معنى هذا: أنَّ رسالة الله المتمثلة بالإسلام في حقيقته، وليس بالشكل المزيف والمحرف، في حقيقته التي يقدِّمها القرآن، والتي طبَّقها الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- وتحرَّك بها، هو يمثِّل عامل خيرٍ، ومشروع خيرٍ ونجاح وفلاح وصلاح لحياة الناس، لحياة أي أمةٍ تتمسك به، وتلتزم به، وتتحرك على أساسه، مشروع حرية، استقلال، كرامة، قوة؛ لأنه مشروع عظيم في أصله، ولأنه مشروع يصلنا بالله -سبحانه وتعالى- الله هو -جلَّ شأنه- الذي قال: {يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}[التوبة: الآية32]، (وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) يدخل تحتها: كل المساعي، والمحاولات، والمؤامرات، والمكائد، والأعمال، والجهود، التي يبذلونها لإطفاء هذا النور، يفشلون في ذلك كله، تتلاشى، تنهار كل تلك المحاولات أمام أي أمة تتمسك بهذا النور، تهتدي به، تتحرك به، تسير في حياتها على أساسه.
{هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ}، هذا مضمون الرسالة الإلهية (الهدى، ودين الحق)، {لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ}، هذا وعد من الله بالظهور، ويعني ذلك ظهور الأمة التي تتمسك بهذا الهدى كما هو، بعيداً عن الزيف والضلال المحسوب عليه وليس منه، الأمة التي تتمسك بدين الحق، ولا تدخل فيه شيئاً من الباطل، ولا تزاحمه بباطل تستورده من هنا أو هناك، أو يأتيها من هنا أو هناك، هذا الهدى ودين الحق إذا تمسَّكت به أمة فهو موعودٌ من الله بالظهور، وتظهر الأمة التي تتمسك به، {لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ}، ويدخل في هذا الكره كل الحروب والمحاولات التي تسعى إلى منع ظهوره، التي تحاول أن تعمل على القضاء عليه، صلة بالله -سبحانه وتعالى- عنصر خير، عنصر قوة مهم جدًّا، ولهذا يخطئ البعض من المسلمين في هذا الزمن عندما يبحثون عن بدائل للخلاص من هذا الواقع المليء بالمشاكل والأزمات، وتحت ضغط التحديات الخارجية، يبحثون عن بدائل من هنا أو هنا… |لا|
نحن عندما نعود إلى الإسلام كما هو في مشروعه العظيم، عندما نعود إلى القرآن الكريم عودةً صحيحة للاهتداء به كما هو، من دون تزييف، من دون تضليل، ونعود إلى الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- في حركته بهذا القرآن، بهذا الهدى كما هو، بعيداً عن كل ما أتى من الزيف والتضليل المحسوب على الإسلام، المحسوب على الرسول باسم أنه من السنة، وهو مكذوب على الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- عندما نأتي إلى الهدى، عندما نأتي إلى دين الحق، عندما نهتدي بهذا الهدى ونتحرك بهذا الدين الحق؛ نظهر، ننتصر، نقوى في مواجهة كل التحديات، نعالج الكثير من مشاكلنا، يمثِّل الحل لكثيرٍ من مشاكلنا التي نعيشها كأمةٍ مسلمة، هذا هو التوجه الصحيح.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
المحاضرة الثالثة: بمناسبة الهجرة النبوية 1441هـ