مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

وسيظل العرب هكذا، وسيظل زعماء العرب يعملون على قتل من يتحرك ليأمر بالقسط من الناس، ولكن ربما ستصبح المسألة أسوأ وأسوأ بكثير، أن يصل بهم اليهود إلى أن يصنعوا المبرر الظاهري للبسطاء، وللمغفلين من الناس، فيقتلوا ذا، وذاك، بحجة ماذا؟ إرهابي، أليس هذا بحق في الصورة؟ هذا من مظاهر الكفر بعد إيمانكم {يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ} (آل عمران: من الآية100) فتصل بكم الحال إلى أن تنطقوا أنتم بالمبرر غير الشرعي، وغير الواقعي لقتل من يأمر بالقسط من الناس، من يتحرك ضد اليهود والنصارى، فتقولون: إرهابي {نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ} (المائدة: من الآية52) [ويكلف علينا] ويضرب مصالحنا، إذاً يقتل، إذاً يشرد، إذاً يسجن! وهكذا.
يصبح الناس أسوأ، أسوأ مما عجز عن أن يقوله بنوا إسرائيل أنفسهم حينما كانوا لا يستطيعون أن يأتوا بمبرر ظاهري لقتل نبي من أنبيائهم، أو ولي من أ وليائهم، وحينما كانت هذه الأمة من يتولون أولئك الذين قتلوا من قاموا بالقسط من أهل البيت، لم يستطيعوا أن يأتوا بمبرر منطقي، مبرر يعني: كلامي، كلامي هكذا في الصورة، أمام البسطاء.

[لكن اليهود] قد يصلون بالناس، قد يصل الناس إلى درجة أنهم ينطقون بالمبررات الوهمية، ويتشبثون بها، أليس هذا يدل على أن الأمة قد وصلت إلى ضلال رهيب جداً، حتى أصبحت تبحث عن مبررات ترددها على أفواهها، وعلى مسامع بعضها بعض؛ ليقتل الزعماء من يأمرون بالقسط من الناس، أو يشردونهم، أو يسجنونهم، تحت عنوان: إرهابي، سيضرب مصالحنا؛ لأنه قد أصبحت مصالحنا الوهمية، مصالح وهمية هي المقياس، هي المعيار الذي يجعلنا نقف مع هذا، أو مع هذا، والذي يجعلنا في الواقع - وهي مصالح وهمية، وكلها كلام - يجعلنا في الأخير لا نعدُّ أيَّ قائم بالقسط من الناس ذو قيمة إذا كان سيتعارض معها، ولو كان محمد بن عبد الله (صلوات الله عليه وعلى آله)، أو علي بن أبي طالب، أو الأئمة من أهل البيت.
ونفس الشيء أن يكون واقع الناس على هذا النحو، وإن لم يكونوا يباشرون قتل نبي ماداموا متولين لمن قتل الأنبياء، هذا بالنسبة لبني إسرائيل، لما كانت نفس الروح السيئة الخبيثة ما تزال قائمة لديهم، ألم يتآمروا هم على قتل النبي (صلوات الله عليه وعلى آله)؟ يعني: كان ما زال حالة قتل الأنبياء قائمة في نفوسهم، فتآمروا، وحاولوا أن يقتلوا النبي (صلوات الله عليه وعلى آله) بالحجر، وهو يتظلل قرب بيت من بيوتهم، وحاولوا أن يدسوا السم لرسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله).

[هذه الحالة أليست عند العرب الآن؟ أليس زعماء العرب الآن] مستعدين أن يقتلوا من يأمر بالقسط من الناس، أليس كذلك؟ لو قام عالم من العلماء ماذا سيعملون؟ يعملون على أن يقتلوه، ألم يعملوا على أن يقتلوا بدر الدين، ويغتالوه في بيته وهو إنما حمل لقب نائب رئيس حزب الحق، وتحرك لإحياء هذا الحزب، ولجمع كلمة الناس تحته؟ حزب، من أجل أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويقوم بالقسط من الناس، ويتحرك أيضاً في إطار دستور وقانون كبقية الأحزاب، ألم ينطلقوا ليعملوا على اغتياله بصاروخ يوجهونه إلى نفس المكان الذي ينام فيه؟ وضربوا بيته أيضاً بالبوازيك فيما بعد؟.
إذاً هذه الحالة التي هي تجعلهم على ما كان عليه بنو إسرائيل لا تزال حالة قائمة لديهم جميعاً، لدى مختلف زعماء العرب، ولدى الشعوب نفسها التي ألفت أن تؤيد أيَّ زعيم لها، في أي موقف كان، ومن يقول لنا بكلمة من هذا التلفزيون، أو من هذه المحطة الإذاعية تصنع مبرراً وهمياً، فنحن سنردده، ونؤيد، ونبارك! ألم يباركوا قتل الحجاج؟ وهم كانوا إنما كانوا يتحركون بكلمات: [الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل] هي عمل بسيط في إطار إقامة القسط في هذه الأمة، وإعادة رفعتها، وشرفها، فقتلوهم، فانطلق علماء من هنا، وهناك يقولون: لم تعمل المملكة العربية السعودية إلا ما يجب عليها، وإن على بقية الحكومات العربية أن تقف معها! سمعنا هذياناً من هذا النوع، أليست هذه هي حالة قائمة؟.
إذاً هي نفسها، هي نفسها الحالة التي كانت عند بني إسرائيل، وما زالت، فجعلتهم جديرين بأن يبوءوا بغضب من الله، وأن يضرب عليهم الذلة، والمسكنة. أليست هذه ظاهرة في العرب الآن: الذلة والمسكنة؟ لأنهم كفروا بآيات الله، وقتلوا من يأمرون بالقسط من الناس، مَن هم بمنزلة أنبياء بني إسرائيل في هذه الأمة، بغير حق.

{ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ} (البقرة: من الآية61) ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون، فمن عصى، واعتدى على هذا النحو فسيكون جديراً بأن يضرب بالذلة، والمسكنة، ويبوء بغضب من الله.

السيد / حسين بدرالدين الحوثي / رضوان الله عليه .
آيات من سورة آل عمران الدرس الرابع / ص/ 16 .


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر