والبعض أيضًا غفل عن الله -سبحانه وتعالى- عن عقابه، عن عذابه، عن وعيده، وكأنه وعيد من عاجز، ذلك الوعيد المتكرر في القرآن الكريم، تلك التحذيرات المتكررة في القرآن الكريم، ومنها هذا التحذير: {اتَّقُواْ رَبَّكُمُ}، {اتَّقُواْ اللّهَ}، آيات كثيرة تكرر فيها التحذير والإنذار والوعيد، وكأن كل تلك التحذيرات، كل ذلك الوعيد المتكرر، كل تلك التحذيرات المتكررة، كل ذلك الإنذار كأنه من جهة عاجزة، ضعيفة، لا تملك شيئًا، ولا تقدر على صنع شيء؛ فلم يكترث البعض، ولم يبال البعض، ولم يلتفت البعض، ولم تهتز فيه شعرة. هذه الغفلة، هذا التهاون، هذا التجاهل، هذه اللامبالاة تجاه تحذيرات الله وإنذاراته، ووعيده المتكرر في القرآن الكريم تُغضِبُ الله، الله عزيز، لن يسكت، لن يتغاضى، لن يتجاهل من تجاهلوا إنذاره، من نظروا إلى كل ذلك الوعيد المتكرر نظرة اللامبالاة، نظرة التهاون، نظرة الاستصغار، والبعض بالتكذيب، وكأن الأنبياء كذبوا على الله، وكأن كتب الله ليست منه، أو كأن الله -سبحانه وتعالى- حكى مع عباده عبثًا وقال لهم شيئًا لا يفعله.
اقراء المزيد