
فالإنسان الذي يقلق، أو يرتبك، أو يضعف، ليعرف أنه في تلك الحالة وهو يرتبك أنه يجلس مع نفسه، وهو كإنسان ضعيف، لكن اجلس مع الله ستجد نفسك قوياً. فعندما ترى نفسك ضعيفاً لا تعتقد أن تلك هي الحقيقة، وأن ذلك الحدث هو فعلاً إلى الدرجة التي تجعلني ضعيفاً في واقعي. لا، ليست تلك حقيقة، ذلك هو فقط نتيجة جلوسك مع نفسك، وابتعادك عن الله، فرأيت كل شيء مرعباً، وكل شيء مخيفاً، وكل شيء ترى نفسك أمامه ضعيفاً، وقدراتك كلها تراها لا تجدي شيئاً، وكلامك تراه كله لا ينفع بشيء، فتصبح أنت من ترى عدوك ذلك العدو الذي قال عنه: {لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذىً وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ} (آل عمران:111) أنت من ستجده كتلاً من الصلب والحديد، وحينها ستجد قلبك، وعلائق قلبك أوْهى من بيت العنكبوت، ويصبح صدرك خواء،
الله قال عن نوعية من هذه في غزوة [الأحزاب] ذكر عن صدورهم {وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ} تكاد قلوبهم أن تخرج: {وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا} (الأحزاب: من الآية10). لماذا زاغت الأبصار؟ ولماذا كادت القلوب أن تخرج لو أن الحناجر تتسع لخروج القلب لخرج من الرعب والخوف؟ لماذا؟ هناك ظنون، أولئك أناس جلسوا مع أنفسهم، لم يكونوا من تلك النوعية التي قال عنهم: {فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}.
اقراء المزيد