فاتجهت قريشٌ من جانبها لبعض التحضيرات العدوانية والتحضير لمرحلة عسكرية حاسمة، وبدأت نشاطها بالتأثير على المحيط الذي يعيش فيه النبي -صلوات الله عليه وعلى آله- محيط المدينة، بالتنسيق مع اليهود، وبالتنسيق مع القبائل الأخرى، وقريش كانت تستند في تزعمها للحرب ضد الإسلام وضد رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- كانت تستند إلى جانبين مهمين وأساسيين تستغلهما:
الأول: تستند إلى مركزها وثقلها في المنطقة الذي توفر لها بسبب وجودها في مكة المكرمة، مكة والبيت الحرام والمشاعر المقدسة هناك كانت تحظى في الساحة العربية بالاحترام والتقدير من بعد زمن نبي الله إبراهيم وإسماعيل -عليهما السلام- وكان العرب يؤمنون بالحج ويحجون، ويقدِّسون الكعبة (البيت الحرام)، وكذلك يقدِّسون مشاعر الحج، وكانت قريش بسيطرتها على مكة وبإدارتها لشؤون الحج ومواسم الحج، وتواجدها هناك؛ ولأنها البقية الباقية لذرية نبي الله إسماعيل -عليه السلام- هناك في مكة، ومن موقع إدارتها للحج وتواجدها في المشاعر المقدسة، كانت تستغل هذا الثقل في التأثير والنفوذ في
اقراء المزيد