يركّز السّيد في الدّروس والمحاضرات على ضرورة التّولّي الصّادق لله سبحانه وتعالى، ولرسوله (صلوات الله عليه وعلى آله)، وللإمام علي (عليه السلام) باعتبار هذه الولاية مقوّمات وركائز أساسيّة في المعرفة، والهداية، والتّشريع، والتّدبير، والنّصر، والتّأييد، وبناء الأمّة.
التّولّي لله ورسوله
ولاية الله على عباده هي ولاية هداية, ورحمة, ورعاية, ويقدّمها القرآن الكريم بمختلف الأساليب عبارة عن رعاية شاملة, وكاملة تجاه جميع عباده, ومخلوقاته, يقول السيد: (لهذا تجد القرآن الكريم عندما ترجع إليه يعبر عن ولاية الله سبحانه وتعالى لعباده بمختلف الأساليب، فهو وليهم يتلقون منه الهداية ﴿اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ﴾[البقرة: من الآية257] فهو وليهم يتلقون منه التأييد بالنصر ﴿وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ﴾[آل عمران: من الآية13] هو وليهم وهو يدبر شؤونهم، هو وليهم وهو يرعاهم, تجد كلمة (ولي) في القرآن الكريم استخدمت بشكل كبير في مجال العلاقة فيما بين الله وبين الإنسان وبين عباده بالذات المسلمين لتعبر عن أن مصاديقها متعددة, وليست معانيها - كما يقول البعض - متعددة (مولى) تأتي بمعنى كذا وبمعنى كذا وبمعنى كذا!. كلمة (مولى) هي كلمة واسعة مصاديقها متعددة، مصاديقها متعددة في ميدان الهداية هو وليك يهديك، في ميدان المواجهة هو وليك ينصرك ويؤيدك) سورة المائدة الدرس الثالث.
وعند قوله سبحانه وتعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ﴾[البقرة: من الآية258] يبيّن السّيد كيف تكون ولاية الله في المجال العمليّ مرتبطة بالإيمان, ومرتبطة بالحالة النّفسيّة والوجدانيّة كشعور فطريّ ووجدانيّ يلازم الإنسان, ويبعث فيه حالة الاحتياج المطلق لله سبحانه وتعالى, فيقول: (لاحظ كيف تكون ولاية الله في المجال العملي أعني: وهذا شيء طبيعي عند الناس إذا لم تكن أنت مؤمناً بهذا الشكل الذي تشعر بأن الله وليك أنت بحاجة إلى أن تتولاه، ما صح إيمانك، عندما يشعر الإنسان بأنه ليس في حالة وكأنه يحتاج إلى الله يمثل بالنسبة له ناصراً ومؤيداً ومعيناً ما صح إيمانه) سورة البقرة الدرس الحادي عشر.
ويبّين السّيد أنّ القرآن الكريم يقدّم ولاية الله على عباده ولاية رحمة, ورعاية, وهداية, وتربية يتجلّى كلّ ذلك من خلال واقع الحياة, والتأمّل في السّموات والأرض وما بينهما, كذلك من يعتبرون امتدادا له من أنبيائه ورسله, وأوليائه تتجلّى فيهم هذه الصّفات والمواصفات الإيمانيّة الرّاقية التي يستمدونها من الله سبحانه وتعالى فيقول: (عندما تعود إلى القرآن الكريم ترى في سور كثيرة، في آيات كثيرة، وعندما تعود أيضاً إلى واقع الحياة، تتأمل في السماوات والأرض وما بينهما من خلق الله تجد أن ولاية الله سبحانه وتعالى هي ولاية رحمة، ولاية رعاية، ولاية تربية، ليست مجرد سلطة هكذا، سلطة قاسية، أوامر ونواهي فقط، ولاية رحمة بكل ما تعنيه الكلمة عندما تأتي إلى الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) وتتعرف عليه من خلال القرآن الكريم، ومن خلال ما نعلمه من سيرته (صلوات الله عليه وعلى آله) تجد أيضا أنه كان يجسد هذه الولاية ﴿لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ﴾[التوبة: 128]. عندما تأتي إلى ولاية الإمام علي نفس الشيء) سورة المائدة الدرس الثالث والعشرون.
