غازي منير
لم تدم نشوة “إسرائيل” طويلًا باغتيال سيد الجهاد والمقاومة السيد حسن نصر الله، فسرعان ما أتت عملية شجاعة وقوية نفذتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية تمثلت بدك يافا والأراضي الفلسطينية المحتلّة بـ200 صاروخ باليستي ردًّا على استشهاد الشهيد القائد الكبير إسماعيل هنية والشهيد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله.
جاءت هذه العملية المهمة والحساسة في توقيت حرج للغاية لتعيد الروح المعنوية للشعوب العربية ولكبح جماح الغطرسة الإسرائيلية بعد استشهاد بعض القادة.
كشفت هذه العملية ضعف وهشاشة الكيان الصهيوني الغاصب وعدم جدوائية قبته الحديدية ودفاعات أمريكا الجوية، لقد شاهد العالم الصواريخ تمطر على منشآت إسرائيل.
وقد كشفت هذه العملية العديد من الحقائق أهمها:-
– جرأة وشجاعة النظام الإيراني واقتدار جيشه على شن عمليات استهداف كبرى.
-دعم وتمسك إيران بمحور المقاومة حتى وإن أقحمت بحرب غير آبهة برد الفعل الإسرائيلي والأمريكي وإعلان استعدادها لتقديم التضحيات؛ مِن أجلِه وأن مصالحها ليست أغلى منه.
– ضعف وهشاشة الكيان الصهيوني الغاصب بكل ما يمتلكه من ترسانة سلاح حديثة ومتطورة وبكل ما يتلقاه من مساندة ودعم أمريكي وغربي.
– ديمومة وحدة الساحات وتأكيد أنها ما زالت على قدم وساق وأنها لا ولن تسقط كما يروج العملاء حتى لو أَدَّت إلى نشوب حرب إقليمية شاملة.
– فرح أطفال ونساء وأهالي غزة والشارع العربي.
– الولاء المطلق من بعض الأنظمة العربية لدرجة المشاركة في الدفاع عن “إسرائيل” وحمايتها.
– وجود حالات نشاز من بعض شذاذ الآفاق المنتمين للعرب مع الأسف الشديد فهم يفرحون حين تفرح “إسرائيل” ويحزن العرب ويستاؤون لاستيائها.
وبعد كُـلّ هذا يبدو أننا في شرق أوسط جديد فعلًا سيدمي أفئدة “إسرائيل” ويشفي قلوب المؤمنين المقاومين من بعد بؤسهم وصبرهم ومقاومتهم وتضحياتهم ولن يكون لـ “إسرائيل” فيه موطئ قدم فقد فقدت الأُمَّــة عظماءها ودماؤهم الطاهرة والزكية ستجرف وتجتث جذور الكيان الصهيوني الغاصب من المنطقة بإذن الله.