مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

في ظل ذلك الظرف الذي كان على هذا النحو، تحرَّك السيد حسين بدر الدين الحوثي “رضوان الله عليه”، بلا إمكانات:

يعني: في تلك الآونة لا يمكن أن نقول أنه يمتلك شيئاً من الإمكانات على المستوى المادي، يتحرك من منزله إلى مدرسة الإمام الهادي ليعلن هذا الموقف، ويتحرك في بيئة مستضعفة، الذين ينطلقون فيها في تلك القرى النائية من أقلِّ الناس إمكانات، من المستضعفين، الفقراء، والفلاحين، والمواطنين الذين يعانون أشد المعاناة في ظروف حياتهم، يعني: لم يكن يمتلك آنذاك:

 

قدرات عسكرية.

ولا إمكانات مادية.

ولا مؤسسات في اليد، يمكنها أن تمثل رافعة لهذا المشروع.

فعندما نتأمل في حقيقة موقفه، عندما نتأمل فيما قدَّمه أيضاً منذ أن انطلق وتحرك في هذا المشروع، ما قدمه من محاضرات ودروس وكلمات، كيف كان يتحرك ببصيرةٍ عالية، بوعيٍ كبير، بثقةٍ عظيمةٍ بالله “سبحانه وتعالى”، ما يبرهن ويشهد على هذه الثقة العظيمة بالله “سبحانه وتعالى”، أن يتحرك في واقعٍ كمثل ذلك الواقع:

 

في طبيعة الهجمة الكبيرة جدًّا للأعداء.

والتوجهات السلبية في الداخل، على المستوى الرسمي، وعلى مستوى النخب الشعبية، والتيارات البارزة والمتمكنة.

وعلى نحوٍ مختلف عمَّا قد ساد في الساحة من:

حالة ركود، وجمود، ويأس، وهزيمة نفسية، واستسلام، وصمت.

أو توجهات نحو الاسترضاء، والتودد إلى الأمريكي من البعض الآخر.

ومن واقعٍ مستضعفٍ.

وبلا إمكانيات.

نرى قيمة هذا الموقف، أنه كان موقفاً- بكل ما تعنيه الكلمة- منطلقاً:

 

من وعيٍ عظيم.

من بصيرةٍ عالية.

من ثقةٍ عظيمةٍ بالله.

من استشعارٍ عالٍ للمسؤولية.

عندما تحرَّك لم يكن هناك من يعلن مساندته له، أو يعلن وقوفه إلى جانبه، لا دولة، ولا كيان هنا أو هناك، لم يكن هناك من يمده بأي مدد، بأي إمكانات مادية، كان اعتماده بشكلٍ كليٍ على الله “سبحانه وتعالى”، ويسعى لأن يقوم بواجبه، وأن يقوم بمسؤوليته، وكان يدرك جيداً- وهو المستبصر ببصيرة القرآن الكريم، والمتأمل عميقاً في واقع أمته- الخطورة الرهيبة جدًّا للسكوت، للصمت، للاستسلام، للهزيمة النفسية، والأبعاد لذلك، وما يترتب على ذلك من نتائج خطيرة للغاية، في مستقبل شعبنا العزيز، وفي مستقبل الأمة بشكلٍ عام.

 

فلذلك تحرَّك، وأعلن هذه الصرخة، وتحرَّك مع هذه الصرخة أيضاً بشكلٍ نشط لمقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية، ولنشر الوعي القرآني.

 

في الوقت نفسه كان التحرك الأمريكي مستمراً، بعد أفغانستان ما حصل في العراق، وما تلى ذلك من استهدافٍ للأمة.

 

في نفس الوقت كذلك كان الموقف السلبي في الداخل العربي من جانبٍ آخر يزداد سلبيةً مع الوقت، وكانت المواقف الإيجابية والثابتة والصامدة لحركات المقاومة في لبنان وفلسطين، مع مساندتها الكبيرة من جانب الجمهورية الإسلامية في إيران، تزداد أيضاً تمايزاً، فالساحة العربية والساحة الإسلامية بشكلٍ عام تشهد حالةً من الفرز والتمايز، وتستمر فيها الأحداث ساخنةً، ومتصاعدةً، ومستمرة.

 

مقدمات المشروع القرآني.. حكيمة. مؤثرة. متاحة.

 

ولذلك في كل تلك المرحلة، إلى اليوم، يتجلى لنا أهمية هذا المشروع القرآني، ويتجلى لنا في البداية: أنَّ تلك المقدِّمات لهذا المشروع القرآني، المتمثلة:

 

بهذه الصرخة.

