عبدالفتاح حيدرة 
في المحاضرة الرمضانية السابعة عشرة لشهر رمضان 1445هـ أكد السيد القائد على أن الإستفادة من الدروس والعبر من معركة بدر الكبرى كونها المحطه الأهم في التاريخ الإسلامي، وأكد - عليه السلام - ان انتصار المسلمين كان بتأييد إلهي وبأشكال كثيرة، بالاضافه إلى قيام المسلمين بمسئوليتهم، وكان نصرا فاجئ الأعداء والمتربصين والمنافقين كما هو حال اليهود، وأسس الله سبحانه وتعالى بهذا الإنتصار حالة جديدة فأصبح للمسلمين هيبتهم وعزتهم، وكانت المعركة مصيرية في آثارها ونتائجها، من أهم التفاصيل والعبر والدروس هو ما ذكره الله سبحانه وتعالى في سورة الأنفال، وهذه المعركة ثبتت قواعد الاسلام ليكون له دورة العالمي في نشر الإسلام ، ثبتت الجهاد في سبيل الله الذي للاسف نقص الحديث عنه في جميع الوسائل ، وشوهت الأحاديث عن الجهاد بشكل كبير من التكفيريين وبعض الانظمه، فعندما نتحدث عن الجهاد في سبيل الله، فقد كان الجهاد حاضرا في أولويات الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى آله، واستمر في  ذلك حتى وهو على فراش الموت يجهز جيش اسامه لمحاربة الروم .. 

يتضح لنا من خلال النصوص القرآنيه  ان الجهاد من الضروريات التي نحتاج إليها، فتشريع الله بالجهاد ضرورة مستمره لمواجهة الأشرار والمجرمين، فلابد من الجهاد لدفع خطرهم، والواقع والأحداث تثبت ذلك، فعندما يتجة المسلمون لاتباع اوامر الله يأتي من يحاربهم بظلمه وفساده واجرامه، فالجهاد ضروري من كونه عامل بنائي مهم وحافز لتقوية الأمه وبنائها، والصراع والتحدي لمواجهة الأخطار حافز مهم للتقدم والتطور والبناء والنهضة الحضارية والسعي للقوة وهو ايظا حافزا لتحرر الأمة وإستقلالها، ومن يصبح مدجنا وضعيفا يصبح مطمعا للاعداء وهي حالة مؤسفه في واقع المسلمين، ونحن في واقع ان هناك أمم لديها اجنده استعمارية، ولا يمكن ان يحظى اي شعب بالحرية والاستقلال اذا كان ضعيفا ومدجنا، ونحن كمسلمين أمة مستهدفه أكثر من غيرنا وهذا واضح في وضعنا الراهن، فكل الأحداث المؤسفه المدمرة في واقع بلدان المسلمين، ويركز الأعداء على الدول الإسلامية في مختلف المجالات، ليس هناك أمة تعاني من استهدافها والمؤتمرات فيها واغراق ها بالازمات مثل الأمة الإسلامية.. 

وعلى مستوى التاريخ فقد  تعرض المسلمين الغزو والاحتلال ونهب ثرواتهم وتدميرهم وقتلهم من حملات المغول وحملات الصليبيين وحتى تحرك المجتمع الغربي الاستعماري، قرون من الزمن تحرك الغرب لاحتلال بلداننا الإسلامية وقتل الملايين من المسلمين وحتى هذه اللحظة في وجود اسرائيل التي فرضها الغرب واصدروا له قرارات مصادرة أرض فلسطين، وهكذا هو حالة الغرب والمؤسسات الدولية تحت أيديهم، هم أعدائنا، وكل الانشطه الثقافيه الدراسية في اسرائيل مشحونه بالعداء الشديد للمسلمين وابادتهم وقتلهم وتشبيههم بالحيوانات، وما نراه من ابادة جماعية اليوم في قطاع غزه، فهو ناتج عن هذه التربية العدائية للمسلمين، وهناك أنشطه اوروبيه وغربيه لتعزيز الكراهية للاسلام والمسلمين، لذلك نحن بحاجة للجهاد في سبيل الله  فهو فريضه دينية الزاميه بأكثر من خمس مائة آية، والجهاد جهةعله الله معيارا لمعرفة مصداقية الانسان في إيمانه، والجهاد جعله الله شرط لدخول الجنة، والاخلال به شر وخطر على المسلمين، وربط الله به النصر والتمكين للامه، الاسلام رسالة إنقاذ للمستضعفين والبشرية ورسالة إنقاذ وكرامة وعزة و َشرف ومثل هذه المهمة بحاجة للجهاد، الجهاد يعتمد على الايمان بالله لابد فيه من المحبه لله والخوف من الله والشعور بالقرب من الله.. 

الجهاد يربي على عزة النفس والكرامة، ولذلك هو مرتبط بعزة المسلمين ونصرهم، تحققت الفتوحات للمسلمين بسبب الجهاد، وفي حالة تعطيل الجهاد فقد بدأت الأمة بالهزيمة والانهيار وبدأت حالات الذل والخوف، من اخطر النتائج في تعطيل الجهاد هو جرأة الأعداء على الأمة، يصبحوا (مدفخه) للاعداء، وهذه حالة خطيرة جدا، وعمليات يتجه للسيطرة على الشعوب ويحتل ن الأوطان ويستنزفونها لتحريك بعضها على بعض، وهنا يتجلى لنا هذه الايام واقع الشعوب الإسلامية تجاه ما يحدث في غزه، فلا نجد اي نشاط تجاه هذه المظلوميه بحق الشعب الفلسطيني، وهذه الحالة الهابطه من المستوى النفسي في واقع الأمة، وشعبنا اليوم في حاله جهاد في موقف عملي وهذه نعمة كبيرة ونعمة عظيمه، وفي ظل هذه النعمة الكبيرة هناك ذنب كبير في التخاذل والتفريط وينبغي ان نستشعر فضل الله علينا في هذه النعمة ، وهذه النعمة عامل نهضه في تطوير القدرات كلها التزاما في مختلف المجالات ونتفادى كل القصور..