
وحول موضوع قراءة النّحو, والصّرف, والمعاني, والبيان يبيّن السّيد أنّ هذه العلوم الّتي نقرأها هي مجرّد قواعد فقط, وليست هي الّلغة العربيّة, لأنّ المطلوب هو أن نقرأ, وأن نعرف الّلغة العربيّة نفسها, ونمارس قراءتها, ونطّلع على نصوصها من شعر, ونثر, وأدب, حتّى نعرف تلقائياً أساليب الّلغة العربيّة, ونعرف أساليب الخطاب, والتّعبير عند العرب, لأنّ الشعر العربيّ يحتوي على كلّ قضايا العرب, ويشخّص لنا كلّ واقعهم, وأساليبهم, ويؤكّد السّيد أنّ القرآن الكريم يعتبر من أهمّ مراجع الّلغة العربيّة, ومصادرها, ومعرفتها فيقول: (نحن أساساً لا نقرأ لغة عربية, عندما تأتي تقرأ النحو والصرف والمعاني والبيان فأنت لا تقرأ لغة عربية, أنت تقرأ قواعد.
المطلوب أن تتعرف على اللغة نفسها، وأن تمارس قراءتها، والإطلاع على نصوصها، من شعر ونثر، حتى تعرف أنت تلقائياً أساليبها، أساليب العرب في خطابهم، وأساليب العرب في التعبير عن كل قضاياهم؛ لأن الشعر العربي يشتمل على قضايا العرب نفوسهم، لا توجد قضية ربما إلا وفيها شعر، كل قضاياهم، كل تفكيرهم، كل نظراتهم، هو داخله أساليب العرب في التخاطب، داخله الأساليب اللغوية نفسها، كذلك النثر.
القرآن أيضاً في هذا الموضوع يعتبر من أهم مراجع اللغة العربية، بل فيه ما يضرب بعض قواعد النحاة أنفسهم، ما يضرب بعض قواعد النحويين؛ لأن النحوي ما يجلس نحوي يلتزم بعمل استقراء أنه لماذا نصبوا هذه ولماذا رفعوا هذه، في كونه فاعل أو مفعول أو أشياء من هذه، لكن هو أيضاً يتطرق، هو أيضاً يتطرق إلى المعاني، يتحدث عن المعاني) مديح القرآن الدرس الرابع.
اقراء المزيد