يقدّم السّيد رؤية قرآنيّة في ميدان الصّراع والقتال تقوم على أساس هدى الله, وأن يكون الصّراع تحت عنوان سبيله الله, ومن أجل دينه, فعند قوله تعالى: ﴿وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللهِ ﴾[البقرة:190] يقول السيد: ( هذه قضيه هامة وقضية مؤكد عليها في القرآن الكريم بشكل كبير أن يكون الناس كل ما يدخلون في صراع أن يدخلوا فيه على أساس هدى الله, وليكن في سبيله, على الطريقة التي رسمها, ومن أجله, وله) سورة البقرة الدرس التاسع.
ويؤكّد السّيد على ضرورة أن تترسّخ هذه القضية لدينا فتكون انطلاقتنا هي تحت عنوان القتال في سبيل الله, وأن تكون هذه هي قضيّة أساسيّة ورئيسية لدينا, حتّى ولو كان الإنسان يدافع عن بيته, أو أرضه, فلا بدّ أن يكون تحت عنوان القتال في سبيل الله, فيقول: (قضية يجب أن تكون هي القضية الرئيسية حتى وأنت تدافع عن بيتك, أن القضية الأساسية أن يكون الناس مقاتلين في سبيل الله) سورة البقرة الدرس التاسع.
ويؤكّد السّيد على أنّ التربيّة الوطنيّة البحتة الّتي تقدّم للجيش وللنّاس بدت في الواقع غير مجدية في مواجهة أعداء الله, ورأينا الكثير ممّن يدّعون الوطنيّة, وحبّ الوطن, هم من أوّل من يخون ويبيع الأوطان, فلا بدّ أن تكون التّربية للجيش وللنّاس هي التّربية الدّينيّة القرآنيّة, فيقول: (التربية للجيش تربية وطنية بحته, من أجل الوطن, من أجل الوطن, من أجل الوطن, هذه بدت المسألة بأن ليس لها قيمة في الواقع, وجدنا ممن يهتفون بها هم ممن يبيعون الأوطان فعلا, ممن يبيعون الأوطان) سورة البقرة الدرس التاسع.
ومن ينطلقون ويتربّون على هذه التّربية الجهاديّة الدّينيّة, تربية الجهاد والقتال في سبيل الله, هم من تعتبر الأوطان والأعراض غالية لديهم, ويحافظون عليها, ويصونونها فعلاً, يقول السيد: (الناس الذين يتجهون في سبيل الله, ومن أجل الله, هم الناس الذين تعتبر الأوطان غالية لديهم, وتعتبر الأعراض عزيزة لديهم, وتعتبر الممتلكات هامة لديهم) سورة البقرة الدرس التاسع.
وفي سورة البقرة الدّرس العاشر عند قوله تعالى: ﴿وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللهِ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيم﴾[البقرة:244] يبيّن السّيد أنّ القرآن الكريم يركّز على موضع أن يكون القتال في سبيل الله, وأن تكون النّوايا, والتّوجهات قائمة على أساس هذا العنوان, فيقول: (لاحظ كم تكرر في سورة واحدة موضوع القتال في سبيل الله لأنها قضية هامة جدا, ثم التأكيد على أن يكون في سبيل الله, في سبيل الله هذه قضية يجب أن يكون الناس متأكدين منها, أن تكون نواياهم كلها وهم ينطلقون, أنه في سبيل الله, ومعنى في سبيل الله, أن يكون توجهك أنه لله, واستجابة لله, وفي سبيله, في نفس الطريق التي رسمها أن تسير عليها وأنت تقاتل هي تعني الموضوعين, هذه قضية هامة) سورة البقرة الدرس العاشر.
وأمام من يأتي لاحتلال بلدك وأرضك يجب أن تواجهه تحت عنوان القتال في سبيل الله, فتكون نيّتك الجهاديّة, وعقيدتك القتاليّة هي لله, وفي سبيل الله, ومن أجل دين الله, فتنطلق من منطلق جهادي, ودافع دينيّ وقرآني, يقول السيد: (من يأتي لإحتلال أرضك يجب أن تتوجه لقتاله في سبيل الله, وأن تتوجه في سبيل الله أي إرفع بنيتك, وارفع برأسك إلى الله لا تنزل تحت تقول من أجل الوطن, من أجل تربة الوطن, هذه نكسة, هذه النكسة خطيرة) سورة البقرة الدرس العاشر.
وقد وجّه الله المؤمنين وربّاهم على أن يكون توجّههم, وتحرّكهم, وانطلاقتهم في سبيل الله, ولا يستطيعون أن يحقّقوا نصراً في مواجهة أعدائهم, وهم ينطلقون تحت عناوين ومصطلحات أخرى, فكلّ العناوين والمصطلحات الأخرى لن تحرّر, ولا مقدّسات, ولن تحرّر أحد, ولن يحرّر النّاس, ويحرّر الأوطان إلاّ الجهاد في سبيل الله, وتحت هذا العنوان فقط, يقول السيد: (المؤمنون يوجهون دائما, المسلمون بشكل عام أن يتحركوا في سبيل الله, وليعرفوا أنها لا تتحرر أوطانهم أبدا بعناوين أخرى إلا إذا انطلقوا في سبيل الله) سورة البقرة الدرس العاشر.
وفي قصّة طالوت وجالوت الّتي حصلت في بني إسرائيل يقدّم السّيد الرؤية القرآنيّة في هذا الموضوع, مؤكّداً أنّ هذه القصّة الّتي قدّمها الله في القرآن الكريم تبيّن لنا أهميّة أن يكون العمل والتّحرك في سبيل الله, فيقول: (إذاً هذه القصة تبين لنا أهمية ﴿وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾[البقرة: من الآية190]. أعني: لا يستجيب الإنسان لأي عناوين أخرى نهائياً، أترك الآخرين يتفاعلون كيفما يتفاعلون، وترى عروضاً عسكرية من أجل الوطن، ويقبل بعضهم الوطن، أليس بعضهم يقبل الوطن؟ هذه ما منها شيء. كيف يمكن أن الله يقف معك، ويعينك، وأنت تؤثر التربة عليه! لا يصح هذا. أما هذا القتال في سبيل الله، والجهاد في سبيل الله، هو في الأخير هو خير لكم، الخير أليس من الخير صيانة الأوطان والأعراض، والأموال، والممتلكات؟ أليست من الخير الذي يريده الناس؟ ألم تحقق هنا لبني إسرائيل.؟ وتحقق لهم ملك عظيم؟) سورة البقرة الدرس العاشر.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.