
وما مؤدى هذه الحالة إذا قبلنا بها، وإذا سلمنا أمرنا لهم، وقبلنا بالخضوع لهم والاستسلام لهم، ومكنَّاهم من السيطرة التامة علينا، وقررنا أن نسير في كل شؤون حياتنا على حسب ما يريدون وما يفرضون وما يقررون، هل المسألة سهلة؟ |لا|، مؤدى هذا كارثي علينا، وخسارة بكل ما تعنيه الكلمة: خسارة في الدنيا، وخسارة في الآخرة، وخسارة فظيعة وقبيحة وشنيعة؛ لأنك عندما تضحي بكل شيء لصالح عدوك، في خدمة عدوك، في طاعة عدوك، العدو الحاقد، العدو المجرم، العدو الشيطاني الذي يتحرك بأجندة شيطانية، العدو الذي لا يستحق منك أن تقدِّم إليه أي جميل، ولا أن تفعل له أو تحقق له أي مصلحة، هو يتعامل معك بدافع الحقد، والاستهتار، والاستكبار، والعدوان، والطغيان، والإجرام، وهو يحتقرك بكل ما تعنيه الكلمة، فتقبل بأن تكون له: أعمالك، تصرفاتك، حياتك، حتى على مستوى حياة الناس، يريد أن يجنِّد من أبناء هذه الأمة أكبر قدر ممكن من المقاتلين، ثم يكونون هم فداءً بأرواحهم وحياتهم ودمائهم لجنوده، يُقتلون في أي معركةٍ يريد هو أن يخوضها بهم، في أي معترك مع أي طرف في هذا العالم، سواءً في داخل الأمة مع أحرارها، وضد رجالها وشرفائها وأخيارها، كما يفعل اليوم في كثيرٍ من الأقطار وفي كثيرٍ من البلدان، أو ضد أي قوة منافسة
اقراء المزيد