أيضاً عملية الإلهاء والصرف عن الأولويات الرئيسية، والإشغال للناس في اهتماماتهم، وفي واقفهم، وفي سخطهم، وفي غضبهم، وفي انفعالاتهم، وفي أخذهم وردهم وكلامهم على أشياء أخرى، بعيداً عن الأشياء الرئيسية، العدو يستفيد بأشكال متعددة، بأشكال متعددة، بجوانب متعددة، بوسائل متعددة، لكن الهدف الرئيسي عادةً ما يكون: إبعاد الناس عن الموقف الصحيح: إما بإشغالهم، وإما بدفعهم إلى تبني مواقف سلبية تجاه من يتبنى الموقف الصحيح؛ وبالتالي تبعدهم عن الموقف الصحيح بنفسه، وهذا يحدث للكثير، مثلاً في موضوع: الموقف من العدوان، البعض يظهر ولو بموقف كلامي في بعض الحالات، البعض موقفه موقف كلامي، ولكن بمجرد أن يكون له مشكلة مع الأطراف التي تتصدى للعدوان، أبسط مشكلة مع أي أحدٍ منهم، أو جهةٍ منهم، أو شخصٍ- أحياناً- منهم؛ يتغير موقفه، ويتحول موقفه الكلامي- هذا الذي لم يكن يمتلك غيره- إلى موقف يوجهه ضد هؤلاء الذين هم يتصدون للعدوان، وينسى العدوان، ولا يبقى اهتمامه بالتصدي للعدوان كأولوية، ولا كموقفٍ رئيسيٍ وموقفٍ بارز أبداً، يشتغل بالشيء الآخر ويعمل عليه.
نحن أمة في عصر تحديات، وفي عصر مواقف، وفي عصر أخطار، وفي عصر صراع، ولأنا في زمن صراع توظَّف فيه كل الوسائل وكل المواقف، وتستغل فيه كل المواقف، والعدو يجيد استغلال كل شيء، كل حالة انحراف، كل موقف سلبي، الحالة السلبية يستغلها العدو ويوظِّفها إلى أعلى مستوى يقدر عليه، إلى أقصى حد يستطيعه، هو يجيد عملية الاستغلال، اسمعوني جيداً: الاستغلال والتوظيف لكل السلبيات، ولكل المواقف السلبية،
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
المحاضرة الحادية والعشرون
{ولا تقف ما ليس لك به علم}
شعار المؤمن لمواجهة الشائعات والتضليل
سلسلة المحاضرات الرمضانية 1440هـ المحاضرة الحادية والعشرون مايو 29, 2019م