
لقمان الحكيم كان يمتلك رؤية صحيحة سليمة مفيدة حكيمة في بناء الإنسان وتربية الأبناء، وهذه الرؤية المهمة والصحيحة والحكيمة قدَّمها الله لنا في هذه السورة المباركة.
{وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ}؛ لأنها رؤية مهمة لتربية الأبناء، ولبناء الإنسان بشكلٍ عام، {وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان: الآية13]، في رؤية لقمان الحكيم -عليه السلام- نجد أنَّ أول ما في هذه الرؤية المهمة جدًّا هو: الاهتمام بالسلامة العقائدية، والاهتمام بسلامة العقيدة، أن يكون الابن، وأن يكون الإنسان- بشكلٍ عام- يحمل عقيدةً سليمةً تجاه الله -سبحانه وتعالى- وطبعاً قبل كل ذلك نلحظ أهمية العناية بتربية الأبناء تربيةً صحيحة، وتربيةً سليمة، وأنَّ الأبناء هم المستقبل الواعد للأمة، وهم الجيل القادم، وإذا حظوا بتربية صحيحة واهتمام على المستوى التربوي؛ فسيكون لهم دور مهم وبنَّاء في هذه الحياة، فكان لدى لقمان الحكيم هذا الاهتمام ، وأول ما في ذلك هو سلامة العقيدة، وهذا درس مهم للآباء، أن يحرصوا في تربية أبنائهم وفي تعليم أبنائهم على سلامة العقيدة، أول خلل، وأكبر خلل، وأسوأ خلل: أن يحمل ابنك عقائد سيئة نحو الله -سبحانه وتعالى- فيما يتعلق بمعرفة الله -سبحانه وتعالى- وفيما يتعلق بالأساسيات الإيمانية، والأسس الإيمانية التي نبني عليها إيماننا بالله -سبحانه وتعالى- والأبناء معرَّضون في هذا الزمن لهذه المشكلة بشكلٍ كبير؛ لما في المناهج الدراسية- عادةً- من عقائد سيئة وأخطاء كبيرة في هذا الجانب، ولما قد يرونه ويشاهدونه، أو يطلعون عليه ويسمعون به مما يستهدفهم به أعداء الأمة من قوى الضلال والكفر
اقراء المزيد