ويؤكّد السّيد أنّ ولاية الله لأمر عباده تتجلّى من خلال مظاهر ملكه على يد أوليائه الذين يمثلون امتداداً حقيقياً له, ومن لا يجسّدون ولاية الله, ولا يمثلون امتداداً لها فإنّهم سيتركون آثاراً سلبية في نفوس النّاس, وفي واقع الحياة, يقول السيد: (انظر إلى ولاية الله سبحانه وتعالى لأمر عباده، واعرف أن ولايته هنا عن طريق رسوله، أو الذين آمنوا، إنما هي امتداد لولايته، ويجب إذا لم تكن على هذا النحو، فليست امتداداً لولايته، إذا لم يكن من يلي أمر الأمة يتعامل مع الناس بالشكل الذي يلمسه من خلال مظاهر ملك الله، مظاهر ولاية الله سبحانه وتعالى على عباده، معنى هذا ماذا؟ أنه لا يعتبر امتداداً لولاية الله أبداً، هو مفصول عن الله، وسيترك آثاراً سيئة في نفوس الناس، وفي واقع الحياة) سورة المائدة الدرس الثالث والعشرون.
تعتبر ولاية الرّسول (صلوات الله عليه وعلى آله) هي امتدادٌ لولاية الله على عباده, ومقترنة به, حيث جعل الله سبحانه وتعالى طاعة رسوله هي طاعة له, لأنّها ولاية واحدة, وهذا يبيّن لنا معنى ولاية الله, وسلطان الله على عباده, كما يقول السيد: (كلمة: رسول ذكرت كثيراً جداً في السورة هذه ﴿مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً﴾[النساء:80] هذه آية قاطعة تجعل طاعة الرسول طاعة لله؛ لأن الرسول يسير فيما هو طاعة لله ويهدي إلى الله ويبلغ عن الله، وتلاحظ هذه في الأخير تبين للإنسان كيف ما يسمى: ولاية الله، أو سلطان الله، الله سبحانه وتعالى أليس ملك السموات والأرض؟ ملك السموات والأرض أنه يجعل من عباده، فرسوله (صلوات الله عليه وعلى آله) ولايته امتداد لولاية الله أو تجسيد لولاية الله على عباده عندما قال: ﴿مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ﴾ [النساء: من الآية80]) سورة النساء الدرس الثامن عشر.
ويوضّح السّيد على أنّ القرآن الكريم يؤكّد أنّه لا مخرج لهذه الأمّة من المخاطر الكبيرة التي تهدّدها إلاّ بالعودة الصّادقة والراشدة إلى ولاية الله, ورسوله, والإمام علي (عليه السلام) باعتبارها قضية أساسيّة في هذا الموضوع, لأنّ ولاية الله سبحانه وتعالى في هذه الأرض تتجلّى على يد نبيّ من أنبيائه, أو وليٍّ من أوليائه, فيقول: (مثلما قلنا سابقاً في درس ربما قد يكون من أول الدروس في الموضوع، في [يوم القدس العالمي] اعتقد بأنه فعلاً أن القرآن يقدم القضية بالنسبة للأمة هذه أمام أعدائها، أمام هذا الخطر الكبير الذي يدهمها الآن لا مخرج لها على الإطلاق إلا العودة إلى هذه الآيات، إلى هذا القرآن، التولي لله ورسوله والذين آمنوا، وفي مقدمة المؤمنين علي بن أبي طالب، قضية أساسية.
ولاية الله سبحانه وتعالى في هذه الأرض التي تتجلى على يد نبي من أنبيائه، أو ولي من أوليائه إنما هي إمتداد لولاية الله سبحانه وتعالى، إمتداد لولايته، إمتداد لسلطانه) سورة المائدة الدرس الثالث والعشرون.
وعند قوله سبحانه وتعالى ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ﴾[المائدة:55] يوضّح السّيد أنّ ولاية الله على عباده هي ولاية واحدة ممتّدة عبر أنبيائه ورسله, وأوليائه إلى عباده, وأنّ ولاية الرسول, والإمام علي هي امتدادٌ لسلطان الله في الأرض فيقول: (لأنها ولاية واحدة, ولاية رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) هي امتداد لولاية الله, وولاية الإمام علي هي امتداد لولاية رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) باعتبار الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) ومن بعده الإمام علي امتداد لسلطان الله هنا في الأرض) سورة المائدة الدرس الثالث والعشرون.