ومعها المقاطعة للبضائع الأمريكية والإسرائيلية.

ومعها نشر الوعي القرآني.

يتجلى لنا أنها كانت مقدِّمات حكيمة، ومؤثرة، ومتاحة، وهذا واضحٌ جدًّا.

 

عندما نأتي إلى عنوان أنها كانت مواقف، ومقدِّمات، وبدايات، حكيمة، فهذا واضحٌ جدًّا:

عندما نأتي إلى الانتقال- سواءً على مستوى شعبنا، أو على مستوى أشمل- عندما نأتي إلى الانتقال بالناس من:

 

حالة الصمت.

والسكوت.

والتدجين.

واللا مسؤولية.

والتي يصل الناس فيها- إن تأثروا بالأحداث، وفرضت الأحداث نفسها عليهم- إلى مجرد التحليلات الفارغة، في مقايلهم، في مجالسهم، في مناسباتهم، تحليلات لمجرد التحليلات، تحليلات:

 

لا يبنى عليها مواقف.

لا ينتج عنها رؤية.

لا يترتب عليها عمل.

هذا في أكبر الأحوال، يعني: إذا فرضت الأحداث نفسها عليهم، إذا كان مستوى ما يفعله الإسرائيلي، أو الأمريكي، من جرائم وحشية، إلى درجة تفرض نفسها على الناس، أن يتحدثوا بقدرٍ من الامتعاض والأسى، ومع ذلك شيء من التحليلات والكلام، لكن دون رؤية، دون موقف، فالسعي للنقلة بهم من هكذا حالة:

 

إلى موقع المسؤولية.

إلى مستوى الرؤية.

إلى أن يكون لهم موقف.

إلى أن يدركوا أنهم معنيون بهذا الصراع، أنهم طرفٌ في هذا الصراع، أنهم جزءٌ من هذا الواقع، وأنهم أمةٌ مستهدفة، وأنهم معنيون وعليهم مسؤوليات تتعلق بهم تجاه ما يحدث، وأنَّ عليهم أن يتحركوا في مقابل ما يتحرك فيه الأعداء وما يسعون له.

نجد أن هذه البداية بداية جيدة، بداية حكيمة، بداية مناسبة، للنقلة:

 

من حالة الركود، والجمود، والسكوت، والصمت، والهزيمة النفسية.

إلى مستوى الموقف.

بدايةً بصرخة، بشعار، بهتاف:

 

يعلنون به عن موقفهم.

يعبِّرون به عن سخطهم.

يتبرؤون به من أعدائهم.

هذه بداية جيدة حتى على المستوى النفسي، يعني: لم يُطلب من الناس من أول لحظة أن يدخلوا في مواقف صعبة جدًّا، وأن يتجهوا إلى جبهات قتال من الوهلة الأولى، بل أن يبدؤوا هذه البداية، التي لها أثر نفسي ومعنوي، عندما تتوسع على المستوى الجماهيري، فهي تعبِّر عن حالة سخط، له أهميته في التأثير على الأعداء، في كثيرٍ من مؤامراتهم ومخططاتهم.

 

الحالة العامة في واقع الأمة:

 

مستوى الاستهداف.

مستوى الخطر.

مستوى التحدي.

السلبية الرسمية في الموقف الرسمي.

تستدعي أن يكون هناك تعبئة شعبية، وتحرك جماهيري واسع.

 

هذه التعبئة الشعبية التي يمكنك فيها أن تحرِّك كل إنسان يستجيب، ما الذي يمكن أن تَنْظُم حوله هذا التحرك الشعبي الواسع؟

 

هي هذه الصرخة، هي هذه المواقف المتمثلة بالصرخة والمقاطعة للبضائع الأمريكية والإسرائيلية، هي هذا العمل على نشر الوعي القرآني في أوساط الناس وتعبئتهم.

 

فحالة التعبئة الشعبية والجماهيرية الواسعة، من خلال أن تقدِّم لهذه الجماهير ما تعبِّر به عن موقفها، وتتحرك فيه، وتعبِّر فيه عن سخطها، هي حالة إيجابية، وحالة تعبوية، وحالة شعبية، وحالة إيجابية جدًّا، أخرجت بها هذه الجماهير من حالة الصمت والهزيمة النفسية، إلى موقف أن تعبِّر عن سخطها، وعن غضبها، وعن موقفها، هذه حالة إيجابية جدًّا، ومهمة جدًّا.

 

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي

الذكرى السنوية للصرخة 1442


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر