مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

هذا الواقع الذي يراد له أن يفرض علينا، أن نكون أمةً تفرض عليها في حياتها في كل شؤونها: سياسات، وتوجهات، وإجراءات، ومواقف، لصالح الأمريكيين والإسرائيليين، لصالح الذين كفروا، ولخدمتهم، ولما يعزز نفوذهم، وهذا يدمر علينا الدين والدنيا، يمثِّل خسارةً رهيبةً علينا في حياتنا في دينٍ ودنيا؛ لأن فائدة منهج الله -سبحانه وتعالى- وفائدة سبيل الله أنه يحرر الأمة تعتز به الأمة، أنه يحقق للأمة الكرامة، أنه يصلح واقع الأمة ليس شيئاً هناك يمثل عبئاً إضافياً على الأمة لا أثر له في واقع حياتها على المستوى الإيجابي، كله لصلاح الحياة، كله من أجل أن نكون أمةً قويةً صالحةً مفلحةً فائزةً، أمةً راقيةً، أمةً عظيمةً، أمةً مهمةً، وكله لصلاح حياتنا ولمستقبلنا أيضاً عند الله -سبحانه وتعالى-؛ لأنه في الخطاب الديني، وفي المفاهيم السائدة في المجتمع، أصبح الحديث عن الدين وكأنه خطاب عن شيء ثانوي، وكأنه مجرد خطاب عن الطقوس والشعائر، الطقوس والشعائر جزء من العملية الدينية التربوية، جزءٌ لا بدَّ منه، جزءٌ مهم، ولكنه إذا فصل عن الجوانب الأخرى ذات العلاقة بالشأن الاقتصادي للأمة، والشأن السياسي للأمة، والشأن العسكري للأمة، والشأن الأمني للأمة، والشأن الاجتماعي للأمة، يفرَّغ ويصبح عديم الجدوى وفاقد الأثر؛ لأن المنهج الإلهي والهدى الذي أتى به الله -سبحانه وتعالى- الغاية منه: أن يبنينا أمةً عظيمةً حرةً تصلح حياتنا، هذه الأرض الله هو الذي خلقها، وكل ما فيها من الماديات هي من الله -سبحانه وتعالى-، والأرض وضعها للأنام، والإنسان هو مخلوقٌ من مخلوقات الله، وعبدٌ لله -سبحانه وتعالى-، والله -سبحانه وتعالى- خلق الإنسان، وخلق له هذه الحياة، وخلق هذا العالم، وقدم للإنسان أرقى وأسمى تعليمات يسير عليها في هذه الحياة، فهي أرقى وأسمى ما تصلح به حياة الإنسان، وهي التي تنسجم مع الفطرة الحقيقية لهذا الإنسان التي فطره الله عليها، ما هو أسمى ما يمكن أن يطمح إليه الإنسان في هذه الحياة؟ أليس أن يكون حراً، كريماً، عزيزاً؟ أليس هو أن يدفع عن نفسه الشر والظلم والفساد؟ فتأتي التعليمات من الله -سبحانه وتعالى- بما يصلح حياة الإنسان، والذي مثَّل طامة كبيرة علينا نحن المسلمين أنه غيِّبت من هذا الدين الجوانب ذات الأهمية الكبيرة في واقع الحياة، التي يصلح بها اقتصاد المجتمع، التي يصلح بها الواقع الاجتماعي للناس، التي يتحقق بها العدل للناس، التي يتحقق بها العزة للناس، التي يتحقق بها الكرامة للناس، ثم بقية البعض من الشعائر والطقوس، وقليل من الالتزامات الأخلاقية والدينية محدودة، فإذا بالأمة تظن وتتوهم أن هذا هو كل ما مع الإسلام وأتى به الإسلام، هذا شيء.

 

الشيء الآخر: يأتي البعض الآخر من الناس على أساس أنه يريد أن يكمل، فيتحرك تحت العناوين الأخرى: عنوان الجهاد في سبيل الله، وإقامة دولة إسلامية، وتحت هذه العناوين، ولكن بأي حالٍ يأتي؟ بالمصيبة الكبرى، بأسوأ عملية تشويه للدين، فيقدم سلوكيات وممارسات، ويتحرك في الساحة بكل ما يخدم الأعداء من جانبين: من جانب التشويه، كتشويه فظيع وشنيع جدًّا، بممارسات لا تمت إلى قيم الإسلام بأي صلة أبداً، بل هي معارضة كلياً للإسلام، لا تمت للإسلام بصلة، من مثل ما يفعله التكفيريون والدواعش، فيأتون تحت عنوان الشريعة الإسلامية، والجهاد في سبيل الله، والدين، والدولة الإسلامية، ولكن بممارسات وسياسات وخطورات تشوه الإسلام، ولا تمت لتعاليمه بصلة، وتخدم أعداء الأمة؛ لأن معركتهم دائماً تكون حيث تريد لهم أمريكا أن يكونوا، وحيث تريد لهم إسرائيل أن يكونوا، وهذا أمرٌ واضح، لو حاولوا في بعض الأحيان أن ينكروه، أو أن يتهموا غيرهم به، فالمسألة باتت في غاية الوضوح ومنتهى التجلي، انظروا إليهم بكل وضوح، أوليس السعودي والإماراتي على ارتباط واضح ومكشوف وعلني بأمريكا وإسرائيل، وبالتوجهات الأمريكية والإسرائيلية؟ أوليس التكفيريون على هذا النحو في هذه الساحة الإسلامية، هم على هذا النحو، فهم مرتبطون بالذين كفروا، والذين كفروا يتحركون بالفتنة في الأمة، وبالصرف للناس عن المنهج الحق، عن حقيقة تعاليم الإسلام البناءة المصلحة في واقع هذه الحياة، عن كل ما يبنينا أمةً قويةً، أمةً حضاريةً، أمةً عزيزةً، عن كل ما يبني لنا اقتصادنا، وعن كل ما يبني لنا واقعنا؛ لنكون أمةً قويةً على كل المستويات وفي كل المجالات، عن كل ما يزكي النفوس ويصلح أخلاق المجتمع، عن كل ما يساهم في تعزيز الإخوة بين أبناء المجتمع، والتعاون بين أبناء المجتمع، والحكاية تطول، الحكاية تطول كثيراً.

 

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

من محاضرة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

المحاضرة الرمضانية السابعة والعشرون :1441هـ/ 20-05-2020م.

يوم الفرقان (10) حتمية الصراع مع قوى الشر والضلال.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر