كشَفَ الواقعُ أن اللوبيَّ اليهودي الصهيوني الذي له كُلُّ هذا النفوذ في العالم وهو نفوذٌ نتيجةَ عملٍ متراكِمٍ على مدى قرونٍ من الزمن، جُهد وعمل وخطَط بعيدة المدى اشتغل عليها جيلاً بعد جيل حتى وصل إِلَـى هذه التنجية إِلَـى هذا المستوى من النفوذ الكبير والتأثير الكبير في السياسة العالمية في التوجه العالمي أصبح اليوم النفوذ اليهودي الصهيوني والتأثير اليهودي الصهيوني أصبح عالمياً، أصبح شاملاً، وأصبح فاعلاً إِلَـى حد كبير هذا كله بقدر ما أثّر في واقع المسلمين أثر في واقع العالم كُلّ العالم، اخترق المجتمعات الغربية، واخترق أَيْضاً مجتمعاتنا الإسْـلَامية.
واليوم نجدُ ما يفعله في واقعنا العربي أن أول مكامن خطورة اللوبي اليهودي الإسْرَائيْلي الصهيوني هي في قدرته الرهيبة على التَّضْلِيْل والخداع والتطويع ولعلّ هذا من أَكْبَر ما أعطاه التأثير الكبير في واقع العالم في السياسة العالمية في واقع مختلف الشعوب ومختلف الدول في الكيانات الكبرى في العالم قُدرة هائلة على الاختراق وقدرة هائلة على التأثير في السياسات والمواقف وعلى كُلّ المستويات إن أردت على المستوى السياسي أَوْ الاقتصادي أَوْ على المستوى العسكري وهو الذي يهندس للكثير من الحروب كما هو الذي يهندس للكثير من الأَزمَات الاقتصادية يؤثر في السياسة ويؤثر في الاقتصاد ويؤثر على مستوى التوجه العام في الواقع العالمي.
هذه القُدرة الرهيبة على التَّضْلِيْل والاختراق والتطويع أن يحول الآخرين إِلَـى مطيعين له، بل أحياناً إِلَـى أن يدفع بهم أَوْ بعض الكيانات بأن تتسابق فيما بينها مَن ينجز أَوْ ينفذ بعضَ المؤامرات وَالمكائد بعض المشاريع وَالأجندة التي هي في حقيقة الحال لصالحه هو فيقدمها إِلَـى الآخرين ويجدها أَوْ أحياناً يصنعها في داخل الآخرين في داخل كياناتهم ويوصلها إِلَـى ذوي القرار منهم حتى تصبح بالنسبة لهم أملاً كبيراً وأملاً مغرياً فيتَحَـرّكون بكل ما يستطيعون من أجل انجازها.
نحن في واقعنا الإسْـلَامي الله سُبْحَانَهُ وَتَعَــالَـى تحدث كثيراً في القُـرْآن الكريم عن هذه الجهة التي تمثل خطورة بالغة علينا كمسلمين وعلى الواقع العالمي من حولها تحدث عن هذه الطائفة في مخططاتها في مؤامرتها، ومن ضمن ذلك قوله سُبْحَانَهُ وَتَعَــالَـى {ودَّتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ} وبالتأكيد تحت هذا الود تحت هذه الرغبة تحته إرادة تحته مشاريع عمل تحته مؤامرات تحته أنشطه برامج كثيرة عمل واسع لو يضلونكم.
وبالمفهوم أَوْ بالمعنى العربي للضلال الضياع في كُلّ المجالات هنا تُشخَّصُ لنا في القُـرْآن الكريم السياسة الرئيسية التي تعتمد عليها أَوْ يعتمد عليها ذلك العدو الذي يمثل خطورة بالغة على الأُمَّــة أنه يسعى إِلَـى تَضْلِيْل الأُمَّــة في كُلّ شيء إِلَـى ضياعها في كُلّ شيء على المستوى السياسي على المستوى الاقتصادي وعلى كُلّ المستويات ويعمل من أجل ذلك الكثير والكثير والكثير من أخطر ما يتملكه في قُدرة على التَّضْلِيْل وعلى الخداع وعلى صناعة الرأي العام وعلى التوجهات وعلى التصوُّرات وعلى صناعات نظرة معيّنة غبية وحمقى تجاه الكثير من الأحداث، قدرته على أن يصنع الحدث وعلى أن يوظِّفَ الحدثَ ويستغل الحدث كما يشاء ويريد ونحن نجد في مثل أحداث الحادي عشر من سبتمبر بالتأكيد صنع هذا الحدث ووظّفه إِلَـى أعلى مستوى.
النكبات التي حلت بعالمنا الإسْـلَامي وإلى اليوم أليست نكبات كبيرة؟ التبعات الهائلة تحت ذلك العنوان وباسم ذلك الحدث على هذه الأُمَّــة؟، ألم تصل بالأمة إِلَـى هذا الواقع المأساوي والكارثي إِلَـى هذه الأَزمَات المتفاقمة.
بلى
يصنع الحدث بمسمى القاعدة وبما فرخ فيما بعدُ من تشكيلات ومسميات عن القاعدة، داعش، وتشكيلات كثيرة ومسميات كثيرة نسمعها في وسائل الاعلام يومياً، اليوم أي دورٍ تؤديه هذه المسميات هذه التشكيلات بأنشطتها العدائية والإجْــرَامية في داخل أمتنا لمصلحة من تعمل ثم كيف هو التعاطي الغربي سواء من جانب الأَمريكيين أَوْ من جانب حلفائهم أَوْ ما هو واقع إسْرَائيْل تجاه كُلّ هذه الأحداث ما الذي تهددها من خطر تجاه هذه الأحداث.
قليلٌ من التفهم، قليلٌ من التأمل تصنعُ عند الإنْسَـان يقيناً تاماً وبصيرةً عالية أن كُلّ هذه لعبة، صحيحٌ أدوات من داخل الأمة، الكثير الآلاف المؤلفة مِمَّن ينتمون إِلَـى الإسْـلَام والبعض منهم قد يكون مخدوعاً قد ينطلق وهو يتفانى ويستبسل لمصلحة من يعمل حتى البعض قد يفجِّرُ نفسه وهو ينفذ عملية انتحارية في سوق أَوْ في مسجد أَوْ في مدرسة أَوْ في أي مكان يستهدف المسلمين الآمنين المظلومين، هو لا يدرك أين هو ماذا يفعل لمصلحة مَن يفعل ما يفعل ويضحّي لخدمة من.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من خطاب السيد عبد الملك الحوثي بمناسبة ذكرى الشهيد القائد 1437هـ