هذا الجبل, وعلى رفع هذه السماء بما فيها من وضوح على أنه هناك قدرة لا حد لها، لا يعجزها شيء.. إذاً فالبعث ممكن, فهو قادر على أن يحيي الموتى، قادر على أن يبعث الناس من جديد. ترسخ هذا الأسلوب حتى لا نستطيع أن نخلص أنفسنا منه، ونحن نتحدث، ونحن نَعِظ، ونحن نرشد، نقول: [فدل على أن الله سبحانه وتعالى على كل شيء قدير، دل على أن الله كذا، ودل على أن الله..]، ونحن نستخدم هذه؟ ترسخت فينا بشكل رهيب، لكن هي خلاف أسلوب القرآن الكريم الذي يوجه نظرك إلى المقارنة بين الأفعال: ما في هذا من مظاهر يدل على أن من قدر عليه قادر على كذا, لا يأتي على هذا النحو: فدل على أنه قادر، فدل على أنه حكيم.فعلاً بأسلوبنا القاصر ممكن أن نستخدمها، ممكن أن نستخدمها، ولكن لأن الله هو الظاهر الذي حكم بأنه ظاهر, لا يحتاج إلى شيء يُسْتدَل به عليه، هو أظهر من كل شيء، هو أظهر من كل شيء، فلم يأتِ هو سبحانه وتعالى ليستخدم هذا الأسلوب الذي نستخدمه نحن: [فدل على أني على كل شيء قدير، دل على أني حكيم، فدل على..]، تأملوا هذه، هل
تجدوها في القرآن؟ لا أعتقد.وهي
قضية مهمة, قضية مهمة جداً: تذَكُّر حضور الله، وتذَكُّر شهادته هي الغاية المهمة من وراء كثير من الأذكار التي شرعت: التسبيح، التهليل، التكبير، التحميد، تذكر النعم، أن لا تنساه، أشياء كثيرة جداً كلها تصب في هذه الغاية هو: استشعار حضور الله سبحانه وتعالى وشهادته. فكيف نأتي في الكتب التي موضوعها هو: معرفة الله فنقدمه غائباً!، ما الذي حصل؟ بعد أن فهمناه غائباً وترسخ في مشاعرنا غائباً، انطلقنا نحن لنحكم أنه في الواقع غابت أعلام الهدى, فكل واحد منا فليقم ينظر هو من جديد يبحث عن خالقه، كل واحد يقوم ينظر ويجتهد يبحث عن ما هي الأحكام التي يدين الله بها؛ لأنه قُدِّمَ في الصورة: أن الله غاب من يوم مات نبيه (صلوات الله عليه وعلى آله) وانقطع الوحي فغاب.بينما هو يذكِّرنا بأنه لم يغب، في قصة عجيبة في القرآن الكريم قصة الغنم التي رعت الزرع في أيام سليمان حينما قال: {وَدَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ} (الأنبياء:78) لا حظوا العبارة هذه: {وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلّاً آتَيْنَا حُكْماً وَعِلْماً} (الأنبياء: من الآية79)فيأتي الآن مجتهدون وعلى طول تاريخ الإسلام ويتعاملون مع القضايا وكأن الله غائب, وكأنه ارتفع عن هذا العالم، وانقطع بانقطاع الوحي الاتصال به. هو يذكر أن قضية بسيطة: قضية غنم رعت قليل زرع، داود وسليمان، داود نبي وسليمان ابنه قبل أن يكون نبي، لكنهم من المصطفين الأخيار، وهم يجول في أذهانهم أو يتراددون الكلام كيف يحكمون فيها، الله قال: {وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ} ماذا؟ بالطبع بعد أن ترفع القضية إلى داود وسليمان بالطبع أن الذي يجول في خاطره هو: ما هو الحكم فيها؟ حتى وإن كان في قرارة نفسه مُربّى على أن ينتظر الوحي، هذا بالطبع يجول في نفسه، يتساءل كيف يكون الحكم فيها؟ هو نبي عن طريق الوحي يوحى إليه، وابنه سليمان من ورثة الكتاب هو ممن اصطُفي ليكون من ورثة الكتاب {فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ} ألم يقل الله: أنه تدخل هنا؛ بأنه شاهد؟ تدخل في الحكم في قضية زرع، رعته أغنام شخص آخر على شخص، فَهَّم الحكم في هذه القضية سليمان، هو يوحي إلى داود وهو أيضاً يفهم سليمان، فهو يوحي إلى أنبيائه وهو يفهم أعلام دينه.وهذا هو ما قاله [الإمام الناصر الأطروش] فيما حكى عنه شارح الأساس أنه يقول: ((أن الاجتهاد في القضايا هو من اختصاص أئمة أهل البيت)). وفعلاً، ولكن وفق الثقافة التي قُدمت في مجال معرفة الله قُدم غائباً، وارتفع عن هذا العالم، فحتى الإنسان يقوم هو يبحث حتى عن الله، حتى عن الله، كل واحد ينظر يدوِّر فين الله؟. كيف الله..الخ!!. هل يمكن في قضية زرع بسيطة أن يقول الله بأنه كان شاهداً {وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ}، هو لا يغيب، وأن يتدخل فيها ففهمها سليمان وهناك أبوه داود نبي، ولم تُترك المسألة للاجتهاد من قِبل هذا أو هذا، على الرغم من أنه {وَكُلّاً آتَيْنَا حُكْماً وَعِلْماً}، أليس هذا؟ بلغوا درجة الاجتهاد وزيادة، {وَكُلّاً آتَيْنَا حُكْماً وَعِلْماً}، لكن لا، هو من يتدخل، ثم يهمل هذه الأمة وهي ستواجه قضايا كبرى ومستجدات كثيرة جداً وأحداث رهيبة، وأحداث كبيرة، يتركها وهي آخر الأمم، ويبعث إليها نبياً واحداً ثم يقول: هذا خاتم الأنبياء، وكتاباً واحداً ثم يقول: هذا آخر الكتب، ثم يقفل الملف، وينطلق الناس كل واحد يبحث عن إلهه وعن ما يتعبد به؟!.. يهمل الأمة وهو لم يهمل واحد فلسطيني أو ماذا أصله؟ رعت أغنام صاحبه عليه قليل زرع، فتدخل هو في القضية، وقال: أنه هو شاهد على حكمهم، وأنه فهّم سليمان كيف يكون الحكم؛ لأنه شاهد، وهذه قضية فرعية طبعاً.. فرعية هذه [كل واحد يقول فيها: يا أخي مسموح]، وإلا يقول واحد فيها أطرف واحد با يقول له: [أعط له قليل حب بدل الحب الذي أكل منها]، أو بعبارات من هذه.فهو الشاهد، {أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} (فصلت: من الآية53) الله في القرآن الكريم يؤكد لنا بأنه شاهد على كل شيء, وحاضر على كل شيء، ولو أنه ترسخ في ذهنيتنا ما رسخه القرآن الكريم لتفادينا كثيراً من الإشكالات, وكثيراً من هذا الانحطاط الذي وصلنا فيه؛ لأنه بسبب أننا لم نثق بالله؛ لأن الله لم يعد له حضور في نفوسنا، لم يترسخ في أنفسنا شهادته، شهادته وحضوره، وهو يقول في آيات كثيرة يرسخ أنه على كل شيء شهيد: {أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ}.وهو: {الْبَاطِنُ} سبحانه وتعالى فيما يتعلق بذاته فلا تدركه الحواس، ولا يمكن أن تقف الأذهان منه على كيفية، ولا يمكن أن يُرى، ولا يمكن أن يُحس، ولا يُجَس، ولا يُمس.
{وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} هو باطن لكن لا يعني ذلك بأنه غائب عن الأشياء، لاحظ كيف تكرر هو ظاهر {وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} هو باطن فيما يتعلق بذاته سبحانه وتعالى, لا يمكن..
