{فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ * إِلَّا إِبْلِيسَ}، إبليس امتنع عن السجود، وكانت هذه- كما يفهم من النصوص القرآنية- كانت هي أول معصية لله –سُبْحَـانَهُ وَتَعَالَى– أول عصيان، وأول مخالفة لتوجيهات الله –سُبْحَـانَهُ وَتَعَالَى–إبليس ذلك العابد الموجود في السموات، المتعبد بين أوساط الملائكة وبين صفوف الملائكة كان له موقف مختلف، إبليس استكبر{إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ}، عصى الله –سُبْحَـانَهُ وَتَعَالَى– بسبب الاستكبار، المعصية بحد ذاتها هي استكبار، تَعَنُّتْ وَتَمَنُّعْ عن أمر الله –سُبْحَـانَهُ وَتَعَالَى– وكل مخلوقات الله ليس لها إلا أن تطيع الله –سُبْحَـانَهُ وَتَعَالَى– ليس لها الحق أن تمتنع عن طاعة الله فيما يأمر به، إبليس استكبر، يعني عصى الله –سُبْحَـانَهُ وَتَعَالَى– تكبراً، اعتبر أنه لا يليق به، أنَّ هذا حطٌّ من مقامه، حطٌّ من مكانته، حطٌّ من اعتباره وقدره أن يسجد لآدم، وأن يؤمر بالسجود لآدم.
اقراء المزيد