الشاعر/حميد الغزالي
البحرُ في غربِ السَّعيدَةِ يهدرٌ
بالموجِ في تلك الشُّطُوطِ ويزأر
غَضَباً وإِعْصَاراً يموجُ وَأَزْيَبُ
وعواصفٌ تُدْمِي وريحٌ صَرْصَرُ
شَطَطاً، وميناءُ المخاءِ خنادقٌ
ومواقدٌ تشوي الغزاةَ وتُسْعِرُ
وحَصَى السَّواحلِ والصخورِ وحولَها
صَدَفُ الشواطئ بالعِدَى تتَفجَّرُ
والرَّعْدُ يقذفُ بالصواعقِ فوقهم
تشوي أساطيلَ الغزاةِ وتُصْهِرُ
والجيشُ والأنصارُ في شطآنه
صفٌ كأطرافِ البنانِ تسطَّروا
نَفَروا يثيرونَ الغُبَارَ بِعَدِّهم
وَعِتَادِهم وإِلى المواقعِ شَمَّروا
يَثِبون كالآسَادِ نحوَ عدُوِّهم
وثْباً ليفترسونهم ويقهقروا
ويَهُبُّ كلُّ غِضَنفرٍ عن حِنْكَةٍ
كالرِّيحِ يفتكُ بالغزاة ويعقرُ
نَصَبوا الخنادقَ والكمائنَ للعِدَى
وعلى المتارسَ والتِّبَابِ تعسكروا
والموتُ في ذو بابِ فاتحٌ ثغرِهِ
يدْوِي بإعصَارِ الرياحِ ويعصِرُ
باللهِ ياذو باب نَبِّئْهم بِما
خَبَّأتَ مِنْ عِبَرٍ لمَن يتعَبَّرُ
وارسمْ على كلِّ الشُّطُوطِ مُحَذِّراً
خَطَّاً عريضَاً” ياعَتَاولُةُ احذروا ” !
واكتبْ على الأسوار dengr مٌنذِراً
” لا تقربوا ” فالسُّورُ خَطٌّ أحمرُ
مَن يقتربْ من بحرِنا مُتعَمِّداً
رُكْبَ المخاطرِ بالشَّوَى يتَجَمَّرُ
قسماً عظيماً أنْ نمرغَ أنفَهم
في البحرِ والشُّطآن حتى يُدْحَروا
سيَرَون أهوالَ القيامةِ فوقه
وعلى شواطئه يكونُ المحشَرُ
وسيشهدون المعجزاتِ وَضَرْبَنَا
بعصاةِ موسى اليَمَّ كي يتغرغروا
وسنجعل الطَّودَين يهضِمُ بعضَهم
والبعضُ في حِمَمِ القذائفِ يُسْجَرُ
ونْكِيلُ من باعوا النفوسَ بِدِرهمٍ
قصفاً وتنكيلاً بهم ومَنِ اشتروا
سنريهم الآياتِ في آفاقنا
والمعجزاتِ الخالداتِ ليبصروا
ونذيقهم وَيلَ التحدي قابلاً
فإذا تمادوا بالعِدَى لن يُعْذَروا
يمنُ البواسلِ : صخْرُها ورمالُها
وبحارُها للطامعينَ المَقْبرُ
يمنُ الحضارةِ قوَّةٌ لا تُقْهَرُ
وجهنمٌ تهْوِي بمن يَسْتعمرُ
أبناؤها شُمُّ الأنوفِ أعزَّةٌ
وترابُها بين المَوَاطنِ مِشْعَرُ
فالشعبُ أقسمَ أن يطهر أرضه
شِبْراً فشِبراً بالدِّمَا ويحرِّرُ
لسنا الأذلَّةَ للغزاةِ ولم نَكُنْ
يوماً فنُغْزَى صاغرين ونُحْصَرُ