لا يمكن أن نتخيل له كيفية، ولا أن نقول بأن بإمكاننا أن نراه أو نلمسه أبداً.. أن نراه بأبصارنا {لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} (الأنعام:103) هو بكل شيء عليم.{هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} (الحديد: من الآية4) خلق السماوات والأرض، هذا العالم الكبير المترامي الأطراف - داخل هذا العالم - كما يقولون في هذا العصر وهم يقدرون المسافات ما بين الكواكب بملايين الأميال، ملايين الأميال المسافاتُ ما بين الكواكب داخل هذا العالم الواسع، {فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ} فيما يقدر بستة أيام من أيامنا، وإلا فليس هناك زمن، الزمن بالنسبة لنا في الأرض هو حركة الأرض التي يتألف معها الليل والنهار، حركة الليل والنهار، وحركة الأرض هذا هو الزمن.فهو قادر على كل شيء، من خلق السموات والأرض في ستة أيام هو قادر على كل شيء، أفلا يكون قادراً على أن ينجز لأوليائه ما وعدهم به في الدنيا؟! لكن من الذي يثق؟. الذي يثق من يعش حضور الله في ذهنيته وشهادته على كل شيء، من يكرر تدبره في القرآن الكريم وتأمله في القرآن الكريم، ويلغي عبارات الآخرين القاصرة في مجال معرفته، اللهم إلا من كان أسلوبه يدور حول أسلوب القرآن الكريم كأئمة أهل البيت القدامى الذين لم يتأثروا بالمعتزلة ولا بغيرهم، كالإمام الهادي والإمام القاسم بن إبراهيم، وفي ما نجد في [نهج البلاغة] من فقرات جميلة جداً في الحديث في مجال معرفة الله سبحانه وتعالى، هؤلاء هم من يَدُوْرُوا حول القرآن. {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ}الآيات من أولها هي تتحدث عن ماذا؟ عن عظمة الله سبحانه وتعالى، عن مظاهر قدرته العجيبة، هو خلق السماوات والأرض تحدث عن خلقها عن تكوينها، أليست هذه آية عظيمة على قدرته؟ على حكمته؟ وأنه وحده الذي له ملك السماوات والأرض؟. {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} نأتي إلى الحديث عن كلمة: {اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} بالمعنى الذي يقول الآخرون، أي: هناك عرش استوى عليه استواءً يليق بجلاله! انظر كيف ستهبط الآية إلى أحط مستوى؟ ما قيمة أن يقول الله لنا الله سبحانه وتعالى بأن هناك عرشاً هو يستوي عليه؟. ما قيمته بالنسبة لنا في مقام الدلالة على قدرته سبحانه وتعالى, على تدبيره، على حكمته، على عظمته وجلاله!. هل يمكن لأي شخص منا أن يتحدث بأن له سرير نوم [يرقد] عليه في بيته ما قيمة هذا؟ أن أقول: فلان عظيم وهو من أولياء الله وهو كذا وهو كذا ومعه أيضاً سرير في غرفته ينام عليه. هل لهذا الكلام قيمة؟. أو له كرسي في صالته يستوي عليه!. القرآن الكريم كل مفردة داخله لها أهميتها {كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ} (هود: من الآية1) يتحدث عن خلق السماوات والأرض ويقول: ولـه أيضاً عرش يجلس عليه! ما قيمة هذه في مجال حكمته؟ في مجال قدرته؟ في مجال ماذا؟ بل قد تستوحي منها على هذا النحو: بأنه [ثم تعب ورجع يرتاح قليل على الكرسي حقه] هذا في منطقنا نحن نقول هذا: [عملتُ إلى بعد العصر وعدت إلى البيت لأستريح فألقيت بنفسي على الكرسي] ألسنا نقول هكذا؟ حينئذٍ يكون كلامك على الكرسي في مكانه صحيح؟ لكن في الدلالة على ماذا؟ على التعب، أنك قد تعبت.{ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} عندما يقولون: هناك عرش، يعني: سرير أو كرسي، فالله استوى عليه. ولكن قالوا: كيف استوى عليه؟ هل جلس كذا أو كذا؟ قالوا: استواء يليق به، لكن ما الذي قد ثبت في الصورة؟. هو أن هناك عرش، والله جاء فوقه، [لكن ما درينا كيف يكون استواؤه فوقه؟]. أليس هذا الذي يحصل في الذهنية؟. هناك عرش وهناك جلس فوقه، على حد عبارة من يقولون استواء يليق به.كلمة: استوى على العرش تبين لك أن الله من حيث المبدأ خلق السماوات والأرض, كوّنها, لكن السماوات والأرض شؤونها واسعة، مملكة عظيمة، مملكة واسعة، شؤونها كثيرة جداً {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ} (الرحمن: من الآية29) {يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ} (السجدة: من الآية5) شؤون مملكته في اليوم الواحد ينجز فيها ما لا ينجز إلا في ألف سنة مما نعد، فهذا الكون الذي خلقه لم يخلقه ثم يرمي به هناك، خلقه ثم اتجه إلى تدبيره، إلى تدبير شئونه, تدبير شؤون هذا العالم الفسيح، وهذا هو ما يعبر عنه [بالعرش] الذي يعني: السلطان والمملكة.الاستواء على العرش معناه: ثم اتجه نحو تدبير شؤونه, هو خلقه ثم دبره، وجاء صريحاً هذا في أول [سورة يونس]، ومعظم ما تأتي عبارة: [استوى على العرش] تأتي في مقام عرض لمظاهر قدرته سبحانه وتعالى ففي أول [سورة يونس] يقول تعالى: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ} (يونس: من الآية3) يدبر الأمر..
وهم يقولون: [استواء يليق به، وفي الأثر: استواء يليق به!!] وأينما وصلنا عند: [استوى على العرش]: استواء يليق به!فهم مغلوط للقرآن، بل حط، حط لعظمة القرآن وحكمته. أي: أنه خلق وعندما خلق هذا الكون الفسيح ذو الشؤون، ذو الشؤون الكثيرة لم يتخلّ عنه، هو وليه، هو ملكه، هو من يدبر أمره، هو حكيم، هو حكيم لا يخلق شيئاً هناك ثم يرم به، ثم ما عاد له حاجة منه.اتجه إلى تدبير شؤونه, وهذا ما يعني في اللغة العربية, العرب يسمّون المُلك والسلطان ولاية الأمر يسموها العرش، عرش المملكة، هو أساساً مأخوذ - في لغة العرب, وفيما هو معروف - من الأشياء عند الملوك هو أن يكون للملك عرش يجلس عليه، لا يجلس عليه إلا الملك، حتى ولي العهد يكون له مقام آخر، هذا العرش الذي هو أصله كرسي، كرسي مزخرف كبير مفخم، يضفي على الْمَلِك هيبة أيضاً. عرش، عرش تكرر في الذهنية استخدام [عرش .. عرش..] ثم أصبحت العبارة تعني: المملكة والملك.والقرآن الكريم هو قرآن عربي, هو قرآن عربي، بلسان العرب, وبأساليب العرب يتحدث، فقال: هو خلق هذا العالم السموات والأرض، ثم اتجه نحو تدبير شؤونها؛ لأنه ملكها، عبر عن المسألة بالعبارة المعروفة لدى العرب [الاستواء على العرش].أذكر أنه في الأردن قبل فترة طُبِع دينار أردني مكتوب فيه: [بمناسبة مرور خمسة وعشرين عاما من الاستواء على العرش] أو بعبارة تشبه هذه، في الدينار الأردني طبعوه, معروف إلى الآن. ألسنا نقول: أن المسؤول همه الكرسي، ماذا تعني هذه، عبارة [كرسي]؟ المنصب، المقام، الرتبة التي هو فيها، لا تزال الكلمة معروفة لدينا إلى الآن تستعمل، التعبير عن الملك, عن المنصب, عن المقام بما هو عادة يكون متوفراً لدى الملوك ولدى المسؤولين، فنقول: الرئيس ما همه إلا الكرسي, رئيس الوزراء همه الكرسي، وزير الخارجية همه الكرسي، ألسنا نحن نقول هكذا؟. الذي يسمعك تقول ما همه إلا الكرسي، هل ممكن أن يقول لك: [يا أخي نحن سنبحث له عن كرسي ونوصله إلى بيته من غير أن يزعجنا]، هل أحد سيقول كذا؟. لا أحد يقول لك هذا، هو فاهم أنه يعني: همه المنصب, همه الملك، همه الزعامة.{إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ} مثل عبارة سورة الحديد {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ}(يونس3) تذكرك نفس الآيات في [سورة الحديد]. بما هو بمعنى: يدبر الأمر الذي جاء في [سورة يونس]
اسئله اجوبتها في درس اليوم
١_تحدث بإيجاز حول:
=اسلوب القرآن:
*الذي يوجه نظرك الى المقارنه بين الافعال:
*ويوجه الاستدلال الى الفعل وليس
_الى الدلاله عليه(أليس ذلك بقادرا" على أن يحيي الموتى)
(ذلك بأن الله هو الحق وأنه يحيي الموتى وأنه على كل شيء قدير)
+الله:
_هو الظاهر الذي حكم بأنه ظاهر لا
_يحتاج الى شيء يستدل به عليه
_هو اظهر من كل شيء
=الغاية المهمة من وراء كثير من الاذكار
_التي شرعت:التسبيح ،التهليل ،التكبير ،التحميد
_تذكر النعم اشياء كثيره جدا كلها تصب
_في تذكر حضور الله سبحانة وتعالى وتذكر شهادته
+فهو:
_الذي يوحي الى انبيائه ويفهم اعلام دينه
_وهو من يتدخل
+ففي:
_قصة سيدنا سليمان عليه السلام لم يترك
_المسأله للاجتهاد على الرغم من انهم بلغوا درجة الاجتهاد وزيادة
_(وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث
_إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين
_ففهمناها سليمان وكلا" آتينا حكما" وعلما")
=يؤكد لنا الله في القرآن بأنه شاهد
_على كل شيء وحاضر على كل شيء
_(أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد)
+ولو انه:
_ترسخ في ذهنيتنا ما رسخه القرآن
_لتفادينا كثيرا" من الاشكالات وكثيرا"
_من هذا الإنحطاط الذي وصلنا فيه
+لأنه:
_بسسب اننا لم نثق بالله ولم يعد لله
_حضور في نفوسنا لم يترسخ في انفسنا
_شهادته وحضوره
=وهو(الباطن)سبحانه وتعالى لا تدركه
_الحواس ولا يمكن ان تقف الأذهان منه
_على كيفيه ولا يمكن ان يرى ولا يمكن ان يحس
_ولا يجس ولا يمس(وهو بكل شيء عليم)
+هو:
_باطن لكن لا يعني ذلك بأنه غائب
_عن الاشياء كما يدعي بعض المجتهدين
+هو باطن:
_فيما يتعلق بذاته سبحانه لا يمكن
_ان نتخيل له كيفيه ولا ان نقول بأن
_بامكاننا ان نراه او نلمسه ابدا
(لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير)
=من يكرر تدبره في القرآن وتأمله
_ويلغي عبارات الآخرين القاصره في مجال
_معرفة الله إلا من كان اسلوبه يدور حول اسلوب
_القرآن كأئمة اهل البيت القدامى الذين لم يتأثروا بالمعتزله ولا بغيرهم
_كالإمام الهادي والقاسم بن ابراهيم عليهم السلام
_وفيما نجد في نهج البلاغة من فقرات جميله جدا
_في الحديث في مجال معرفة الله سبحانه
_هولاء هم من يدوروا حول القرآن
=(ثم استوى على العرش) :
_ويعني(بالعرش):السلطان والمملكه
_(الاستواء على العرش معناها:
تدبير شئون هذا العالم الفسيح وما فيه من مخلوقات
_خلقه ثم دبره وهي تأتي في مقام عرض
_لمظاهر قدرته سبحانه وتعالى
٢_ناقش الأتي:
=اسلوب القرآن الذي يدل على حضور الله وشهادته على كل شيء
=الاجتهاد القاصرة في مجال معرفة الله واعتبار ان الله غائب وانقطع مع الوحي
=اغلق الله باب الاجتهاد..فهو يوحي الى انبيائه ويفهم اعلام دينه
#وهيئ لي من امري رشدا