
يعتبر دور هذه الأمّة هو الدّور النّهائي في حمل رسالة الله وهداه للعالمين, فعليهم أن يكونوا حريصين جدّاً على حملهم للمسؤوليّة وقيامهم بها, كما أراد الله منهم, بأن جعلهم خير أمّة اختيرت لحمل هذه المسؤوليّة والمهمّة, فعند قوله سبحانه وتعالى: ﴿وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ﴾[آل عمران: من الآية 110] يبيّن السّيد أنّ الحديث القرآني عاد ليذكرنا بأهل الكتاب من جديد, ليفهم النّاس أنّ دورهم هو الدّور النّهائي في حمل رسالة الله للعالمين, وليحذروا من الفشل في حملهم لهذه الرسالة, وقيامهم بهذه المسئوليّة, ويؤكّد السّيد أنّ على هذه الأمّة أن تمثّل الدّور النّموذجي بين الأمم, وأن تثبت جدارتها في حملها لرسالة الله ودينه, وتقدّم المصداقيّة والجاذبيّة في سلوكها, وحملها للرّسالة بالشّكل الذي يقدّم الشّهادة الكاملة على عظمة دين الله, وهداه, وبيّناته, يقول السيد: (يذكرنا أيضاً بأهل الكتاب، كما قال في سورة أخرى عندما ذكر فئات ممن مضوا من بعد نوح، ثم وجه المسلمين توجيهاً ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ﴾[الحديد: من الآية28-29] بعد ما قال من أيام نوح أنه أورثهم الكتاب والنبوة ثم يذكر - معنى الآيات - قليل يؤمنون وأكثرهم فاسقون في مرحلتين هو عددها هنا في [سورة الحديد] بشكل أعني بينها علاقة وبين هذه الآية، أي ليفهم الناس أن القضية، أن دورهم هو الدور النهائي فعليهم أن يحذروا أن لا يكونوا كالسابقين.
بعد ما قال: ﴿لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾[الحديد: الآية25] هذه المهمة الرئيسية للأمم ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ﴾[الحديد: الآية26]
اقراء المزيد