مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

كانت ردة الفعل من الملأ المستكبر ومن اتبعهم من أغلبية المجتمع في مكة سلبية، فكفروا، وكذبوا، واستكبروا، واتجهوا للصد والمحاربة للإسلام والرسالة الإلهية، بكل الوسائل والأساليب:

 

وفي مقدمتها الدعايات الكاذبة.

والاتهامات الباطلة.

والاستهداف للذين يسلمون بمختلف أساليب الضغوط.

والتعذيب للمستضعفين منهم.

وفي تلك المرحلة، ما قبل الهجرة النبوية، أسرى الله بعبده ورسوله محمد “صلوات الله عليه وعلى آله”، من المسجد الحرام، إلى المسجد الأقصى، في رحلةٍ ليليةٍ عجيبة، أراه الله فيها من الآيات العجيبة، إضافةً إلى ما حملته تلك الرحلة المعجزة من دلالاتٍ وإشارات، تضمنتها الآيات المباركة في سورة الإسراء، وكشفت عن مستقبل الصراع بين المسلمين، وأعدائهم من الصهاينة الإسرائيليين، وعن الدور التخريبي المفسد، الذي يقومون به في الأرض، وبعتوٍ وعلوٍ وإجرام، وعن عاقبتهم الوخيمة المحتومة، وتسليط الله عليهم من عباده أولي البأس الشديد، من يضع الله على أيديهم الحد لفساد وعتو بني إسرائيل، وكما حدث في الماضي، يتحقق الوعد الإلهي في المرة الآخرة.

 

وقد تجلى في عصرنا ما كشفه القرآن، وأخبر عنه في سورة الإسراء، من فسادهم، وظلمهم، واستكبارهم، وسيتحقق بلا ريبٍ ما وعد الله به من التسليط عليهم، ونهاية ما هم فيه من العلو والاستكبار: {إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا (6) وَنَرَاهُ قَرِيبًا}[المعارج: 6-7].

 

وفي مكة في موسم الحج، عرض النبي “صلى الله عليه وآله” فرصة الفوز بشرف وفضل الإيواء والنصرة، والاحتضان للإسلام والرسالة الإلهية، على نحو ثلاثين قبيلة من قبائل العرب، لكنها رفضت، والبعض اشترطوا شروطاً لا يمكن القبول بها؛ بينما حظي بهذا الشرف الكبير، والفضل العظيم: الأوس والخزرج اليمانيون، القاطنون في يثرب، فهاجر رسول الله “صلى الله عليه وآله وسلم” إليهم، وأصبح بلدهم موطناً تكوَّن فيه المجتمع المسلم من المهاجرين والأنصار، وبدأت مرحلةٌ جديدة من التمكين للرسالة الإلهية، ودين الله الحق، وبناء أمةٍ قوية، تتمكن من العمل بمنهج الله تعالى، وتتصدى لكل محاولات الأعداء الرامية إلى منع ذلك، وتقدِّم النموذج في الواقع، الذي يتجلى من خلاله عظمة الإسلام، وصلاح الحياة به، وأثره العظيم في الإنسان.

 

لكن كيانات الطاغوت والكفر، من مشركي العرب، ومن اليهود، ومن النصارى، لم يرق لهم ذلك، واتجهوا لمحاربة الإسلام عسكرياً، وكانت البداية من قريش، الذين لم يكفهم ما فعلوه على مدى ثلاثة عشر عاماً من الصدِّ عن سبيل الله، ومحاربة الإسلام في مكة بالدعاية، والتعذيب، والترهيب، ومحاولة قتل رسول الله “صلى الله عليه وآله”، فبدأوا بإعداد العدة لشن الحرب العسكرية، والتحضير لهجومٍ عسكري، يستهدف الرسول “صلى الله عليه وآله” إلى المدينة المنوَّرة، وبتحريضٍ لهم، وتشجيعٍ لهم من قِبَل اليهود، فنزل قول الله تبارك وتعالى: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39) الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}[الحج: 39-40]، فكان الجهاد في سبيل الله تعالى هو الطريقة المعتمدة، لدفع الأشرار، الطغاة، المعتدين، المجرمين، الذين يسعون إلى الحيلولة دون تحرر الأمة، وإلى منع المسلمين من الاستقلال، على أساسٍ من دينهم، وإيمانهم، وقيمهم، ومبادئهم.

 

وأتى الأمر من الله تبارك وتعالى إلى نبيه “صلى الله عليه وآله” بالتحرك، ورفع راية الجهاد، كما قال تبارك وتعالى: {كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ (5) يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَمَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ}[الأنفال:5-6]، فكانت غزواته والسرايا العسكرية، التي يبعثها في المهمات القتالية، قرابة ثمانين غزوةٍ وسرية، تصدى بها لمختلف الجهات المعادية للإسلام، والمتآمرة المحاربة للمسلمين، من مشركي العرب، ومن اليهود، ومن النصارى.

 

ولم يتوان “صلى الله عليه وآله” عن مواصلة الجهاد، والتصدي للأعداء، ودفع شرهم وفسادهم، حتى حطَّم كيان الطاغوت، وثبَّت دعائم الإسلام، وأحقَّ الله بجهاده، وجهوده، ومساعيه العظيمة، الحق، وأزهق الباطل، وتصدى لكل التحديات، متوكلاً على الله تعالى، واثقاً بنصره، مقدِّماً التضحيات، وصابراً على كل أنواع المعاناة، ومثابراً، لا يكل ولا يمل، يتلقى من الله تعالى التوجيهات، فلا يتردد في التحرك، حتى لو تردد البعض من حوله، بالرغم مما واجهه من صعوباتٍ ومخاطر، لا تقتصر فقط على مؤامرات ومكائد الكافرين بمختلف فئاتهم: من المشركين العرب، ومن اليهود والنصارى، الذين بذلوا كل جهدهم، وتحركوا بكل إمكانياتهم لمحاربة الإسلام والمسلمين؛ وإنما التحديات أيضاً والعوائق، التي كانت تواجهه في داخل الساحة الإسلامية، حيث كان المنافقون والذين في قلوبهم مرض، بالرغم من انتمائهم للإسلام، يتحركون بين أوساط المسلمين؛ لتثبيطهم عن الجهاد في سبيل الله، ويستخدمون كل الأساليب:

 

من التشكيك في الموقف.

ومن الإرجاف والتهويل.

ومن الإثارة للعوائق، والمشاكل الداخلية، وإثارة الفتنة.

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي

بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف 1443هـ


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر