
ولهذا يجب أن نستشعر نحن الذين آمنوا، نحن كمجتمعٍ مسلم، قيمة الخطاب الإلهي، قيمة النداء الإلهي، قيمة الهداية الإلهية، هذه النعمة العظيمة، قيمة ما يأتينا من الله -سبحانه وتعالى- أن يكون المصدر الذي نتلقى منه التوجيهات، الهداية، التعليمات، الحلول لمشاكل هذه الحياة، الإرشادات لما علينا أن نفعله في هذه الحياة، أن يكون هو الله -سبحانه وتعالى- بكماله المطلق، برحمته التي وسعت كل شيء ولا حدود لها، بعلمه بكل شيء، بعلمه المطلق، بعلمه الذي لا يحده حد، الذي شمل كل شيء، ووسع كل شيء، وأحاط بكل شيء، الذي يعلم السر في السموات والأرض، العليم بذات الصدور، العليم بمن خلق {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ}[الملك: من الآية14]، العالم بالغيب والشهادة، العالم بالماضي والحاضر والمستقبل، العالم بكل الجزئيات والتفاصيل، لا تسقط ورقة إلَّا هو يعلمها، يعلم ما هو في أعماق البحار، وما هو في السماوات والأرض، محيطٌ بكل شيءٍ علماً، محيطٌ بجزئيات كل هذا العالم، وبأحوال الإنسان في كل ظروفه وفي كل شؤونه، أن يكون الله الذي هو ملك السماوات والأرض، الذي هو الخالق لهذا الكون الفسيح الكبير، الذي بنى هذه السماوات والأرضين، وبنى هذه المجرات وهذا العالم، ويدير كل شؤونه، ويدبر كل أمره، الله -سبحانه وتعالى- ملك السماوات والأرض أن يكون هو المصدر الذي نتلقى منه التوجيهات والأوامر
اقراء المزيد