مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

أيضاً نحب أن ننبه أنه في محاضرة واحدة لا يستطيع الإنسان أن يتحدث كثيراً عما يجب أن نتحدث عنه، قد تكلمنا كثيراً في أشرطة سجلت حول هذا الموضوع بالذات، من المناسب أن نطلِّع على تلك الأشرطة؛ لنعرف هل ما نريد أن نعمله هناك حاجة إليه، وهو وسيلة صحيحة، وهو وسيلة أيضاً وحيدة، وهو أيضاً أقل ما يمكن أن نعمل، أشرطة كثيرة في محاضرات في اجتماعات كبيرة في مدرسة الإمام الهادي في مران، وفي مقامات أخرى أيضاً، كدروس من خلال المراجعة للآيات التي تحدثت عن اليهود والنصارى.

مطلوب إذا كان هناك اهتمام، ولو لنستعرضها لمجرد الفضول، كما هي عادتنا أن نعرف أي شيء، ربما تفيدنا هذه، أو ربما تفيدوني أنتم، وتكشفوا لي بأن ما نتبناه خطأ، وأنه ليس عملاً صحيحاً، وأنه ليس هناك ما يوجب أن ننطلق في هذا الذي أنت تدعو إليه، أو ما تريد منا جميعاً أن نتحرك فيه، باعتبار القضية تهمنا جميعاً، وإذا ما انطلقنا على هذا النحو، أتكلم، أو أذكِّر بشيء، أو أنبه على شيء، فلا يحظى باهتمام الآخرين، ولفت نظرهم، ستبقى هذه الحالة معي ومعك أنت أيضاً.

عندما تنطلق أنت في موقف تراه مهماً، لنتذكر جميعاً، فلا نهتم، ثم الثالث هكذا فنصبح مجتمعاً لا يستطيع أحد أن يوقظنا إطلاقاً، ولا أحد أن ينبهنا، أو يلفت نظرنا إطلاقاً؛ وكل من يعمل معنا شيء يواجه بأنه [ليس هناك...، نحن مشغولون] فما يمكن أن نفترضه مع أي واحد منا هو في الأخير يعني حالة نكون عليها ونحن نحمل علماً، ونقول: نحن طلاب علم، تترسخ فينا حالة تحول بيننا وبين أن يثيرنا أحد.

ثم يكون واقعنا على هذا النحو الذي نحن عليه، نعجب بالآخرين، عندما نرى مثلاً حزب الله سنقول: أولئك رجال، عندما نرى الإيرانيين، عندما نسمع الفلسطينيين، عندما نرى مواقفاً للآخرين نقول: هؤلاء..، وننسى أننا مستهدفون كأولئك، وننسى أن بإمكاننا أن نكون رجالاً كأولئك، فيكون كل ما حولنا إما أن نعجب به مكانه فقط هناك، لا نستلهم منه أيضاً ما يحركنا، وإذا ما أحد جاء من داخلنا يحركنا أيضاً لا نتحرك، فحينئذ يكون واقعنا كما قال تعالى: {فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ} (الجاثية6).

إذا لم يكن ما يأتي من خارج يحركك، إذا لم تكن تؤمن بأنك أنت مستهدف كما يُستهدف أولئك.. أنا أقطع بأن الوهابيين في اليمن ليسوا هم المستهدفين؛ ووجدنا كبارهم لم يمسسهم سوء، هل مس كبارهم شيء؟ لم نعلم بحرب تركز على الصغار وتترك الكبار، هل وقع هذا في الدنيا؟ أم أنه عادة في الحروب إذا كانت هناك عداوات حقيقية يتجه العدو ليضرب رأس الهيكل، هيكل خصمه، أليس كذلك؟ لكن لا، الكبار لم نسمع أنه مسهم سوء، [الزنداني، وعبد الوهاب الآنسي، وصعتر، وفلان، وفلان، وفلان] هل سمعتم أنتم أنهم تعرضوا لشيء؟ ولو هناك كلام كثير حول الإرهابيين... وجدنا صغاراً خافوا واتجهوا ليحلقوا دقونهم من الوهابيين أليس كذلك؟ ورأينا الكبار في مأمن!

ما هذه العداوة! هذه من الأشياء الغريبة، كما حصل في أفغانستان حرب لم يقتل فيها أحد من قادة طالبان، لم يقتل فيها أحد! وانكمشت طالبان، كما قلنا في حديث سابق: عند من يتأمل ربما طالبان تتحرك لتنكمش، رأينا في التلفزيون جَرْف يلاحقون فيه قيادة القاعدة، وطالبان كلهم في جَرْف، رأينا في التلفزيون؛ لتمتد طالبان في وقت آخر، وكما نسمع أن القاعدة هذه يقولون عنها أن أفرادها ينتشرون في نحو مائة وخمسين دولة، وكأنه لم تكن ضدهم حرب!

القاعدة ما تزال أعداداً هائلة، وطالبان ما تزال أعداداً هائلة، المستهدفون هم الشيعة، ويمكن أن نستوحي ذلك من خلال القرآن الكريم، ومن خلال عمل الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) ومن يتأمل أيضاً في الواقع، في واقع الحرب هناك شواهد على هذه، ومن يتأمل أيضاً سيعرف أن اليهود باعتبارهم أهل دين، لديهم خبرة بالسنن الإلهية، ولديهم معرفة بالقرآن الكريم؛ لأنهم ليسوا منكرين للقرآن الكريم ألم يخبر الله عنهم بأنهم يعرفون محمداً كما يعرفون أبناءهم بأنه نبي؟

لديهم المعرفة بأن محمداً نبي (صلوات الله عليه وعلى آله)، المعرفة التي قد لا تكون عند الكثير من المسلمين وإلى هذه الدرجة العجيبة: يعرفونه كما يعرفون أبناءهم، والقرآن يعرفون أنه كتاب الله؛ ولهذا قال الله عنهم ماذا؟: {وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ}(البقرة109) فهم يعرفون الحق أين هو، ويعرفون مع من يمكن أن يقف الله سبحانه وتعالى، ويعرفون من هو الذي يمكن أن يشكل خطورة عليهم.

والرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) ضرب مثلاً لذلك، تحدثنا بهذا في كلام كثير في خيبر، ألم يعط الراية أبا بكر فعاد منهزماً، في فترة حصار خيبر، أعطى الراية أبا بكر فعاد منهزماً، هزمه اليهود، ثم أعطى عمر الراية فعاد منهزماً هزمه اليهود، ولم يكن أبو بكر، ولا عمر معروفين بالفروسية، لا توكل إليهم قيادة كتائب من الجيش وإنما ذلك إذا تأمل الإنسان ربما - حسب فهمي القاصر - إشارة إلى أن هذه الأمة قد تدخل في مواجهة، وأن أعداءها الحقيقيين التاريخيين هم هؤلاء، هم اليهود، وأن هؤلاء من ارتبط بهم سيهزم كما هزموا في مواجهة اليهود، والواقع يشهد بذلك.

لكن علياً الذي دُعي وهو أرمد؛ ليقال إن الأمة ستحتاج إلى علي، وحتى وإن رأت نفسها بأنه في حالة لا يمكن أن يكون له موقف.. يدعوه الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) وهو أرمد ويتفل في عينيه، وتنفتح عيناه، ثم يعطيه الراية بعد أن قال: ((لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، كرار غير فرار يفتح الله على يديه)) ألم يفتح خيبر؟

إنه يوحي بذلك أن اليهود، إن من يستطيع أن يواجههم في خبثهم، في مكرهم، في خططهم الماكرة، هم علي وأولياء علي، وأبناء علي، علي وأبناء علي، وشيعة علي.. وآية المائدة - ويمكن أن ترجعوا إلى ما قلناه في محاضرة سابقة حول هذا الموضوع في أشرطة، آية المائدة - تشهد على ذلك.

آية المائدة، آية الولاية، جاءت أيضاً في إطار الحديث عن بني إسرائيل، هكذا جاءت آية الولاية في إطار الحديث عن بني إسرائيل، آية الوحدة والإعتصام بحبل الله جميعاً في إطار الحديث عن بني إسرائيل، آية البلاغ، البلاغ بولاية علي (عليه السلام) في سورة [المائدة] جاءت أيضاً في إطار الحديث عن بني إسرائيل.

كل ذلك ليفهم الإنسان من خلاله: أن بني إسرائيل هم الأعداء التاريخيون، والخطيرون للأمة، وأنه لن يستطيع أن يقف في مواجهتهم، ويتغلب على مكرهم، وخبثهم وخططهم، وإفسادهم، إلا من فتح خيبر، أبناؤه وشيعته.. أوليس شيعته الآن هم أقوى طوائف الدنيا في مواجهة اليهود والنصارى؟ حزب الله، وإيران، أليس العرب يمتلكون أكثر مما يمتلك حزب الله؟ يمتلكون أكثر مما تمتلكه إيران، ومع هذا وهم عشرات الملايين مهزومون نفسياً.

وفي محاضرات كثيرة أكدنا - على أساس فهمنا - بأنه فعلاً من يرتبط بأولئك سيظل مهزوماً، وأن الأمة لن ترتفع كلمتها، ولن ترفع رأسها إلا إذا عادت من جديد لترفع يد علي ومحمد كما رُفعت يوم الغدير، وأن تلك اليدين التي امتدت أحداهما للأخرى هي من مددت الأمة ليطأ اليهود أعناقها، وظهرها يوم قال عمر: [أمدد يدك أبايعك] مدد الأمة فعلاً.

متى ما رفعت الأمة اليد التي رفعها رسول الله، يد محمد وعلي، ومن الذي يمكن أن يرفع هاتين اليدين؟ هم الشيعة؛ لأنه ليس لديهم عوائق في العقيدة، من عقيدتهم. الآخرون متى ما جاؤوا إلى آية الولاية قفزوا عليها؛ لأنها تؤدي إلى أن يكون علي أفضل من أبي بكر، وهذا مبدأُهم مع أي آية أو حديث، يدفعونه بأيديهم، أو يركلونه بأقدامهم؛ لأنه يؤدي إلى أن يكون علي أفضل من أبي بكر.

لديهم عوائق لذلك سيعيشون مهزومين، سيعيشون مهزومين حسب فهمي، أنا واحد ممن يقطع بأن أولئك سيعيشون مهزومين دائماً، ونحن نرى الواقع يشهد على ذلك، حزب الله أليس عند رأس إسرائيل؟، هو أشد خطراً على إسرائيل، وهو أشد عداوة لإسرائيل، إعلامه أشد فتكاً بإسرائيل. هل استطاعوا أن يمسوه بسوء؟. الفلسطينيون يضربونهم، والزعماء الآخرين كلهم يرتبكون، وكل الشعوب من أولياء أبي بكر وعمر كلهم يرتعدون خوفاً، كلهم مهزومون.

لكن أولئك من أبناء علي وشيعة علي، ونحن أيضاً من نقول بأننا في واقعنا بالنسبة للتشيع ولاؤنا هو أفضل وأنقى من ولاء أولئك، ألسنا نقول هكذا؟ أولئك ببركة ولائهم لعلي، حتى وإن كنا لم نرض بأن ولاءهم هو على الشكل المطلوب، نرى ولاءنا هو الولاء الحقيقي لأهل البيت ولعلي، لكن أولئك بولائهم لعلي اهتدوا بالقرآن فاستطاعوا أن يقفوا في مواجهة اليهود على النحو الذي نراه ويشهد بأنه لن يقف في مواجهة اليهود وينتصر عليهم إلا من كان في خط ذلك الذي فتح باب خيبر.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

ملزمة (خطورة المرحلة)

ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.

 

 

 

 

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر