إما أن يؤسس حياته وفي مسيرة حياته- كما قلنا بالأمس، وما قبل الأمس أيضاً- أن يؤسس مسيرة حياته على أساس الارتباط بهدى الله وتوجيهاته، والاهتداء بهديه، والالتزام بتعليماته، مسيرةً إيمانية على أساسٍ من إيمانه بالله -سبحانه وتعالى- ويتحقق لهم بذلك الخير والتقوى، يقيه الله -سبحانه وتعالى-: الشرور، العذاب، الخزي، يفلح وينجو ويفوز في الدنيا والآخرة.
وإما أن ينطلق في هذه الحياة على أساس هوى نفسه وأهواء الآخرين، وينسى الله، لا يحسب حساب الله، ولا يحسب حساب تقوى الله، ويعيش حالةً من الانفلات وراء مزاج نفسه، وأهواء نفسه، ورغبات نفسه، وانفعالات نفسه، وقد يكون منتمياً- في واقع الحال- للإيمان، وهذه الحالة التي نحن عليها كمسلمين، وقد نغفل وقد ننسى؛ وبالتالي لا نستحضر مقتضى إيماننا في واقعنا العملي في كثيرٍ من الحالات، وأمام كثيرٍ من المواقف، وهنا مكمن الخطورة؛ ولهذا يذكِّرنا الله -سبحانه وتعالى- في قوله -جلَّ شأنه-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (18) وَلَا
اقراء المزيد