كلمات الشاعر / علي النعمي
أقـول لعاشـوراء حيـن أقابلـه
وقد فجع الدنيا ونائت كلاكله
أقم في شغاف القلب مدرسة الفدى
وعــزز معانيها بمـا أنـت حامــله
ففي وحي عاشورا دروسٌ وعبرةٌ
ومـدرسـةٌ كبـرى فـمن ذا يسائـله
وحسبك في النهج الجهادي قدوة
ًحسينٌ ومن ذا في الشموخ يطاوله
وماذا جرى في الطف أي فجيعةٍ
وأي مصـــاب بـالطفــوف نقابـله
وأيّــة مـأســـاة لآل محــــمـدٍ
بها طُمسَ الإسلام وانهار كاهله
بوحشيةٍ لم يعرف الكفر مثلها
ولا اشتملت يومًا عليها شمائله
تغيـر وجـه الديـن بعـد محـمدٍ
وفي يوم عاشورا أصيبت مقاتله
خـليلي هل مـن ناصــرٍ لمحمدٍ
وعتــرته إن الكثيـر لخـــاذلـه
وهل لرسول الله يا صاح منصفٌ
ببعض احترامٍ في بنيه يعامله
أتحت غطاء الدين يُقتل سبطه
وفي ساحة الإسلام تُسبى عوائله
وهل ترتجي منه الشفاعة أمةٌ
برأس حسينٍ في المعاد تقابله
وما كان من جرمٍ لدى السبط إنما
قــرابتــه مـن جــده وفضــائــله
هنا عبرة للمسلميــن وعَبـــرة
تجود بها الأيام وهي ثواكله
هنا الظلم والطاغوت والرجس والخنا
أحاطت بأولاد النبي جحافله
هنا أمة ضلت بُعيدَ نبيها
وحسبك من نهج الضلال دلائله
بأمر الدعي ابن الدعي تحركت
جيوشا الى سبط النبي تقاتله
وتسقي يزيد الخمر من كل كرمة
إلى فـمـه عــلًّا ونهـلًا تنـاولـه
وما سمحت لابن النبي بشربةٍ
من الماء يوم الطف وهو يحاوله
وقد أخذت في كربلاء بكظمه
ومن قبل كانت بالقدوم تراسله
كأن لم يكن فيها نبيٌّ ولا هدىً
ولا أتحفتها من علي محافله
فلا كان من دهر على آل أحمد
وعترته الأطهار دارت نوازله
ولا كان من ماض تمادت ولم تزل
على آخر الأجيال تجني أوائله
لماذا نغض الطرف عن يوم كربلا
ولم تغض عن قتل الرضيع حرامله
وحتام نبقى في الضلال وعندنا
رصيدٌ من الأحداث تغلي مراجله
ونبقى حيارى عندنا ألف كربلا
وألف يزيد كربلتنا قنابله
ونحمل نفسيات من سمع الهدى
فأعقبه تفريطه وتخاذله
فأصبح يومًا والضلال يسوقه
إلى كربلا نحو الحسين يصاوله
وحتام نجثو عند مأساة كربلا
بكيًّا ولا يجدي من الدمع وابله
إذا بقيت أسبابها ودروسها
وعبرتها الأمر الذي نتجاهله
ونحن نعيش اليوم أسباب كربلا
يخاتلنا تأويلها ونخاتله
فيا أمة الإسلام هل من دراسة
لتأريخنا إن الكثير لجاهله
لنزداد إيمانا ووعيا وحكمة
من الذكر والأحداث فهي مناهله
ونسأل ماضينا وحاضرنا الذي
نعايشه من أين جاءت مشاكله
فما كان يوم الطف ناتج صدفة
فتطويه من بعد الشروق أصائله
ولكنْ نتاجٌ للسقيفة لم تزل
على أمة الإسلام تجري غوائله
وأمتنا تدري بمن سبب الشقا
ولكنها تغضي له وتجامله
لقد مددوها في السقيفة إذ غدا
يمد يد الفوضى الى تيم عاهله
ولولا انحرافات السقيف لما أتى
يزيدٌ ولا دالت عليها دوائله
ولا قال من بعد الحسين تشفيًّا
ألا ليت أشياخي ببدرٍ تعادله
وكل ضلال كان أو هو كائنٌ
تراه من التفريط كانت مداخله
لقد آن أن نسعى لتصحيح وضعنا
فذلك وضع لا تطاق نوازله
ونخلع أسباب الشقا عن ظهورنا
ليسقط عجل السامري وجاعله
وإن الذي مازال منا مفرطًا
متيحًا لأمريكا المجال تخاذله
لأسوأ ممن هيأ الساح آنفًا
ليحكمها يومًا يزيدٌ وعامله
وأسوأ ممن قاتل السبط ناظر
(موديلًا) من الأحداث جهرًا يقابله
ومن لم يكن للحق فيه تحركٌ
يحركْه جنديًّا لصهيونَ باطلُه
أرى كل من والى أمية طوحت
به تحت أقدام اليهود رذائله
ومن زاغ عن آل النبي محمد
وأعرض عنهم فاليهود بدائله
ومن لم يكن للأرتقاء مشمرا
تراجع مذموما وقل تفاعله
ومن حاد عن درب الجهاد فإنه
سيصبح مفعولا وصهيون فاعله
ومن لم يكن في أمره ذا بصيرةٍ
أضلته أمريكا وتاهت مراحله
ولا سيما أن النفاق تطورت
أساليبه في خبثها ووسائله
وما الناس الا مؤمن أو منافق
صريح على كلٍ تدل فعائله
وهذا زمانٌ للحقائق كاشفٌ
فحتام نبقى بالظنون نجادله
يُلام لدينا خاذل السبط يومها
وما زال في الأجيال يُلعن قاتله
ونحن نعيش الوضع والحالة التي
تحلى بها رامي الحسين وخاذله
نشاهد يوميًّا حسينًا وكربلا
على ساحة الإسلام تجري مقاتله
خذلنا حسينًا ألف عامٍ فلم يمت
ولا خضعت للضيم يومًا قوافله
وتالله ما مات الحسين وإنما
تدفق صبحًا واستمرت مشاعله
فمن كربلاء الطف شعّت سيوفه
ومن كربلا مرّان شبّت جرامله
سقى دمه أرض الفرات فأقفرت
وأثمر في الشعب اليماني وابله
إباءً ومشروعا شموخا وثورةً
ونهجا على إثر الحسين نواصله
وروحية في روح كل مجاهد
تهز عروش الظالمين زوامله
مع السيد ابن البدر نمضي وشعبنا
على الوعي والإيمان يشتد كاهله
بمشروع دين الله تعلو جباهنا
ويشقى بمشروع الصهاين حامله
ألا قل لأمريكا وصهيون قل لهم
وبلغ سعودًا ما أنا اليوم قائله
مضى زمن التفريط والذل وانقضى
وهذا زمان النصر نحن عوامله
صحا يمن الإيمان وعيًا وحكمة
وثارت على نهج الحسين قبائله