مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

عندما وقف ‹عليه السلام› يدعو إلى بيعته عاهدهم على الآتي:
أيها الناس إني اشترط لكم أربعاً على نفسي:
1- الحكم بكتاب الله وسنة نبيه‹صلى الله عليه وعلى آله وسلم›.
2- والأثرة لكم على نفسي فيما جعله الله بيني وبينكم، أؤثركم ولا أتفضل عليكم.
3- وأقدمكم عند العطاء قبلي.
4- وأتقدم أمامكم عند لقاء عدوي وعدوكم بنفسي.
وأشترط لنفسي عليكم اثنتين:
1- النصيحة لله سبحانه ولي في السر والعلن.
2- والطاعة لأمري في كل حالاتكم ما أطعت الله فيكم، فإن خالفت طاعة الله عز وجل فلا طاعة لي عليكم، وإن ملت وعدلت عن كتاب الله فلا حجة لي عليكم
(قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) [يوسف:108].
يقول الشيخ أبو زهرة بعد أن أورد نص البيعة: ومن هذا البيان الذي قدم بيعته ومن عدة بيانات أخرى على هذا المنهاج يتبين أن أعظم مقاصده إقامة حكم إسلامي، وجمع كلمة المسلمين على كتاب الله تعالى وسنة نبيه ‹صلى الله عليه وعلى آله وسلم›، وقد كان يسعى جهده لجمع شمل المسلمين وإصلاح أمورهم فيما بينهم ويروى في ذلك أنه كان يقول: «لوددت أن الله أصلح هذه الأمة وإني جعت يوما وشبعت يوما» وبهذا يتبين أنه ما كان يطلب الملك ولكن كان يطلب إصلاح أمر المسلمين وإحياء الشريعة وفرض سلطانها.
وبعد أن استقر في صعدة اتجه إلى أمرين:
أحدهما: جمع اليمن وما جاورها على حكم واحد، والقضاء على التفرق بها، وقد جاهد في ذلك جهاداً شديداً وحارب المبتدعين وأهل الأهواء حتى استقر لحكمه أكثرها.
والأمر الثاني: توزيع العدالة الحقيقية بين ربوع اليمن ليكون الاطمئنان والاستقرار، فلا يطمئن الناس إلا إلى حكم عادل يشعرون فيه بالعدالة، وقد عمل على نشر العدالة بكل شعبها وعلى رأسها العدالة الاجتماعية) .
ولقد قضى الإمام الهادي ‹عليه السلام› عمره لتلك الغاية النبيلة التي أعلنها في مبدأ أمره، عاش حياته كلها جهاداً ونصباً، لم يدخر لنفسه فيها درهماً ولا ديناراً، ولم يسع لملك ولا سلطان، وما تناقضت أفعاله مع أقواله يوماً من الأيام، وإنما ظلت حياته كلها نسقاً واحداً، ونغماً صادقاً منذ أن خرج لإعلاء كلمة الحق حتى لقي الله ) وكان يقول ‹عليه السلام›: «والله لوددت أن الله أصلح الإسلام بي وأن يدي معلقة بالثريا ثم أهوي إلى الأرض فلا أصل إلا قطعاً».
لقد عمل الإمام الهادي ‹عليه السلام› منذ لحظة وصوله على إنهاء النزاع الدائم بين القبائل اليمنية وركز جهوده على إنهاء حالة التوتر القائمة في البلاد والتمزق الاجتماعي والسياسي فأوقف النزاع القائم بين (الأكيليين والفاطميين) وأصلح بين القبائل المتقاتلة في نجران وهمدان وغيرها من القبائل وكان نجاح الهادي في الإصلاح بين القبائل يزيد من شعبيته ورصيده السياسي وحقَّق تقدُّماً لافتاً في صعدة ونجران وما حولهما.

وقد شجعه هذا على المضي قدماً في مشروعه السياسي وضم المناطق الأخرى التي لم تكن تبدي مقاومة تذكر أو يفتحها فتحاً سياسياً؛ فدخل شبام عاصمة اليعفريين بدون قتال، ومنها تحرك إلى صنعاء التي سلمت له راضية، ولم يكن يقيم الهادي في أي منطقة يدخلها إلا ريثما يرتب أوضاعها ويعالج ما يحتاج منها لمعالجة شرعية وقانونية؛ ولذلك لم يتأخر في صنعاء ليتحرك جنوباً إلى ذمار التي بايعت الهادي وفي غضون أربعة أعوام حقق الهادي إنجازاً سياسياً يعد قياسياً بلحظ ظروف اليمن الاجتماعية والاقتصادية وأصبحت دولته تضم الجزء الأكبر من اليمن وتمتد من نجران شمالاً إلى عدن جنوباً كما جاء في بعض الروايات .


من كتيب "الإمـام الهـادي (علية السلام) صورة مُوجزة " للاستاذ يحيى قاسم ابو عواضه


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر