مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

ذكر أيضاً قضية ما تزال ظاهرة فيهم إلى حد الآن كيف أنه على أيديهم، وبسبب انحطاطهم الذي فقدوا به الإهتمام بالقضايا الكبيرة، الإهتمام بعمارة الدنيا على أساس هدي الله، هذا الإنحطاط الذي تصل إليه النفوس المعرضة عن هدي الله عندما تصبح لا تقدر للشيء مهما كان مهماً أي قيمة، حضارة معينة كانت يبدو ـ والله أعلم ـ كانت حضارة راقية ـ كما قلنا ـ من مظاهرها ما كان عليه نبي الله سليمان، وما كان عليه منهم من المقربين لديه من حاشيته، ومن كبار دولته أنه يبدو أنه كان هناك في ذلك العصر علوم راقية، وتبدو مظاهرها ـ كما قلنا بالأمس ـ ما تزال في مصر، وقد يكون من مظاهرها ما هو في اليمن أيضاً، أشياء عندما تتأمل فيها ترى بأنها بعيدة أن تكون من عمل الإنسان بطاقته الطبيعية، وخبراته الطبيعية، أنه يبدو أنه كان هناك علوم تسخر بها أشياء كثيرة من مخلوقات الله سبحانه وتعالى تعتبر أسباباً لإنتاج أشياء لا ينالها الإنسان هو بطاقاته المحدودة.

من أبرز ما حصل في تلك الحضارة، ومن مظاهر ذلك العلم ما حكاه الله سبحانه وتعالى في قصة [عرش بلقيس] كيف أن الذي عنده علم من الكتاب قال {أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ} (النمل من الآية40) قضية علمية هذه ليس معناها أنه مسألة دعاء معين، فيما يبدو ـ والله أعلم ـ ليست القضية قضية دعاء؛ عنده علم من الكتاب، تسخير أشياء معينة كما قلنا بأن مجمل ما يتحرك فيه الإنسان مهما تطورت العلوم لا تخرج عن مجرد استخدام لأسباب طبيعية الله سبحانه وتعالى هو الذي جعلها في هذا الكون، محيط هذه الأرض، في السماوات والأرض وما بينهما، لكن لاحظ كيف اليهود عندما انحطوا انحطاطاً رهيباً جداً كان الذي يهمهم من تلك العلوم، ومن تلك الحضارة الهامة هو أن يتعلموا ما يفرقون به بين المرء وزوجه! فأضاعوا العلوم الأخرى، أضاعوا علوماً ابتنت عليها حضارة لهم هم في عهد سليمان كلها في الأخير تلاشت، خلاصة ما تبقى لديهم هي [علوم الشعوذة]ـ مثلما يقولون ـ وما زال هذا لديهم إلى الآن.
إذاً وجدناهم بسبب أنهم لم يهتدوا بهدي الله حطموا حضارة قائمة، وأضاعوا علوماً هامة جداً، هذه الحالة ما تزال قائمة فيهم إلى الآن ما تزال إلى الآن الفكرة التي ما يزالون عليها هي تلك التي حكاها عنهم كانت كل هدفهم من علوم معينة يفرقون بين المرء وزوجه. الآن العلوم الحديثة، هذه الحضارة الحديثة هذه أيضاً معرضة للنكسة على أيديهم هم فعلاً، الآن بعد الثورة الصناعية، وبعد ازدهار العلم حاولوا أن يتغلغلوا في داخل البلدان التي ازدهرت مثل بريطانيا، في فرنسا، في أمريكا، أمريكا بالذات قد تكون أمريكا من أبرز البلدان الآن في مجال العلوم بل سمعنا في الفترة القريبة بأنها ربما قد تكون تجاوزت أوروبا بما يساوي أربعين سنة، بالنسبة لأمريكا.

الحضارة، العلم الذي عليه أمريكا، وبلدان أوروبا، والعالم كله معرض أيضاً للإنهيار على أيديهم، هم لديهم اهتمامات معينة اهتمامات هي أيضاً لا يبالون من أجلها أن يتحطم كل شيء فينطلقون بنفس الفكرة التفريق تجدهم مثلاًَ الآن يفرقون بين الإنسان ودينه، بين الإنسان وربه، بين المسلم وكتابه، يفرقون بين الأمم، يجزؤونها، يفرقون ما بين الحاكم وشعبه، أليست سياسة بارزة الآن؟ قضية بارزة الآن موضوع التفريق ما بين الدولة والشعب، بغض النظر أن تكون دولة مستقيمة، أو دولة غير مستقيمة أعني سياستهم بالنسبة لإيران كسياستهم بالنسبة للسعودية تماماً مع الفارق الكبير ما بين النظام في السعودية والنظام في إيران، التفريق ما بين الشعب والحاكم.
يسوقون العالم الآن يسوقون تلك البلدان التي امتلكت حضارة عالية، واحتضنت علوماً مهمة يسوقونها إلى ماذا؟ إلى حالة قد تؤدي فعلاً إلى خسارة علمية رهيبة، إلى خسارة حضارية رهيبة. هم يرون بأنه ليس بإمكانهم أن يحكموا العالم ـ لديهم مطمع معين أن يسيطروا على العالم ـ إلا بعد أن يدخلوا العالم في صراعات رهيبة جداً بالطبع تكون في نتيجتها ضرب مصالح، المفاعلات، المعامل، الخبراء، علماء، مدارس، جامعات كلها تضرب، إذاً فهم كانوا وراء تحطيم الحضارات السابقة، وضياع العلوم السابقة والآن هم في الطريق لنفس ما عملوه في الماضي كما قلنا بالأمس بأن هذه تدل، مجمل ما قدمه الله سبحانه وتعالى، وما ذكره عن بني إسرائيل، بما فيها النقطة هذه أن أي أمة تصل في علومها إلى درجة عالية هي معرضة للتلاشي بسبب ماذا؟ أنها ليست مهتدية بهدي الله، أن هدى الله سبحانه وتعالى هو من أهم الضمانات لبقاء العلوم الهامة، من أهم الضمانات التي تبنى عليها الحضارات وتدوم وتستمر.

إذاً فما نراه اليوم بالنسبة لليهود ليس جديداً في الواقع، وكثير من المحللين يذكرون بأنه الآن أمريكا هي معرضة للإنهيار هي، بخبراتها العالية، بعلومها، بكل ما عندها معرضة للإنهيار على يد من؟ على يد اليهود فضلاً عن باقي الأمم؛ ولهذا ترى كيف أصبح الكثير يضجون منهم الآن، العالم الآن يضج من اليهود، في مؤتمر القمة الإسلامية سمعنا الوزير الماليزي عندما تحدث عن اليهود، وحصل تأييد له من أطراف كثيرة؛ ضجة من المناطق التي لليهود نفوذ فيها وهيمنة مباشرة عليها كثير من الكتابات حتى كتابات هنا في اليمن أذكر في بحث جميل في مجلة من مجلات الجيش يذكر خطورة السياسة الإسرائيلية وخطط اليهود على أمريكا نفسها، تؤدي إلى تحطيم أمريكا نفسها.
إذاً مثلما قلنا بالأمس لا يتصور الإنسان ... لأنه ربما قد يكون من حسن حظنا نحن في الزمن هذا أن رأينا البلدان التي احتضنت العلم هي معرضة للانهيار وبالشكل الذي ترى فعلاًَ بأن تلك الأمم كانت بحاجة إلى هدي الله، تهتدي بهدي الله فيما يتعلق بنظامها السياسي، فيما يتعلق باقتصادها، فيما يتعلق بحركتها بشكل عام، فهذا مثل مهم جداً نستطيع نحن عندما نتحدث مع الآخرين، أو نسمع من آخرين ممن يحاولون أن يعتبروا هذا الدين، أو يعتبروا الدين بشكل عام يؤدي إلى تخلف الشعوب والأمم وإلى التأخر، والمفروض نترك هذه الأشياء، ونلحق بركاب الآخرين! أنت لاحظ الآخرين إذا لديك فكرة وفهم، الآخرون معرضون لنكسة رهيبة، وخسارة للبشرية فيما لديهم من علوم، ما السبب في ذلك؟ بالتأكيد هم كانوا بحاجة إلى شيء يشكل ضمانة بالنسبة لهذه الحضارة، وهذه العلوم هو ماذا؟ هو هدي الله.

إذاً فهذا يعطينا ثقة بأن هدي الله سبحانه وتعالى المتمثل في القرآن الكريم، دينه المتمثل في الإسلام بشكل عام هو من أهم ما تحتاج إليه البشرية بشكل عام لتستقيم في كل شؤونها، وليبقى ثابتاً ومتنامياً ومثمراً، أي شيء تتوصل إليه من العلوم مثلما توصلت إليه الآن، وربما قد يكون في علم الله وما تدل عليه أيضاً الآية هذه السابقة وما تدل عليه قصة {أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ} (النمل من الآية40) أنه قد نكون ربما ما نزال متأخرين بالنسبة لعلوم سابقة ضاعت، الآن العلم الحديث لم يستطع إلى الآن أن يفسر كيف تمت عملية نقل [عرش بلقيس] إلى فلسطين، من اليمن إلى فلسطين لم يستطيعوا أن يفسروا تفسيراً مقبولاً ومنطقياً ومعقولاً فيما يتعلق ببناء [الأهرام] في مصر ما تزال هاتان القضيتان لغزاً علمياً فعلاً، معنى هذا أن الله عندما قال

{وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً} (الاسراء من الآية85) ذلك العلم بكله الذي وصل إلى الدرجة هذه استخدام أشياء أخرى يتم بسببها التوصل إلى أشياء ما تزال لحد الآن لغزاً، فالعلم الحديث الآن هو ما يزال فعلاً قليلا ما يزال قليلا بالنسبة لعلوم ضاعت سابقاً وما يزال الكل قليلا مما آتاه الله سبحانه وتعالى {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً} (الاسراء من الآية85) هذه كانت مشكلة وما تزال مشكلة فعلاً ويتم التلبيس بها على كثير من الناس في قضية التحضر والحضارة والعلوم يتصورون بأن معناه نترك هذه الأشياء ونلحق بالآخرين! لاحظ الآخرين الآن العلوم الراقية كيف أصبحت معرضة للإنهيار على يد من؟ من حكى الله هنا في القرآن بأنه طبع على قلوبهم ممن قالوا عن أنفسهم بأن قلوبهم غلف، إذاً ألم تكن تلك الحضارة أو تلك العلوم بحاجة إلى شيء يشكل ضمانة لبقائها يشكل ضمانة لأن تبقى مستمرة تنتج إنتاج خير للناس؟ الآن البشر كلهم يصيحون بأنه احتمال تحصل حروب رهيبة يعني كلهم الآن يصيحون من نتاج العلم أليس من نتاج العلم وما توصل إليه الآخرون في علومهم؟ أصبح الآن يمثل شراً كبيراً من الذي جعل المسألة بهذا الشكل؟ هم هؤلاء أهل الكتاب اليهود بالذات الذين كانوا على هذا النحو.
إذاً فمعنى هذه لو يفهم الكل بما فيهم الأمريكيون أنفسهم بما فيهم الأوروبيون بأن اليهود يشكلون خطورة على البشرية بكلها الخطورة على البشر جميعاً على اختلاف دياناتهم على اختلاف جنسياتهم وبلدانهم.

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم:
الدرس السادس من دروس رمضان المبارك / ص - 1 - 2.

ألقاها السيد / حسين بدر الدين الحوثي/ رضوان الله عليه.
بتاريخ 6رمضان 1424هـ
الموافق 30102003م
اليمن ـ صعدة.

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر