فالله سبحانه وتعالى يقابل عطاء الشهيد بعطاء عظيم, عاجل هنا وهناك وآجل في الآخرة, عاجل هنا في واقع الحياة, في واقع أمته, فعطاؤه وتضحياته واستبساله, وما قدمه في سبيل الله يثمر نصراً, ويبني أمة قوية عزيزة, ويهب للأمة عزة ورفعة ومكانة وقوة, فيهابها الأعداء ويحسبون لها ألف حساب, وأثراً له هناك عند الله فيما صار إليه, فيما تحقق لنفسه, فهو لم يخسر مع الله أبداً, وهذه الحياة التي بذلها, هذه الحياة التي قدمها في سبيل الله أبدله الله عنها حياة هي خير منها عند الله؛ ولهذا يقول الله سبحانه وتعالى: {وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ}(البقرة:الآية154)، لا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات, لا يكون لديكم هذه النظرة الخاطئة تجاه الشهداء فتقولوا مثل هذا الكلام, تعتبرونهم أنهم أموات وأنهم ساروا إلى الفناء وانتهى كل شيء بالنسبة لهم, لا, المسألة ليست كذلك, فلا تعتبرونهم كذلك أموات ولا تقولوا أنهم أموات؛ لأن هناك حالة مختلفة بالنسبة لهم, رحيلهم ليس رحيلاً إلى الموت والفناء إلى يوم القيامة,
اقراء المزيد