ويؤكّد السّيد على أنّ الأمّة بحاجة ماسّة لهذه القضيّة, حتّى تكون محصنة من تولي اليهود, والنّصارى, والظّالمين, ولكي تتمكن الأمّة من الاهتداء بالقرآن الكريم, وتكون على مستوى عالٍ في حياتها, وأدائها, ومواقفها لا بدّ لها من التّولّي الصحيح لله, ولرسوله, وللإمام علي, يقول السيد: (الأمة بحاجة إلى تولي الله ورسوله, تولي المؤمنين في المقدمة الإمام علي من بعد رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) أن هذه القضية لا بد منها حتى تهتدي بالقرآن, وحتى تكون بعيدة جدا عن أي محاولة قد تكون بها قريبة من تولي اليهود والنصارى, وحتى تكون بشكل أخير على مستوى عالي, تعتبر حزب الله) سورة المائدة الدرس الثالث والعشرون.
ويؤكّد السّيد على أنّه لن يرتفع لهذه الأمّة موقف، ولن تستطيع أن تنتشل نفسها ممّا هي فيه إلاّ بتولي الرسول، والإمام علي من بعده, الولاية التي تعتبر امتداداً حقيقيّا لله, يقول السيد: (لن ترفع الأمة رأسها حتى ترفع يد علي, ويد رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله)) سورة آل عمران الدرس الرابع.
وفي ميدان المواجهة، والجهاد في سبيل الله يؤكّد السّيد أنّ الأمة لن تستطيع أن تحقّق النّصر، وأن تكون من حزب الله إذا لم تكن متولّية لله، ولرسوله، وللإمام علي فيقول: (لن تكون من حزب الله سواء أنت ستنطلق للجهاد أو لا تنطلق للجهاد إذا لم تكن متول لله ورسوله وللإمام علي بن أبي طالب) سورة المائدة الدرس الأول.
وفي مقام تأهيل الأمّة في مواجهة اليهود والنّصارى يبيّن السّيد أنّ القرآن الكريم ربط ربطاً شديداً بين ذلك, وبين تولي الإمام علي كما هو في الآيات الواردة في سورة المائدة, ويؤكّد السّيد على أنّ ولاية الإمام علي (عليه السلام) ستحمي الأمّة من الإرتداد بعد إيمانها, وستحصّنها من تولّي اليهود, والنّصارى, فيقول: (لاحظ الربط المهم, الربط الشديد بين قضية ولاية الإمام علي (عليه السلام) في مقام, وبين التأهيل للأمة في مواجهة اليهود والنصارى, مواجهة اليهود والنصارى في ميدان المواجهة, وتحصين القلوب أيضا من أن يصيبها مرض فتصبح ممن تولى اليهود والنصارى, أو تردد بعد إيمانها) سورة المائدة الدرس الأول.
وتعتبر ولاية الله, ورسوله, والإمام علي هي الولاية التي تملأ القلوب إيماناً واعياً, وتحصّنها من أيّ اختراق في حاضرها ومستقبلها, وتحميها من الوقوع في وحل العمالة والارتزاق, يقول السّيد: (ولاية الله ورسوله والإمام علي بن أبي طالب هي فعلا عندما تملأ القلب ستملأه إيمانا واعيا, ستحصن القلب من أن ينفذ إليه أي ذرة من ولاء لليهود والنصارى أو لأولياء اليهود والنصارى) سورة المائدة الدرس الأول.
وفي هذا العصر بالذّات يؤكّد السّيد على أنّه يجب علينا أن نعمل على ترسيخ ولائنا لله سبحانه وتعالى، ولرسوله، وللإمام علي حتّى نستطيع أن نقف في مواجهة أعدائنا، ونحقّق النّصر الفعلي، ونكون من حزب الله, يقول السيد: (يجب علينا في هذا العصر بالذات أن نرسخ جدا جدا ولاءنا لله تعالى ولرسوله وللإمام علي (عليه السلام) حتى نحصن أنفسنا, وحتى نكون جديرين بأن نكون حزب الله, وسنكون حزب الله فعلا) سورة المائدة الدرس الأول.
وتبدأ الولاية الصّادقة لله من عند الولاية الصحيحة لأوليائه، الولاية التي تقودنا للتّولي الصّحيح والصّادق للرسول (صلوات الله عليه وعلى آله)، والتّولّي للرّسول (صلوات الله عليه وعلى آله) يقودنا للتّولّي الصّحيح والصّادق لله سبحانه وتعالى، يقول السيد: (التولي للذين آمنوا توليا صادقا يجعلك فعلا بالشكل الذي أنت فيه متول للرسول (صلوات الله عليه وعلى آله)، والرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) عن هذه القناة يجعلك بالشكل الصحيح الذي تكون عليه صادق الولاء لله سبحانه وتعالى) سورة المائدة الدرس الثاني.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.