
{وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} (البقرة:248). فيكون فيه طمأنينة لأنفسهم.
إذاً تحركوا بعد، القليل ألم يقل: {تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلاً} (البقرة: من الآية246). بعد ذلك تحرك القليل هؤلاء، وهم آلاف. أي لا يزالون كثيراً الذين تحركوا كما في بعض التفاسير وليسوا إلا قليلاً ممن قعدوا، أي احسب عشرات الآلاف جلسوا {فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ} (البقرة: من الآية249). تحرك باتجاه ميدان المعركة مع العدو، هذا القائد اصطفاه الله. لاحظ كيف ترتيباته القيادية {قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلاً} (البقرة: من الآية249).
لاحظ القليل لم يخرج منهم إلا قليل، أعني: هو نفس طالوت قائد يعرف مجتمعه، ويعرف المواجهة مع العدو تتطلب أناساً ثابتين، وأنه عندما يكون هناك أكثرية، هو يعرف أنهم قد ينهزمون فيشكلون هزيمة منكرة، تكون العاقبة سيئة أسوأ مما هم فيه، هو قائد ثابت لأنه لاحظ ترتيبات العدو هناك هي مبنية على أساس عشرات الآلاف من بني إسرائيل، لأنهم ذهبوا كبار بني إسرائيل أي: المجتمع كله معناه، أليس العدو هناك سيهيئ نفسه لأن يكون بالشكل الذي يواجه مجتمع بني إسرائيل؟ وإذا بنوا إسرائيل أول أكثرية منهم تنفصل، ثم ثاني أكثرية منهم تنفصل، بقي القليل في مواجهة جيش هو في إعداده وعدده مرتب نفسه لمواجهة عشرات الآلاف.
اقراء المزيد