
إذاً اتجهت أمريكا وإسرائيل واتجهت هذه الهجمة الغربية الاستكبارية على بلداننا لتفعل الوسائل والأساليب الأخرى التي تهيئ الأمة أكثر، وركزت بشكل كبيرٍ جدًّا على أسلوب التطويع، تعميم وتوسيع دائرة العمالة في داخل الأمة، أنه ليس فقط الاقتصار على نظام هنا ونظام هنا ونظام هنا يتجند ويتحرك مع الأمريكي ومع الإٍسرائيلي، أو اتجاه هنا واتجاه هناك من الأوساط الشعبية، بل السعي لفرض حالة العمالة والولاء لأمريكا وإسرائيل لتكون حالة شاملة في واقع الأمة بكلها، واعتبار من يشذ عن ذلك من الأنظمة أو من داخل الشعوب، من الحكومات أو من الأوساط الشعبية، مارقاً وكافراً، ليس فقط مارقاً، وكل شيء، كل ما أردت أن تصفه من أوصاف سيئة أو ألقاب يُنبَز بها إلى غير ذلك، وأن يحارب من الجميع، وأن تحرك عليه الجبهة الداخلية، يعني في الواقع العربي تُحرّك الأنظمة العربية عليه، في الأوساط الشعبية تحرك أي تيارات يمكن أن تستجيب لمواجهتك.
طبعاً هذا سيحتاج إلى عناوين ويحتاج إلى تبريرات، ويحتاج أيضاً إلى نشاط إعلامي، نشاط ثقافي، نشاط فكري، نشاط بأساليب متعددة وشاملة، ولكن أمريكا وإسرائيل ترى أن ما يمكن أن يوصلها إلى أهدافها بالسيطرة التامة على هذه الامة وعلى بلدان هذه الأمة وعلى ثروات هذه الأمة هو سياسة
اقراء المزيد