ولهذا كانت أحداث هذا العصر غريبة جداً، ربما لم يأت مثلها في التاريخ: تُداس بِقَدَم وتُقَبِّل نفس القدم التي تدوسك، تُضرَب وتَسْتَجْدِي السلام من اليد التي تضربك!!. ما حصل مثل هذا.
كان في الزمن القديم كان يعرف هذا عدو تعرفه، وولي تعرفه، لا تستجدِي عدوك أنت تستجدي منه السلام، تحاول بأي طريقة ولو من باب مصالحة عادية بين طرف وطرف على أشياء واضحة، أما الآن فأصبحت مواقف غريبة، نحن نلعن اليهود والكثير يتولونهم، ونصرخ جميعاً نحن ومن يتولونهم منهم، ونستجدي السلام منهم، ونبحث عن الحلول من عندهم!! مبهمات كلها، ومواقف غريبة كلها.
ولهذا كان منطق القرآن الكريم فيما يتعلق بالموقف من اليهود والنصارى منطق يثير الدهشة فعلاً لأنه تتجلى مواقف غريبة مدهشة، تتولاهم وأنت تصرخ منهم!!، أي أنت لم تحصل على شيء من خلال توليك لهم، تتولاهم وتنفذ ما يطلبون منك وأنت عميل لهم، ثم في فترة من الفترات يركلونك بأقدامهم ويستبدلونك بشخص آخر. أو إذا ثارت الأمة ضدك لا تتسع بلادهم لك، هذا كما حصل لملك إيران، [شاه إيران] حصل له هذا، لم تسمح أمريكا ولا بريطانيا ولا فرنسا له بالدخول إلى بلادها.
اقراء المزيد