مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

درس الأحد

 

تابع...دروس من غزوة أحد

 

ألقاها السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه

 

🌳 نقاط هامة للمراجعة وربطها بالواقع

 

🌴 مما يضرب التسليم للتوجيهات هو التأويلات و الإجتهادات 

 

لاتكن كبني إسرائيل عندما يتحيلون على توجيهات الله 

 

ربي نفسك على الطاعة الحرفية و المطلقة لله و للقيادة القرآنية.

 

🌴 ما أكثر من يسمعون توجيهات السيد يحفظه الله ثم يتأولون و يجتهدون ثم يخالفون و مع هذا شعارهم ( أحنا مسلمين ).

 

🌴 متى ما عصى الإنسان، ويعصي وهو في موقع مهم جداً، ويتحمل مسؤولية للبشرية كلها، استحق أن يضرب على يد الآخرين؛

 

🌴 هل تقدير رسول الله لحمزة سيد الشهداء كان هضما و انتقاصا للآخرين ؟

 

وهل تقديرنا للشهداء القادة يعتبر عدم تقدير لبقية الشهداء العظماء ؟

 

درس مهم.

 

💐 مع الدرس نسأل الله الهداية

 

{حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ}(آل عمران: من الآية152) مما يدل على أنهم تلقوا عقوبة إلهية؛ لأن الله سبحانه وتعالى، كما قال: {وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}(الفتح: من الآية4) متى ما عصاه من هو يتحمل مسؤولية، ويحمل رسالة، المسلمون جميعاً في أيام رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) في هذا المكان هم كانوا طليعة من يصلح البشرية كلها، عندما عصوا استحقوا العقوبة، ولكن كما قال الله {وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ} العفو يفسره بعض المفسرين بأن معناه: [العفو عن الذنوب، العفو عن الإثم]. الموضوع ليس موضوع إثم والاّ ما إثم، الموضوع موضوع عقوبات وقتيّة هنا في الدنيا، الإثم هناك في الآخرة. ولقد عفا عنكم، المدينة تبعد عن أحد، كم؟ أربعة كيلو متر، كان الشيء الطبيعي المحتمل لقريش هو: أن يدخلوا المدينة، أليس هذا كان هو المحتمل، وقد خرج الأنصار هنا، والمسلمون هناك، وقد هزموا، وبعضهم ضاعوا لفترة. كان الشيء المحتمل هو: أن يدخلوا المدينة، فيحتلوها، ويعبثوا بها، ولكن الله عفا عن المسلمين، وتدارك الأمر فصرفهم، فانصرف المشركون، واتجهوا نحو مكة.هذا من اللطف الإلهي، من العفو الإلهي العظيم في هذا الموقف، وإلا كانت المدينة هنا قريبة جداً، وأي قائد عسكري يحصل له نصر كهذا، مثلما حصل لخالد بن الوليد ولقريش في تلك المعركة أن أول ما يتبادر إلى ذهنه هو: أن يهجم على المدينة، ليسوا أغبياء إلى الدرجة هذه أن لا يفكروا أن يدخلوا المدينة، لكن الله صرفهم، {وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ} كما قال الله. الدرس هنا: هو أنه عندما يحصل عند الناس التأويلات، والتصنيفات: [المعركة انتهت...] القرآن ربّى المسلمين على الطاعة المطلقة للرسول (صلوات الله عليه وعلى آله)، الطاعة المطلقة، يقول لك: اجلس هنا، إذاً اجلس هنا، لا تأتي من بعد تتأول، كما تأول أبونا آدم، كما تأول أبونا آدم، ربما.. ولعل.. حتى أكل من الشجرة، وكانت أول معصية يتلقى البشر فيها درساً بأن العقوبة تأتي على المعصية في الدنيا هي معصية أبونا آدم، عرضها الله في القرآن الكريم، وعرضت - كما يقال - في الكتب السماوية الأخرى. كذلك قصة أحد، المعركة هذه، المعركة هذه فيها دروس إلى الآن؛ لأنه ما ضَرَب المسلمين من أيام رسول الله، ومن بعد موت رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) وإلى الآن إلا التأويلات، والتصنيفات، [يمكن هو يريد أي واحد مننا، سواء علي أو أبو بكر، أبو بكر قد هو رجَّال عاقل، وشايب، ومقبول عند الجميع، إذاً أبو بكر، المهم واحد] من هذا النوع من التصنيفات، هنا نفس الشيء، يقول لك: قد انهزم المشركون ننزل نجمِّع غنائم، انتهت المعركة ننزل نجمع غنائم!الغنائم قضيتها محسومة في المعارك: أنه ما جمع يجب أن يجمع جميعاً، ثم يقسم بعد أن يخرج الخمس، فسواء أنت تنزل تجمع أو لا تجمع، أنت ستلحق نصيبك ما دام أنت حاضر المعركة. لكن الرغبة، كما قال الله: {مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ}(آل عمران: من الآية152) وأحيانا من في نفوسهم رغبة في الدنيا يطمعون حتى وإن كان من المحتمل أن يحصل له على نصيب، الرغبة في المال، في لمس المال، في جمع المال قد يكون عند بعض الناس في حد ذاته هدف، وشيء يتلذذ به. دفعهم هذا أيضاً إلى أن ينزلوا، دفعهم هذا إلى أن يضربوا.وقال الله أيضاً في هذه: {وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ}(آل عمران: من الآية166) فبإذن الله، المفسرون عند هذه المسألة، المفسرون يستبعدون المسألة هذه، يقولون عنها: بعلمه، أو بتخليته؛ لأنه يستبعد بأنه يأتي مثلاً أن الله يسلط كافرين على مسلمين، أليس هو يستبعد هذه من منطلق العدل؟ لكن على أساس قضية: الثواب والعقاب الأخروي، لكن أما في الدنيا هنا فسواء يسلط الله عليك نمراً، أو أسداً، أو كافراً، أو جملاً، {وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ

 

وَالْأَرْضِ}(الفتح: من الآية4).متى ما عصى الإنسان، ويعصي وهو في موقع مهم جداً، ويتحمل مسؤولية للبشرية كلها، استحق أن يضرب على يد الآخرين؛ ولهذا قال الله: {وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ - يوم أحد - فَبِإِذْنِ اللَّهِ}يهيئ أن تضربوا؛ لتؤدبوا؛ لأنكم عصيتم، وتنازعتم، وفشلتم، وأنتم من تحملون رسالة مهمة، وقيادتكم قيادة عظيمة، رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله)، ما ينبغي أن تتنازعوا مع وجوده، ولا ينبغي أن تعصوه، ولا ينبغي أن تفشلوا وهو قائدكم، وأنتم أيضاً من تحملون رسالة للبشرية كلها {وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ} كما قال الله عفو عنهم، ثم عفا عن الأمة كلها، لو دخل المشركون المدينة، اجتاحوا المدينة، وضربوا قاعدة الدولة الإسلامية اعتبر المسألة انتهت.فهنا كانت الخطيئة كبيرة، لكن المفسرين عندنا يكون همهم هو ما يتعلق بماذا؟ إثم ما إثم فقط! بينما القرآن يؤكد أن المسألة هنا في الدنيا، وهو الذي يجب أن ننتبه له، أن أيَّ معصية تحصل عقوبتها هنا في الدنيا قبل الآخرة، عقوبتها هنا في الدنيا: {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً}(طـه: من الآية123) كما قال الله في معصية آدم وإبليس، لأنه لا يأتي للناس شقاء في هذه الدنيا أبداً، ولا ضلال في هذه الدنيا أبداً إلا عن طريق مخالفة أمر الله سبحانه وتعالى.إبليس عصى الله فتحول إلى ضال مضل، وآدم عصى أيضاً فتحول إلى شقي، شقي في حياته عندما أخرج من الجنة. قال الله بعدها: {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى}(طـه: من الآية123) فلا يضل، ولا يشقى، شقي آدم، ألم يطرد من الجنة ونزع الله عنه لباسه هو وزوجته؟ مع أنه تاب عليهم.فعندما نقرأ: {وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ} في قصة أحد قالوا: [أي: عفا عنكم الإثم]، عفا لم تترك المسالة تنتهي إلى أقصى حدودها، لأنه كان - كما قلنا أكثر من مرة - أنه كان من المحتمل عسكرياً احتمالاً مؤكداً هو: أن يدخل المشركون المدينة، لكن الله عفا فصرفهم.فالمهم في هذا الموقف أن فيها دروس، وفيها خسارة كبيرة هي خسارة حمزة، ورسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) تألم جداً على حمزة؛ لأنه كان في ظرف أحوج ما يكون إلى شخص كحمزة، رجل شجاع، ورجل مخلص، ورجل مؤمن، ورجل قوي في ذات الله، وأي قائد يدخل في مواجهة مع آخرين يعرف قيمة الرجل المهم.الآن لأننا لسنا في مواجهة مع أعداء الله لا قيمة لبعضنا عند بعض إن مات هذا، أو قتل أو راح هذا ليست مشكلة, لكن في ميادين المواجهة مع أعداء الله يصبح الرجل المهم له قيمته العالية، ويعرف الناس الحاجة الماسة إليه، رسول الله تألم جداً على حمزة، على قتله، ثم على قتلته على تلك الطريقة والتمثيل الذي حصل له من قبل أم معاوية هند بنت عتبة.ومما عبر عن تألمه الكثير هو أنه صلى عليه مع بقية الشهداء فكبر عليه - كما يقال - سبعين تكبيرة، وصلى عليه مع الكل، أيضاً في المدينة عندما عاد إلى المدينة والنساء في المدينة يبكين على القتلى، وضجة في المدينة، قال: إلا حمزة فلا بواكي عليه! تألم جداً، فنساء المدينة كلهن بكين على حمزة، وأصبحت سنة عند أهل المدينة - لا أدري إلى الآن - كما يقال: سنة جيل بعد جيل، أنهم إذا مات فيهم ميت، أو قتل قتيل يبكون على حمزة أولاً، ثم على ميتهم، مواساة لرسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله).فعندما نزور أحد، ونزور سيد الشهداء حمزة مواساة لرسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) أولاً، وتذكيراً بجهود ذلك البطل، وتقديراً لروحيته العالية لأنه كان إنساناً متوثباً في ميادين القتال في سبيل الله، وطاعة رسوله (صلوات الله عليه وعلى آله) فسماه رسول الله سيد الشهداء.هنا لاحظوا الفوارق كبيرة تأتي داخل النفسيات، يخرج المئات من الناس مجاهدون في سبيل الله، وأبطال مقاتلون في سبيل الله، لكن عمق الإخلاص، الإخلاص درجات متفاوتة، الوعي درجات متفاوتة، الإيمان درجات متفاوتة. فرسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) سمّى حمزة سيد الشهداء، مع أنه قتل شهداء آخرون، ولهم مكانتهم، ولهم فضلهم، ولهم درجتهم العالية، فالمسألة هكذا، ليس هناك خط يرتقي إليه الناس جميعاً في مقامات الإيمان، في مقامات الإخلاص، في مقامات الإستبسال، تفاوت كبير، ألسنا مؤمنون بالآخرة كعناوين، كما يؤمن رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) نؤمن بالآخرة كعناوين، لكن هل إيماننا كإيمان علي بن أبي طالب؟ يختلف اختلافاً كبيراً، هل إيماننا كإيمان رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله)؟ لا، يختلف اختلافاً كبيراً.فعندما يقول رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) لحمزة، يسميه: سيد الشهداء، لا يعني ذلك هضماً للآخرين أبداً؛ لأنه أن يعطى الإنسان ما يستحقه، وفوق ما يستحقه هذه هي الدرجة العالية، لا يهضم أبداً، أن يعطى الإنسان ما يستحقه.

 

إذا أنت تريد أن تستحق أكثر أخلص أكثر، وتفانى أكثر، واستبسل أكثر.حمزة عندما سماه رسول الله سيد الشهداء لم يكن لاعتبار أنه من أقاربه، عمه أبو لهب ألم يلعنه القرآن، وينزل سورة فيه خاصة {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} (المسد:1)؟ ليست قضية قرابة، قضية تقدير، تقدير لروحية حمزة، واستبساله، لما يعلمه عن الله عن واقع حمزة في نفسه فسماه سيد الشهداء، لم تكن الألقاب عند رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) مثلما هي الآن عند الملوك والرؤساء، رتبة لواء، أو عميد، أو من هذه الألقاب يسبر فيها وساطة! لا، تأتي من قبل الله الذي يعلم بخصائص النفوس، والذي يعلم بذات الصدور.فنحن عندما نزور حمزة ندعو الله سبحانه وتعالى أن يرحمه، وأن يجزيه عن رسول الله، وعن الإسلام خير الجزاء، ونقرأ [الفاتحة، والإخلاص] إلى روحه. 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر