مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

نحن العرب يقول لنا، ولو كنا كما كان يراد لنا خير أمة، نأمر بالمعروف، وننهى عن المنكر، ونؤمن بالله لكان خيراً لنا، لكان خيراً لنا في دنيانا، وآخرتنا. لماذا انحط بنوا إسرائيل؟ لأنهم منهم المؤمنون قليل، وأكثرهم الفاسقون، هكذا تكون الأمة في حالة كهذه معرضة للإستبدال، أن يستبدل الله بها غيرها.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} (المائدة: من الآية54) يعني قوم آخرين غيركم {أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ} هذا هو الفضل، يعني: التأهيل، التأهيل لحمل الرسالة، التأهيل بأن تناط بكم مسؤولية كهذه، هو شرف، وهو فضل عظيم.

ذكَّرهم بالنعمة العظيمة، والشرف العظيم لهم بأن يكون محمد (صلوات الله عليه وعلى آله) منهم، لم يحسبوا لها حسابها، كانوا يرفعون أصواتهم فوق صوته، ويجهرون له بالقول كما يجهر بعضهم لبعض، فجاء الله في كتابه الكريم يؤدبهم، أنتم لا تعرفون من هو هذا الرجل، محمد (صلوات الله عليه وعلى آله)، أنتم لا تعرفون عظم النعمة به عليكم، منَّ عليهم بان كان كتابه الكريم بلغتهم، {بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ} (الشعراء:195)، وذكرهم بالشرف العظيم {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ}(الزخرف: من الآية44) لشرف لك ولقومك {وَسَوْفَ تُسْأَلونَ}.

فالمسئولية كبيرة، ضياع، ضياع ما هو شرف لك، شرف لك في الدنيا وفي الآخرة، ومن شرفك به هو الله، سوف تسأل عنه يوم القيامة بين يدي الله {وَسَوْفَ تُسْأَلونَ}، لم يهتموا بهذا! شرفهم بأن اختار لهم قائداً، يؤمنون، ويسلِّمون بأنه أعظم فارس، ومقاتل، وأنه أكملهم بعد رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله)، علي بن أبي طالب، فلم يلتفتوا إلى هذا، أختار لهم أهل بيته ليكونوا قرناء مع كتاب الله، فيكونون هم من تلتف حولهم الأمة، فرفضوا هذا، وبحثوا عن قدوات من هنا وهناك، من بخارى، ونيسابور، وطبرستان، وجرجان، وغيرها من المناطق الأخرى، حتى لم يعودوا يبحثون عن قدوات من العرب! البخاري، ومسلم، وأبو داوود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجة، من أين هم؟ من هناك، أعاجم! وابن جرير، والرازي، وفلان، وفلان، من أين هم؟.

العرب أنفسهم، من اختير لهم قدوة نبي من أنفسهم، وقائد من أنفسهم، وهداة وأعلام من أنفسهم، وكتاب بلغتهم، يرفضون هذا، ويطلِّعون عليه كتاب البخاري! أين كتب كتاب البخاري؟ ومن هو كاتب الكتاب هذا؟ لاحظ كيف يستبدلون هم لأنفسهم! {أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا..}(البقرة: من الآية61) اهبطوا، أليس البخاري لديهم وهم يقولون أنه الكتاب الأول بعد القرآن؟ وعملياً، عملياً يقولون: [السنة حاكمة على القرآن]، حاكمة على القرآن، وأعظم كتاب لديهم في السنة هو البخاري.

إذاً فالبخاري حاكم على القرآن، أليس هكذا؟ ألم ينبذوا كتاب الله الذي نزل بلسانهم، ويبحثون عن كتاب من بخارى؟ ينبذون رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) الذي هو من أنفسهم، وفي أكثر من آية {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ}(آل عمران: من الآية164) منهم، عربي. أنت أيها العربي، من كنت تنافس، ومن كنت تكاثر الآخرين حتى بالأموات، وكانوا يتنافسون في العدد، وفي البحث عن مقامات الشرف، حتى ينطلق بعضهم مع بعض ليقول: هذا عمي، وهذا خالي، وهذا جدي، في المقابر {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ} (التكاثر:2) كان هنا التكاثر الحقيقي، كان هنا الشرف الحقيقي.

القراء الذين اختاروهم، قراء للقرآن، وأصحاب القراءات من أين هم؟ أكثر من 90 % منهم، أعتقد واحد منهم عربي، والباقي كلهم موالي، الكل موالي.

إذاً فهداتهم، وقادتهم، وأعلامهم، في التفسير، في الحديث، في القراءات كلهم من غير العرب، أما كان العرب هم منهم جديرون بأن يكون الشرف العظيم لهم؟ الآن أن يلتف العرب حول البخاري؟ أليس شرفاً لأهل بخارى، أن منا البخاري، ومنا فلان، ولأهل نيسابور، أن منا مسلم بن الحجاج، وهكذا، أليس فخراً لأولئك، وشرفاً لأولئك؟.

كان الشرف للعرب أن يكون منهم نبي الأمة، منهم آخر الرسل، هو سيد البشر، لكن افتخار حقيقي، يكونون بمستواه، وبلغتهم نزل القرآن، ومنهم أعلام الأمة، ومنهم هداة الأمة، ومنهم قادة الأمة، منهم علي، ومنهم أهل بيت رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) لكن لا، ضيعوا، ضيعوا. إذاً قل إنها أصبحت القضية كنتم، [حمِّيْها، كنا نريد منكم أن تكونوا كذا، وكذا، ثم ضيعتم}.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

 

السيد / حسين بدرالدين الحوثي / رضوان الله عليه.

الدرس الرابع من سورة آل عمران / ص / - 8 – 9.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر