متى ما عصى الإنسان، ويعصي وهو في موقع مهم جدًا، ويتحمل مسؤولية للبشرية كلها، استحق أن يضرب على يد الآخرين؛ ولهذا قال الله: {وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ - يوم أحد - فَبِإِذْنِ اللَّهِ}
كانت خسارة حمزة تعتبر خسارة رهيبة؛ لأنه - حقيقة - أعظم خسارة على الأمة هي عظماؤها، أيُّ أمة تخسر أيَّ خسارة أخرى يمكن أن تعوَّض، كوارث طبيعية تتعرض للمساكن،
{وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ} (آل عمران: من الآية152)
فعندما نزور أحد، ونزور سيد الشهداء حمزة مواساة لرسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) أولًا، وتذكيرًا بجهود ذلك البطل، وتقديرًا لروحيته العالية لأنه كان إنسانًا متوثبًا في ميادين القتال في سبيل الله،
من أين جاءت هذه الخسارة؟ هل الخسارة على النبي (صلوات الله عليه وعلى آله) وحده أم خسارة على الكل؟ كانت خسارة على الكل؛ لأن أولئك الذين تثاقلوا - كما قال الله عنهم - تنازعوا، وفشلوا، وعصوا، استحقوا أن يؤدبوا